× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

الحسكة بعد سقوط النظام: ابتهاج حذر على عتبة مستقبل غامض

حكاياتنا - خبز 21-01-2025

منذ سقوط النظام السوري السابق دخل كثير من سكان الحسكة في دوامة من المشاعر المتناقضة، بين الفرح بسقوطه، والقلق من القادم ومخاوف انهيار الاستقرار الهش على خط دمشق – الحسكة، وسط ضبابية في أجواء المحادثات بين الطرفين، وعلى وقع استمرار الاشتباكات بين قسد، وفصائل الجيش الوطني

«هل سيضم أحمد الشرع مناطقنا أم لا؟ هل ستشن تركيا عملية عسكرية جديدة في كوباني (عين العرب) أو سد تشرين أم لا؟ لا تفكير لنا خارج هذه القضايا».

هكذا تبدأ كوردستان تتر، من أهالي قرية خالد في ريف عامودا حديثها مع «صوت سوري»، وتضيف: «أخاف على أولادي وزوجي من أيَّ معركة سواء مع تركيا أو القوات العسكرية في دمشق، لا طاقة ولا قدرة لنا على مزيد من الحروب والمواجهات أو النزوح.. ألا يوجد دور للعقل والحكمة في الحوار؟ البلاد تكفينا جميعاً للعيش معاً بدون مزيد من الدماء والدمار».

«مخاطر» المركزية والتقسيمات الإدارية

في محله لبيع الأقمشة والصوف يقف الناشط المدني خالد أمين بين مجموعة من الشباب، يحثهم على التزام النظام والانضباط وعدّم الانجرار وراء الإشاعات والأحاديث التي تؤجج الصراعات والنزاعات. 

يقول لـ«صوت سوري» إن الكورد السوريين «يخشون العودة إلى مربع النظام الاستبدادي، والإصرار على المركزية التي ألحقت سوريا بالبلاد المتأخرة ومحافظة الحسكة بالمناطق شبه المتخلفة». 

يستعرض أمين واقع الخريطة العسكرية في سوريا: «كُتل عسكرية كثيرة (...) كيف يمكن الاستمرار بلا ضوابط ونواظم قانونية، وغياب دستور يضمن ويكفل العيش المشترك والمواطنة الحقيقية والعدالة الاجتماعية؟». 

يعتقد الرجل أن «هذا الوضع عبارة عن دوامات تعصف بالتفكير السياسي والاجتماعي، وتخلق مناخاً من عدم الثقة في ظل تشعب التوجهات والمخاوف». 

أما رانيا العبد، وهي مُدرسة لمادة الجغرافيا في ريف الحسكة فترى أن «التقسيمات الإدارية بحد ذاتها أضرّت بالمنطقة والأهالي»، وتوضح قائلة «تبعد بعض مناطق ومدن محافظة الحسكة عن مركز المحافظة نحو مئتي كيلو متر، فيما المسافة بين مركز محافظة وآخر قد لا تتجاوز نصف ذلك كما هو الحال بين طرطوس واللاذقية، أو السويداء ودمشق والقنيطرة، أو حمص وحماه، أو حلب وإدلب». 

«تبعد بعض مناطق ومدن محافظة الحسكة عن مركز المحافظة نحو مئتي كيلو متر، فيما المسافة بين مركز محافظة وآخر قد لا تتجاوز نصف ذلك»

تُفصّل رانيا شارحةً: «النظام السابق ظلم المنطقة كلها، كان يمكن أن تكون الحسكة محافظة، وتتبع لها عامودا والدرباسية وسري كانيه (رأس العين)، وأن تكون القامشلي محافظة وتتحول ديرك (المالكية) وكركي لكي (معبدة) وتل كوجر (البعربية) إلى مناطق ومدن تابعة لها، وهذا يوفر فرص عمل وبما فيها افتتاح جامعات ومعاهد، ويختصر نفقاتٍ ووقتاً لقضاء الحاجات في مركز المحافظة، ويحفز زيادة في التماسك المجتمعي بدلاً من الصراعات والخلافات». أما ما حصل على أرض الواقع، وفق ما تراه رانيا فأن «المنطقة نمت على هذا الحشر والعنصرية والإهمال والبيروقراطية المتعمدة والواقع الخدمي الرديء، والرشوة الإجبارية، مع حصر كل المعاملات في مركز واحد، اليوم من بين مطالب الناس تحويل القامشلي إلى محافظة وتوفير الأمان، وعدم الدخول في مواجهات عسكرية بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات دمشق».

فراغ إداري

تمتد انتقادات رانيا لتشمل «الإدارة الحالية للحسكة، فلها سوابق بعدم التمكن من الإيفاء بتعهداتها تجاه السكان، من تدني تسعير المحاصيل الاستراتيجية، إلى انعدام الكهرباء وأزمات الوقود المنزلي، وتدني جودة الخبز مع قلته، واحتكار التعليم وحرمان آلاف العائلات منه جراء إغلاق مدارس الدولة من قبل الإدارة الذاتية».

تعتقد مريم حنا، وهي ناشطة نسوية أنّ «لدى الكورد السوريين مخاوف وهواجس» وتعزو ذلك إلى ما عانوه من إقصاء وتمييز. تُذكر الشابة السريانية بأن «الحسكة هي سوريا المصغرة»، تبعاً لغناها وتنوّع مشارب سكانها، وتؤكد أن كل المكوّنات «عانت من سموم البعث والأجهزة الأمنية»، وتُحمل النظام السابق مسؤولية كل التحزبات والتكتلات التي شهدتها المنطقة.

أخاف على أولادي وزوجي من أيَّ معركة سواء مع تركيا أو القوات العسكرية في دمشق، لا طاقة ولا قدرة لنا على مزيد من الحروب والمواجهات أو النزوح

فيما يرى خالد أمين أن سقوط النظام أحدث فراغاً إداريّاً إذ كان يتشارك الإدارة والسيطرة مع الإدارة الذاتية، وفجأة اقتصر الأمر على الإدارة الذاتية، أما كل الجهات التي كانت تتبع النظام (السابق) فقد أصيبت بالشلل، من دوائر عقارية ومحاكم وسجلات مدنية ومدارس، وغيرها.. كل هذا يجعل تفكير السكان منصبّاً في الدرجة الأولى على الخروج من هذا الفراغ».

الغطاء الأميركي.. ضامن؟

في حديثه مع «صوت سوري» يُبدي نافع عبد الله، وهو عضو اللجنة المركزية في «الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا» نوعاً من الارتياح حيال الأوضاع الراهنة. يقول «لا توجد توجسات أو مخاوف أمنية حالياً على المنطقة، الغطاء الأميركي موجود، وقوات التحالف الدولي حاضرة، والأمور تحت السيطرة».

مع ذلك؛ يربط عبد الله الاستقرار بتوقف المعارك الدائرة بالقرب من سد تشرين وعين العرب (كوباني)، ففي حال «استمرت الفصائل المدعومة من أنقرة بالهجوم على مواقع قسد، ستتفشى حالة فوضى تُخل بأمن المنطقة وتخلق مخاوف جدية ومصيرية». 

يشير أيضاً إلى الحراك السياسي في المنطقة، لا سيما زيارة قائد «قسد» مظلوم عبدي إلى إقليم كوردستان العراق، ثم قدوم مبعوث رئيس الإقليم مسعود بارزاني برفقة ممثل الخارجية الأميركية سكوت بولز إلى المنطقة وعقد لقاءات ومحادثات «بخصوص وحدة الصف وتوحيد الموقف والاتفاق على رؤية سياسية من اجل بناء سوريا ديمقراطية، تضمن حقوق المكونات في الدستور السوري المقبل». ليختم قائلاً إن «هذه البلاد لنا جميعاً، دمشق عاصمة لجميع السوريون، والكورد ومكونات المنطقة لهم حقوقهم السياسية التي بدونها لن يكون أيّ استقرار».

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها

This work by SOT SY is licensed under CC BY-ND 4.0