× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

المشاعر «سلعة»: قصص سورية من عالم التلاعب العاطفي

حكاياتنا - خبز 26-03-2023

كثيراً ما يكون أصحاب التجربة القاصرة في الحياة عرضة للابتزاز والاستغلال. ففي حالات الاستغلال العاطفي، يخفي المستغل النيات السيئة ويظهر نقيضها للإيقاع بفريسته، ثم يبدأ الابتزاز الذي كثيراً ما يجعل الضحية ترضخ لكافة الطلبات حتى إن تنافت مع مبادئها. يحصل هذا مع الجنسين، خاصة مع تخلخل كثير من المفاهيم في المجتمع السوري

الرسم: (Konstantin Kazanchev - كارتون موفمينت)

استطاعت حلا أن تحصل على نحو عشرة ملايين ليرة سورية من زملائها الرجال في العمل تحت مسميات مختلفة أبرزها الحاجة إلى حليب الأطفال والحفاضات، أو رغبة صاحب البيت في طردها بسبب عجزها عن دفع الإيجار المتأخر. لم يكلفها ذلك إلا فنجان قهوة مع كثير من الدموع، بالإضافة إلى قليل من الإغراءات الأنثوية والوعود برغبتها في الزواج مرة ثانية بعد طلاقها الذي لم يحدث أصلاً.

تُدرك حلا أنّ كثيرين من الرجال لا يحتاجون إلا كلمة جميلة بقدر حاجتها إلى المال. تقول: «أنا لا أمارس الدعارة لتأمين حاجاتي ولا الاحتيال، فهم يخدمونني من تلقاء أنفسهم، وأنا لم أعد أياً منهم بشيء». لكن يرى زميل لها أنها استغلت شهامته، وأنها كانت تتنقل من شاب إلى آخر لتحصل على حاجاتها، وقد افتضح أمرها بعد بيعها المنزل الذي كانت تسكنه في أحد أحياء المخالفات في دمشق رغم كونها مستأجرة للمنزل المذكور.

أما شهد (اسم مستعار)، فوجدت نفسها جامعية وجميلة والعيون تتبعها باستمرار، لكنها لم ترتقِ في وظيفتها أبداً رغم حصولها على درجة الدكتوراه. وعندما بدأت الشكوى لأنّ رئيسة شعبتها حاصلة على شهادة جامعية أقل، قوبلت بالعقوبات والإنذارات.

بعد أيام، ذهبت الاثنتان لمقابلة المدير في أحد المطاعم، ومع أنّ اللقاء «لم يتجاوز حدود الأدب» كما قالت، فإنها حصلت على منصب مدير دائرة وتمكنت لاحقاً من وضع اسمها على لائحة السفر للتدريب في إحدى البعثات الخارجية بناءً على ترشيح المدير. تقول: «بقيت عشر سنوات في وظيفتي وكنت أُنقل من مكان لمكان وأشعر أنني منبوذة ومحطمة، وبعد تعارفي مع المدير ترقيت وشعرت أنني شخص مهم ومنتج، وبت في موقع يناسب شهادتي... كل ما كنت بحاجته شبكة من العلاقات الاجتماعية وكثير من الابتسامات، والكلام المعسول».

من وجهة نظر شهد نجحت أنوثتها فقط في إيصالها إلى المكان المناسب، وأنها كان يمكن أن تبقَى مهمشة وسطحية ما لم تتوافر لها فرصة الانتقال إلى الجامعة للتدريس.

«الأمر أشبه بالتسويق العاطفي... اعتبري أنك تحتاجين تسويق مُنتجك، فعليك ترسيخ انطباعات قوية جداً من اللحظات الأولى»

في قصة لجين (اسم مستعار)، ترى الأخيرة أنّ لكل شخص مفتاحه الخاص. فهي مثلاً عملت سكرتيرة في شركة خاصة، وهناك تعلمت استغلال أنوثتها للحصول على ما تريد رغم وقوعها في حلقة من العلاقات المثيرة للريبة التي غالباً ما يكون الرجل فيها ضحية لها.

تقول لجين: «المرأة الماكرة يمكنها أن تستخدم أساليب لا تخطر في البال لزيادة ربحها من العلاقة التي هي مجرد تجارة عواطف. حتى إنّ بعض الرجال لا يترددون في التخلي عن كامل رصيدهم المادي مقابل تحقيق مأرب عاطفي في حال كانوا من النوع الذي يحب المخاطرة».

تضيف: «الأمر أشبه بالتسويق العاطفي... اعتبري أنك تحتاجين تسويق مُنتجك، فعليك ترسيخ انطباعات قوية جداً من اللحظات الأولى للتعارف لا يمكن محوها أو تغييرها مع الوقت».

أحياناً تذهب الأمور أبعد من ذلك، إذ تقول رشا (اسم مستعار) إنّ صديقها أغدق عليها المال منذ كان عمرها أقل من عشرين عاماً، حتى اعتادت حياة الرفاهية.

تضيف: «كان الأمر أشبه بورقة اليانصيب الرابحة»، لكنه بعد مدة صارحها أن العلاقة لا يمكن أن تستمر، فأحدهما لا يناسب الآخر، وعندما سألته عن السبب شرح لها أنه يحتاج تفريغ حاجاته الجسدية وأنه يجد صعوبة في ضبط رغباته.

انتهى بهما الأمر في السرير، وبعد أشهر اكتشفت أنه يدير شبكة دعارة، وأنّ هذه الهدايا ليست أكثر من طعم ليستغلها. وبما أنه متأكد من أنه لم يعد هناك مجال للهرب، هددها بفضحها أمام أهلها، وبدأ عرضها على أصدقائه وزبائنه وبيعها لأعلى سعر.

أما صفاء، فوقعت ضحية المساكنة الإجبارية بعدما قادها طموحها إلى الحصول على منصب مهم بجهودها، لكن كثرة الشكاوى والاعتراضات دفعت مديرها إلى استدعائها، وبدلاً من توبيخها أخذ يحدثها عن جمالها، ويسألها عن نوع عطرها المفضل، ويسترسل في الحديث عن تفاصيلها التي كانت تظن أن لا أحد يهتم بها.

«وجدت نفسي أحبه لدرجة غير مفهومة»، تقول صفاء عن الرجل المتزوج ولديه أطفال. «صار يأتي إلي في المناسبات إلى المنزل الذي استأجره لي، وأحياناً يضربني ويهينني بأبشع الصفات، ويستخدم سلطته عليّ لتفريغ غضبه وجنونه، وكثيراً ما يطردني ثم يطلب أن أسامحه»، تروي.

تلفت إلى أنه «لا يريد علاقة سويّة، بل مبنية على المصالح، فهو لا يريدني أن أتعرف إلى أحد من عالمه الخاص، ولا أن يدفع لي راتبي، فصار اعتمادي عليه كلياً وبت أشحذ منه كل شيء... أشعر أنني بحاجة إلى طبيب نفسي لأنني في علاقة سامة، ولكن لا أملك حتى أجرة المعاينة. لقد استغلني جسدياً ومادياً وبت شبحاً على هيئة أنثى».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها