× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

مزارعو القطن في الحسكة يجنون الحسرة

حكاياتنا - خبز 28-10-2024

يتحسر كثير من مزارعي القطن في الحسكة على نتائج موسمهم. ومع أن المحصول يبدو معقولاً، لكنّ التسعيرة التي حدّدتها الإدارة الذاتيّة لشراء المحصول كانت أقل بـ 25% عن الموسم السابق. ومع ارتفاع تكلفة الإنتاج بخاصة المازوت الذي رفعت «الذاتيّة» أسعاره نحو أربعة أضعاف صارت أقصى الطموحات أن يمر الموسم بلا خسارة كبيرة

يتجوّل جاسم المحمد في حقله بقرية «رد شقرا» في ريف الحسكة الشرقي، بينما يُمسك دفتراً صغيراً دُوّنت فيه جميع النفقات التي تكبّدها خلال العمل على موسم القطن لهذا العام، بالتشارك مع شقيقه الأكبر.

يتوقع أن تكون حصيلة الموسم «مقبولة» مقارنة بالأعوام العشرة السابقة، لكن مقارنةً بحجم النفقات والتكلفة يتوقع جاسم أن يخرج وشقيقه خاليي الوفاض، فالتسعيرة التي حددتها الإدارة الذاتية تبدو كفيلة بتغطية التكلفة فحسب، «من دون أي هوامش للربح» حسب وصفه.

تكلفة مضاعفة

ارتفعت تكلفة زراعة القطن ومختلف المحاصيل الصيفية التي تعتمد على الري بشكل كامل مقارنة بالعام الماضي، وتجاوز الارتفاع أربعة أضعاف لبعض الاحتياجات. مثلاً؛ رفعت الإدارة الذاتية سعر مادة المازوت المدعوم أربعة أضعاف عما كانت عليه العام السابق، ما أفرز ارتفاعاً لسعر المحروقات في السوق الحرة بزيادة وصلت نحو 30 بالمئة.

يقول جاسم: «زرعنا 20 دونماً بالقطن، تكلفة الجرار الزراعي ارتفعت بنسبة مئة بالمئة، كانت 5 دولارات للدونم الواحد (نحو 75 ألف ليرة سورية) فصارت 10 دولارات». يضيف: «ارتفعت أجور العمال أيضاً، علاوة على ارتفاع كبير لأسعار قطع الغيار الخاصة بالمحركات، والزيوت». 

يُفصل بعض النفقات والتغيرات التي طرأت عليها. يشكو المزارع أيضاً عدم الحصول على المخصصات السنويّة المقررة من المازوت المدعوم (15 ليتراً للدونم الواحد في كل دفعة)، وبدلاً من الحصول على ما يراوح بين 12 – 15 دفعة كما هو مقرر، حصل الرجل على مخصصاته مرتين فقط، ما اضطرّه إلى شراء 17 برميلاً من السوق الحرة بسعر يقارب مليون ليرة للبرميل الواحد.

جنى جاسم خلال عملية القطاف الأولى خمسة أطنان و150 كيلوغراماً من القطن، بمعدل إنتاج يقارب 260 كيلوغراماً للدونم الواحد، ويتوقع أن يجني خلال عملية القطاف الثانية والأخيرة نحو 2 طن، أي 100 كيلو لكل دونم، وفي حال حظي إنتاجه بتصنيفه «درجةً أولى»، سيكون بالكاد قد غطّى إجمالي نفقاته.

في 30 أيلول/سبتمبر الماضي حدّدت «المؤسسة العامة للأقطان» سعر شراء محصول القطن من المزارعين بمبلغ 470 دولاراً للطن، مع إضافة هامش ربح قدره 130 دولاراً تبعاً لجودة القطن ونوعيته، ليكون السعر النهائي لأفضل وأجود أنواع القطن 600 دولار للطن الواحد.

تسعيرة مجحفة

سعدون زاهر، وهو أحد مزارعي قرية «الحاج» في ريف الحسكة الغربي، يصف التسعيرة التي حددتها الادارة الذاتية بــ «المجحفة»، ويؤكد أن السعر المناسب ليكون هناك هامش ربح مشجع للمزارع يجب أن «لا يقل عن 1000 دولار للطن الواحد».

تتشابه معاناة أحمد صالح العلي، من مزارعي قرية «تل معروف» في ريف الحسكة الشرقي مع معظم فلاحي ومزارعي المنطقة. يملك العلي 70 دونماً من الأراضي الزراعية، خصّص في الموسم الحالي 20 دونماً منها لزراعة القطن، وبين الارتفاع الهائل للتكلفة، وتدنّي السعر الذي حددته الإدارة الذاتيّة «صُدمت مثل سائر المزارعين، التسعيرة مجحفة وقد لا تغطي تكلفة الإنتاج».

يستغرب الرجل الذي زرع 35 دونماً بالقطن أن تسعيرة هذا العام كانت أقل من نظيرتها في العام الماضي بنسبة 25 %، إذ كانت 800 دولار للطن الواحد، مع أن التكلفة كانت وقتها أقلّ من الموسم الحالي، وخاصة ما يتعلّق بالمازوت. يقول: «في الموسمين السابقين حصلنا على كميات أكثر من هذا الموسم بأضعاف، وبسعر أقل».

يعزو مصدر من «هيئة الاقتصاد والزراعة لشمال وشرق سوريا» أسباب تراجع وتيرة توزيع مخصصات المازوت إلى «الحاجة الكبيرة للمادة، وبدء توزيع مازوت التدفئة على السكان للانتهاء منها قبل حلول فصل الشتاء».

يضيف: «عند تحديد التسعيرة أُخذت بعين الاعتبار التكلفة الاضافية لشراء المازوت من السوق الحرة، وتبقى تسعيرة محصول القطن أفضل من التسعيرة التي تم وضعها لمحصول القمح». ويُناقض كلام المصدر الوقائع لا سيّما لدى مقارنة تسعيرة هذا العام بنظيرتها في العام الماضي، وهو أمرٌ يعلّق عليه قائلاً: «ليس لدي أي جواب»، مكتفياً بالقول إن «لجاناً زراعية تجتمع مع المزارعين ومع المجلس التنفيذي لوضع التسعيرة».

تجار.. وسطاء

أمام هذه المعطيات يضطر كثير من المزارعين إلى بيع محاصيلهم لتجّار في المنطقة، بأسعار أقل مما حدّدته «الذاتيّة» بغية الحصول على أثمان محاصيلهم بسرعة. يقول سليم شمو، وهو تاجر محاصيل زراعية في سوق الغزل (شارع تجار الحبوب) إن التجار «يضعون سعراً مناسباً لشراء المحاصيل، صحيح أنه يكون أقل من التسعيرة الرسمية، لكننا نشتري نقداً ثم نبيع للإدارة التي تتأخر في تسليم الفواتير، أو نسوّق خارج مناطق الإدارة مع تكلفة إضافية كبيرة من شحن وسواه، علاوة على تأخر استلام الفواتير».

وبحسب ما نقله موقع «نورث برس» عن ولاء محمد، «الرئيسة المشتركة للمؤسسة العامة للاقطان في شمال وشرق سوريا» بلغت المساحات المزروعة بالقطن 425 ألف دونم (نحو 42.5 هكتار)، ويُتوقع أن يصل الإنتاج نحو 100 ألف طن».

فيما بلغت كميات القطن المستلمة في مختلف المراكز التي خصصتها «الذاتية» 1400 طن خلال الاسبوع الأول من الاستلام، وفق الموقع الرسمي للإدارة.

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها

This work by SOT SY is licensed under CC BY-ND 4.0