× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

في إدلب طيورٌ أغلى من الأبقار: «الهوى غلّاب»

حكاياتنا - خبز 28-01-2023

ثمة في الشمال السوري كثيرون من الشباب يعتاشون على تجارة الطيور والحمام، وبشكل خاص الأنواع النادرة التي تصل أسعارها مبالغ باهظة، ولكل تاجر ما يهوى منها، في وقت ينتقد تجّار المواشي تجارة الطيور المبالغ بها وفق رأيهم

الصور: (صوت سوري)

يستيقظ مُنقذ كل يوم باكراً، يتفقد دراجته النارية لأنه سوف يقطع مسافة طويلة ليصل إلى سوق الطيور في الشمال السوري. يضع قفصاً كبيراً وفي داخله أنواع عديدة من الحمام، ليعود لاحقاً بأنواع أخرى، إذ يبيع ما أخذه معه ويشتري أنواعاً تكون مطلوبة أكثر في مدينته كفر تخاريم، وأحياناً يشتري بناء على طلب مسبق لأحد أصدقائه.

يقول مُنقذ (30 عاماً): «أقطع مسافة 28 كم من مدينة كفر تخاريم حتى معرة مصرين حيث سوق الطيور، أبيع ما يمكنني بيعه من طيور الحمام، وأشتري بثمنها طعاماً للطيور الأخرى التي أربيها، أو حاجيات تلزمني في البيت، اليوم مثلاً اشتريت شاشة LG لأطفالي حتى لا يخرجوا للعب خارج البيت».

أما نهاد المحروق، فخسر 10 آلاف دولار في يوم واحد بسبب موت واحد من الطيور التي يملكها. ويُقدّر مجموع خسارات نهاد في العام الماضي بما يُقارب 20 ألف دولار بسبب مرض الطاعون الذي فتك بالطيور.

يقول نهاد (42 عاماً): «لم أشتر الطير وأدفع ثمنه فهو مما رُزقته بفضل تزاوج طيور أملكها منذ ثلاثة أعوام، لكن لو بيع بسعر جيّد، حتى لو كان أقل من 10,000 دولار، لكنت ذا حظٍ عظيم، فمنذ عامين وأكثر وأنا أقترض المال لأعيش، وعندما أبيع شيئاً مما أنتجته بمبلغ 2,000 أو 3,000 دولار أسدد الديون المتراكمة وأشتري بعض مُستلزمات المنزل، لكن كل مرة أطمع بسعر أكثر فأخسر الربح ورأس المال».

في المقابل، لا يستطيع محمد الحنتش (41 عاماً) شراء أزواج الحمام المُرتفعة السعر بسبب سوء وضعه المادي، لكن بعض أصدقائه يودعون «بعض حلالهم» عنده، فيعتني بالطيور على سبيل الأمانة، على أن تكون الفراخ التي تنتج عن عمليات التزاوج من نصيبه هو. 

طير حمام من نوع «مشمشي»

أما صلاح الخطيب، فهو تاجر قديم يشتري الطيور من أصدقائه ومعارفه ثم يبيعها ضمن مناطق الشمال، أو يهرّبها من مناطق سيطرة دمشق، إلى الشمال، ثم إلى تركيا.

يقول الخطيب (44 عاماً): «أعمل في تجارة الحمام منذ 30 عاماً. قبل الحرب كنت أذهب مع بعض التجّار من أصدقائي من مدينة كفرنبل إلى الطبقة لشراء طير واحد من نوع "بايملي" أو "مشمشي" بسعر مليون وثلاثة مئة ألف ليرة سورية (نحو 60 ألف دولار في ذلك الوقت)... كنا نُقيم أكثر من ليلة لنرتاح من عناء الطريق ومشقة السفر، ودائماً أرضى بالربح القليل، سابقاً وفي وقتنا الحالي».

طير حمام من نوع «بايملي»

هواة؟ أم «مجانين»؟!

«أشو مجانين!، حدا بيشتري حمامة بحق شلية غنم؟!»، هذا ما قاله خالد الشاهين، مقارناً بين أسعار بعض الطيور، وبين سعر سبعة أغنام باعها قريبه بمبلغ 900 دولار مقارنة. يقول الشاهين (53 عاماً): «كثير من أقاربي يمتهنون تربية الطيور بغرض التجارة، لكنهم يبيعون الطير الواحد بـ10 دولارات، وإذا كان من النوع الجيّد لا يتعدى سعره 50 دولاراً».

في هذا الوقت، يذهب نصف راتب محمد النعسان (41 عاماً) مصروفاً على دواء وطعام للطيور التي يربيها، ولا يجني منها أرباحاً بسبب سوء تدبيره.
ويشارك سوريون ومنهم مراد جركس كل عام في مؤتمرات دولية ذات علاقة بالطيور، ويشحن العديد من الطيور من سوريا ولبنان وتركيا إلى ألمانيا بمساعدة شركائه من التجار، لكن نسبة الأرباح الكبيرة تكون من نصيب الوسطاء، مثل زرزور أبو يحيى، وهو نازح من مدينة حلب ويُقيم في مدينة إسكندرون التركية منذ العام 2014 ويعمل في تجارة الطيور، لكنه يعتمد على الحمام، خاصة الأنواع المرتفعة الأسعار.

يقول أبو يحيى (46 عاماُ): «لدي كثير من الأصدقاء في الشمال السوري يربّون الحمام من نوع الزراقات (بايملي، مشمشي، أبلق، شكلي) ويكون ثمنها خارج سوريا أعلى بكثير مما هو عليه في مناطق النظام أو المعارضة. أعرف الكثير من التجار في تركيا، وأتواصل معهم عبر مجموعات واتساب، خاصة عند طلب نوع مُعيّن من الحمام».

ويضيف: «بعد البازار أحصل على مبلغ جيّد لقاء التوفيق بين البائع والشاري، وأحياناً أشتري من سوريا وأبيع لتجّار من تركيا فيكون الربح مُضاعفاً، وفي بعض الأحيان أبيع لتجّار سوريين في أوروبا».

في المقابل، يستنكر تاجر الأبقار مخلص العبود ارتفاع أسعار الحمام: «البقرة نستفيد من حليبها ولحمها وفرائها ولا يتجاوز سعرها في الوقت الحالي 1500 دولار، لكن طير حمام لا يتجاوز وزنه 300 غرام يُباع ويُشترى بعشرين ألف دولار أو أكثر... في حال موته يقوم مُربيه بكل أريحية بوضعه على جانب الطريق ليكون وجبة لكلاب الشوارع. أما أنا فعندما تموت بقرة بمزرعتي أدفع 500 ليرة تركية أجرة سيارة لنقلها خارج البلدة وإلقائها في أحد المقالع المهجورة».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها