× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

مُقوّيات ومُحفزات جنسية في متناول أطفال الشمال السوري!

حكاياتنا - خبز 01-06-2023

مشروبات ومأكولات بمفعول المقويات الجنسية في الدكاكين بلا حسيب ولا رقيب في الشمال السوري. هذه المواد التي كان وجودها محصوراً في رفوف الصيدليات وتؤخذ بعد استشارة طبيب، أصبحت في متناول الجميع، والأخطر من ذلك أنها تجد طريقها بسهولة إلى أيدي الأطفال

في جولة على بعض دكاكين السمانة الفاخرة في شمال غرب سوريا، وبالتحديد على برادات المشروبات، يلفت انتباه المشتري وجود عشرات الأصناف التي تتنوع بين عصائر ومشروبات غازية ومعلّبات طاقة، معظمها مستورد عبر الأراضي التركية.

بعض هذه المشروبات يحفّز الرغبة الجنسية، وقد حلّ هذا الصنف بديلاً عن الأدوية المستخدمة للغرض ذاته، بعد جملة من القيود التي وضعتها نقابة الصيدلة على بيع ذلك الصنف من الأدوية الممنوع بيعها إلا بموجب وصفة.

يقول زبائن تلك المشروبات إن مفعولها يوازي مفعول المقويات الجنسية، وقد لجؤوا إليها كبديل للأدوية المستخدمة لذلك الغرض بعد صعوبة الحصول عليها من الصيدليات.

تمتاز تلك المشروبات عن غيرها بمحتوياتها ومكوناتها وحجمها الصغير، بالإضافة إلى مذاقها المرّ وسعرها الذي يفوق سعر غيرها من المشروبات، إذ يصل سعر العبوة الواحدة إلى خمس وعشرين ليرة تركية.

بحسب فياض، وهو اسم مستعار لوكيل تجاري مسؤول عن توزيع هذه المشروبات في الشمال السوري، فإن معظمها يجري إدخاله بكميات قليلة عبر خلطها مع أصناف أخرى من المشروبات والعصائر الطبيعية عن طريق باب الهوى، وذلك خوفاً من مصادرتها ودفع غرامة مالية عليها لكونها ممنوعة.

يضيف فياض: «يجري توزيع هذا النوع من المشروبات على المولات وبعض محال السوبر ماركت، ويحرص أصحاب ومديرو هذه المحال على إخفاء المشروبات عن أعين دوريات التموين خوفاً من مصادرتها ودفع غرامة عليها». 

المضار الناتجة عن تلك المشروبات كبيرة ولا سيما تأثيرها المُضاعف في الأطفال، وهو ما جعلها من المواد الممنوعة. فبحسب علي محسن، أحد مديري جولات «التموين» في منطقة سرمدا، فإن صاحب المحل الذي يُضبط فيه ذلك النوع من المشروبات يتكبد غرامة تصل إلى ثمانمئة ليرة تركية، بالإضافة إلى مصادرة البضاعة الممنوعة، ومع تكرار المخالفة يجري تغريمه بمبلغ قد يصل حتى ألف وخمسمئة ليرة.

تغيّر نمط سلوك الفتى عُمر وحياته بعدما أدمن هذه المشروبات، حتى صار عاجزاً عن الذهاب الى المدرسة

سهولة إيجاد هذه المنتجات جعلها سلعة متاحة للأطفال، شأنها شأن مشروبات الطاقة التقليدية، ولا سيما أن محال كثيرة تبيعها دون ضوابط على أعمار زبائنها، وهو ما يعرّض الأطفال والمراهقين لأضرار كبيرة.

تقول نادية وهي أم لثلاثة أبناء أكبرهم عُمر  (13 سنة) إن ابنها البكر أدمن المشروبات الغازية وعلب الطاقة. تشير نادية إلى أنها كانت تعتقد أن الأمر طبيعي حتى بدأ يتغيّر سلوك الفتى ونمط حياته، إذ بات يسهر طوال الليل وينام خلال ساعات النهار، حتى صار عاجزاً عن الذهاب الى المدرسة نتيجة ما أصابه من خمول، كما أُصيب بسمنة زائدة.

وتضيف: «لم أكن أعتقد أن تلك المشروبات هي السبب في التغّير الذي طرأ عليه حتى عرضته على طبيب الأطفال الذي أكد لنا أنها السبب الرئيس، وطلب من ولدي التوقف عن شربها بعد رؤيته لمحتوياتها».

تصل كثير من حالات الأرق والاكتئاب إلى مستشفى «شام» للأطفال، بحسب الدكتور سعيد حاج موسى المختص بأمراض الأطفال، وغالبيتها مقرونة بأعراض نفسية كالانهيار العصبي، أو بأعراض داخلية كآلام المعدة والكلى. 

يؤكد الطبيب أن سبب هذه الحالات هو الإفراط في تناول منتجات تحتوي على نسب مرتفعة من مادة الكافيين أو السكريات كعلب الطاقة خاصة، بالإضافة إلى المشروبات الغازية التي تسبب الإدمان.

يقول الحاج موسى: «إدمان تناول تلك المشروبات يؤدي في معظم الأحيان الى فشل وقصور كلوي وزيادة عدد دقات القلب وإجهاد الجهاز العصبي، وأيضاً خلق حالة من التوتر نتيجة إدمانها، عدا مخاطرها على الحوامل والمرضعات ومرضى السكري والضغط».

المشكلة تتعدى المشروبات لتصل إلى المأكولات، فخلال الفترة القصيرة الماضية دخل الشمال السوري العديد من المأكولات ذات التأثيرات الجنسية المختلفة، من المقويات إلى محفزات الرغبة، كالمسكة والسكاكر والكريمة وغيرها.

انتشرت تلك الأصناف من الأغذية في عدد كبير من المحلات، بعدما كانت محصورة في أماكن مخصصة، وهو ما جعل شراءها متاحاً لمختلف الشرائح العمرية، بمن فيها الأطفال.
 


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها