× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

الرسم وفنانوه منهكون في شمالي غرب سوريا

حكاياتنا - خبز 18-09-2023

يحاول رسامون ورسامات في شمالي غرب سوريا التشبث بالفن بوصفه وسيلة تعبير، ومورد رزق أيضاً. لكنهم يتفقون على أنّ فن الرسم يقوضه سوء الأوضاع على الأصعدة كافة، والقيود التي إذا رجعنا إلى الخلف سنجد أنّها قائمة منذ أكثر من نصف قرن فيما تعاظمت بعد 2011

يُعدّ فن الرسم الذي يكاد يكون فنّاً أزلياً، من الفنون المنتشرة في شمالي غرب سوريا بين الشباب، بوصفه وسيلة للتعبير عن الأوضاع الإنسانية، وتجسيد الواقع من خلال رسم الكاريكاتير، والفن التشكيلي، والفسيفساء، وغيرها من الفنون.

غير أنّ صعوبات عدّة تواجه الرسامين والرسامات، لعلّ أبرزها شح الموارد واللوازم الفنية، على غرار مواد الرسم والألوان والفرش والقماش الفني، في أسواق الشمال السوري وسط تعقيدات كثيرة تعرقل استيرادها.

تقول الرسامة سارة حجازي: «لا تتوافر جميع أدوات الرسم في الشمال (...) وهذا ما يجعلنا دائماً مقصرين في رسوماتنا، أو أن نتأخر أحياناً في الموعد». وحتى في حال توافر هذه الأدوات والمعدات، فـ«هناك استغلال تجاري واضح من قبل محال أو مكاتب بيعها»، وفق كلام حجازي، التي تقارن ما بين أسعار المواد، وأسعار اللوحات في حال بيعها، ثم تضيف: «أنا رسامة لا أستطيع تحمل كلفة هذه الأدوات بالسعر الباهظ، حتى إنني عاجزة عن ممارسة هوايتي بسلاسة وحرية».

الافتقار إلى كل شيء!

تشكو الرسامة لجين قصاب (24 عاماً) بدورها من «ارتفاع أسعار أدوات الرسم والمستلزمات»، وتنبّه في الوقت نفسه إلى أنّه «لا توجد منظمة أو مؤسسة تدعم مستلزمات الفنانين (هنا)، فمشاريع الرسم تكون كلفتها عالية جداً عموماً، وتحتاج إلى رأس مال، وهذا سبب قلتها وندرتها في الشمال السوري».

يفتقر الفنانون في مناطق النزاع شمالي غرب سوريا، في الواقع، إلى الدعم المالي والمنح التي يحتاجونها من أجل تمويل مشاريعهم. يضاف إلى ذلك ضعف البنية التحتية الثقافية نظراً إلى الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة، وعدم توافر فرع للتخصص في جامعات الشمال السوري كافة، أو حتى في المدارس.

يُضعف ذلك كله القدرة على النموّ الفني والتطوّر وسط تقييد حرية التعبير في المنطقة التي تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام»، وتديرها حكومة الإنقاذ، وقلة عدد التجمعات التي تؤسس لتنظيم ورش العمل، والمعارض، والمساحات الفنية.

لعلّ ما يفاقم الأزمة هو غياب فرص عمل للرسامين، في وقت أنّ «الفن ليس مجرد هواية»

يقول مدير «فريق صبح الثقافي» حسام قطيني: «الشباب اليوم عم يعانوا من تخبط في بداية مسيرتهم في فن الرسم أو في استكمال مسيرة تعلمهم، فيكون التعلم ذاتياً ويتم شراء العدة بجهود شخصية».

ويوضح أنّه عندما يجري ذلك «على عمر خلّينا نقول عشرينات وما شابه اليوم بظروف الحرب، فمن الصعب جداً إنك تخصص قسم من مدخولك لشراء العدة الغالية وغير المتوفرة أصلاً... عم يتوصى عليها من مناطق بعيدة... (إلى جانب أنه) ما في جهة مرجعية واحدة تحفظ حقوق الرسامين أو اتحاد رسامين مثلاً أو نقابة فنانين فرضاً».

تقول لجين: «بدأت الرسم منذ كنت صغيرة، كان هوايتي إلى أن كبرت ووجدت نفسي منخرطة في هذا المجال. الرسم هواية وموهبة، وهو المتنفّس الوحيد للتعبير عن الرأي وإيصاله، إضافة إلى كونه مصدر رزق أيضاً».

غير أنّها تستدرك: «لكن بدأت تظهر الصعوبات كلما تعمّقت في الرسم، ومن بين هذه الصعوبات عدم وجود معاهد ومدارس متخصصة بأصول ومبادئ الرسم بأنواعه كافة، وهذا ما يجعل الرسام الحقيقي ضعيفاً ثقافياً في مجاله ومتأخراً في تطوير ذاته».

تتابع: «أنا عملت على تطوير نفسي وذاتي، وتعلمت من تجاربي الشخصية مع الألوان لأكتسب مهارة بالرسم (...) لكننا نحتاج رغم ذلك إلى اكتساب معرفة أكبر».

قيود وعراقيل

يقول قطيني: «الشباب يعانون لإيجاد مكان مخصص للرسم، مساحة مخصصة آمنة تراعي وتحترم الرسام نفسه... وتتيح المجال ليقدم فنه بدون إملاءات وبدون حصر لفكرة الرسمة. تتيح له مجالاً ليتدرب ويخطئ، الرسام ما بيقدر يتعلم إذا ما كان عنده مجال يخطئ».

لا يبدو مستغرباً أن يخرج الفن من أولويات اهتمام الجهة المسيطرة في ظل طابع التشدد الذي تحاول فرضه على المنطقة بأكملها، والتضييق على وسائل التعبير، ما ينعكس سلباً على الرسامين في بيع رسوماتهم ويقوّض الإبداع.

لكن العقبات التي تعيق عمل الفنانين ليست وليدة الحرب فحسب، والتضييق على الحريات والتعبير أقدم من ذلك ولو اختلفت أدواته وأسبابه. يعود قطيني إلى الخلف في حديثه عن القيود: «نحن عنا بسوريا مع الأسف من خمسين عام وفي قيود على الرسامين، تعمّقت بعدما بدأت آلة الحرب والإجرام على كل شيء جميل».

هو يرى أنّ «الحرب أفرزت نماذج سيئة من التعامل مع الفنانين عموماً»، معرباً عن اعتقاده بأنّ «المجتمع بشكل عام يؤمن ويدرك حجم وأهمية دور الرسم».

لا فرص عمل

لعلّ ما يفاقم هذه الأزمة هو غياب فرص عمل للرسامين، أو فرص وظيفية وتعليمية، في وقت أنّ «الفن ليس مجرد هواية، بل يفتح عند إتقانه على مجالات شتى لصاحبه وعلى فرص عمل كبيرة»، وفق لجين قصاب.

يضاف إلى ذلك الاستغلال الذي يعدّ، وفق قطيني، «واحداً من المشكلات أيضاً... وهو موجود في المجتمع، يعني من الفرق التطوعية ومن المنظمات يلي بتطلب من الرسامين يقدموا أعمال وما بتسدد أجورها أو بتعطيهن أجور لا تمت للواقع والمنطق بصلة».

يضيف: "بعض المنظمات بتعامل الرسام بأجور عامل يومي، يعني مجرّد أن تعرض له لوحات يومين في المعرض تعطيه أجور عامل يومية، بينما هو بيكون صارله شهر عم يرسمها... غير التكلفة وغيره... هذا الشيء عم يتم نتيجة أنّه الرسام بحاجة رسماته تنعرف، يعني فعم يتم استغلال هي الحاجة هون بالذات».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها