× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

سوريون يختبرون التربية الجنسية في أوروبا: «خير من قنطار علاج»؟

حكاياتنا - خبز 17-05-2023

بين أسرٍ تخشى ما يراه البعض انفتاحاً أوروبياً زائداً، وأخرى تتقبل التثقيف الجنسي بصفته ضرورة علمية وثقافية لا عيب فيها، تحدد كثير من العائلات السورية اللاجئة لأطفالها بوصلة الحياة الجنسية.

ألصورة: (أطفال سوريون أمام مركز للاجئين في هولندا - Peter de Ruiter/ UNHCR Brussel)

عاد أبو أنس وأسرته إلى سوريا بعد ثلاث سنوات قضوها في ألمانيا، تاركين خلفهم «الحلم الأوروبي». يقول الرجل، وهو أب لثلاثة أبناء (صبي وابنتين): «بدأت أفقد السيطرة على أسرتي، خفت على ابنتيّ من الأجواء التي لم نكن معتادين عليها»، فـ «هناك يعرف الأطفال معلومات نكاد لا نعرفها نحن الكبار في ما يتعلق بالجنس»، وفقاً له.

سافر أبو أنس (48 عاماً)، الذي ينتمي إلى عائلة محافظة، مع صديقه وأسرتيهما إلى ألمانيا في العام 2014، ليعود أدراجه في العام 2017. يبرر قراره بالقول «اعتدنا هنا أن تكون مسألة التربية والتثقيف الجنسي مسؤولية العائلة، الأم تثقّف ابنتها في الوقت المناسب، والأب يتولى مسؤولية ابنه، أما هناك فيتلقون المعلومات في المدرسة وفي سن مبكرة».

«لا يمكنني تخيّل تأثير ذلك على الأطفال»، يشدد أبو أنس بعدما أفزعته أوروبا التي تقرّ دولها التعليم والتربية الجنسية بشكل متفاوت في ما بينها، وبأعمار مختلفة.

غير أن ابتسام، وهي أم لطفلين تعيش في هولندا، ترى أن هذه المخاوف غير مبررة. وتوضح أن «الأمر ليس كما يتصورون، فالأطفال يتلقون تعليماً موضوعياً يتناسب مع أعمارهم، فيبدأ بفهم التشريح العضوي للإنسان، وتعريف الأطفال بأعضائهم، وفي سنوات لاحقة وبشكل متدرج يتلقون التثقيف الجنسي وأساليب الوقاية من الأمراض، وهذه أمور على الجميع تعلمها».

تقول السيدة التي حصلت على الجنسية الهولندية وتعيش في مدينة صغيرة قرب العاصمة أمستردام: «أن يتعلم الأطفال هذه الأمور بشكل علمي، ووفق تسلسل مناسب لأعمارهم هو أمر جيد، فالتعليم لا يدفع إلى الانحراف كما يعتقدون، على العكس تماماً، الجهل هو ما يدفع الأطفال للبحث عن إجابات لأسئلتهم بشكل غير علمي، ليصلوا إلى أجوبة منقوصة وغير علمية وغالباً مشوهة».

تعتبر ابتسام أن «تربية الأطفال جنسياً، وتثقيفهم في ما بعد أمر لا ينمّي غرائزهم، وإنما يجعلهم يدركون هذه الغرائز الطبيعية، ويعرفون كيف يتعاملون معها مستقبلاً بشكل صحي وصحيح»، وتستطرد متسائلة: «متى كانت المعرفة أمراً معيباً أو مُضرّاً؟».

«فوجئت بابنتي البالغة من العمر سبع سنوات، تسألني أسئلة تتعلق بالجنس» الرسم:صوت سوري

أما أبو سليم، وهو أب لطفل وحيد، فلا يدرك أنه حمل معه إلى أوروبا جذور تمييز جندري موجود في سوريا. ففيما يلفت إلى أن «مسألة التربية الجنسية أمر مقبول بالنسبة للذكور»، يستدرك قائلاً: «لم أختبر تربية طفلة، بالنسبة إلى ابني لا أواجه أي مشاكل، فمهما حصل يبقى صبياً لا يعيبه شيء، على عكس البنات». ويضيف: «ما يتعلمه هنا كنت سأشرحه له بالتأكيد لو بقينا في سوريا، ربما في عمر أكبر، ولكن لا مشكلة عندي».

رغم أن التعليم يكون وفق مناهج تتسع تدريجاً، فتبدأ بالتربية الجنسية للأعمار الصغيرة وتنتقل في ما بعد إلى التثقيف الجنسي في المراحل العمرية اللاحقة، فإن الحكومات الأوروبية تحث الأسر على ضرورة التعاون مع المدارس في هذا الأمر، ما يلقي على عاتقها مسألة الإجابة عن أسئلة الأطفال في المنازل بشكل يتناسب وأعمارهم، وهي نقطة تشير إليها أم أمل، اللاجئة السورية في هولندا.

تقول السيدة، وهي أم لثلاث فتيات: «فوجئت في البداية بابنتي أمل، البالغة من العمر سبع سنوات، تسألني أسئلة تتعلق بالجنس، فزعت ولم أعرف كيف أجيبها، ولكنني في ما بعد تعلمت أن أفضل طريقة للتعامل مع الأمر هي الإجابات الحقيقية بشكل يلائم عمرها، وليس كما كان يفعل أهلنا، عندما كانوا يغضبون ويحققون معنا من وين جبنا هالحكي العيب، أو يجيبوننا بأن هذه الأسئلة وقحة أو أكبر من عمرنا، أو حتى يخترعون قصصاً وهمية للالتفاف على الأمر».

وبينما تبدي أم أمل تأييدها لفكرة التعليم والتثقيف الجنسي للأطفال، لا تخفي خشيتها من التأثير السلبي للانفتاح الزائد في بعض الأحيان. إلا أنها تقول: «أعتقد أننا، نحن القادمين من مجتمعات محافظة، نحتاج أيضاً إلى بعض التثقيف حتى نتمكن من موازنة الأمر مع أطفالنا، خاصة أولئك الذين وصلوا إلى أوروبا في أعمار كبيرة نسبياً ووجدوا أن أقرانهم يعرفون أموراً تعدُّ عيباً بالنسبة إليهم، ووجدوا صوراً تشرح الأمر في الكتب بشكل صادم».

كذلك، ترى أم أمل أن ضرورة تثقيف الأسر لا تتعلق بتربية الأطفال فحسب، خاصة في ظل وجود حالات عدة لأسر تعتني بأطفال وصلوا إلى أوروبا بمفردهم. وتعرب عن اعتقادها بأن  «على السلطات أن تراقب سلوك هذه الأسر أيضاً، وتحرص على تقديم المشورة والتدريب اللازمين، وليس الاقتصار على مراقبة مدى الاعتناء بصحة الأطفال».

وتتابع شارحة: «تعتني عشرات الأسر بأطفال وصلوا إلى هولندا بلا ذويهم، هذا الأمر يضعهم وتلك الأسر في إشكالية كبيرة في ما يتعلق بالتربية والتثقيف الجنسيين، إذ يُترك المجال للأسر الراعية للتصرف بالشكل الذي يلائمها، ما يعني أن هؤلاء الأطفال يتلقون التربية والتعليم في أحيان كثيرة بناء على العادات، وليس بشكل علمي يكمل الحلقة التي تشكل المناهج التعليمية نصفها الآخر».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها