× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

في ريفي حماه وإدلب.. محاولات لبث الروح في الأنقاض

حكاياتنا - خبز 23-01-2025

لسنوات طويلة عاشت آلاف العائلات السورية المهجرة على أمل العودة إلى منازلها. اليوم تحاول ذلك بمبادرات فردية وجماعية، لكن المهمة شاقة وتكاد تكون مستحيلة في بعض القرى والبلدات رغم أنها لم تُدمر بنيران المعارك، فكثير من بيوتها بات بلا سقوفٍ بسبب أعمال «التعفيش» التي وصلت حدّ هدم السقوف لسحب الحديد منها على أيدي مجموعات مُنظمة ترتبط بالنظام السابق.

«حاولتُ أنا وأفراد عائلتي تنظيف أجزاء من منزلي المدمر، لكنه مجرد تنظيف بسيط، فالدمار هائل وكبير جداً»، يقول حسين الدغيم من بلدة جرجناز في ريف إدلب الجنوبي واصفاً دمار بلدته التي عادت إلى سيطرة النظام السابق في 2019، وبقيت كذلك حتى سقوط النظام في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.

حسين واحد من سوريين كثر بذلوا، ولا يزالون جهوداً لاستصلاح ما يمكن من منازلهم المدمرة، على أمل العودة إليها بعد سنوات من التهجير، لكن حجم الضرر في كثير من تلك البيوت يفوق قدرة المبادرات الفردية وحتى الجماعية، في ظل عدم توافر الأدوات والموارد اللازمة لعمليات ترحيل الأنقاض، فضلاً عن خطورة الأنقاض وعدم المعرفة الكافية لأسس التعامل الأسلم معها. 

وبينما يقف الرجل على أنقاض منزله، يقول لـ«صوت سوري» بغصة: «لا أستطيع أن أصف بدقة وضع البلدة والبلدات المجاورة». مشيراً إلى أن الدمار ممنهجٌ بطريقة متعمدة تجعل عودة الحياة إلى تلك البلدات مهمة شاقة.

يضيف: «لم تكتمل فرحة الناس. هناك غصة في قلوب ملايين الذين لا يستطيعون العودة الى بيوتهم بسبب الدمار الذي خلفه النظام البائد... معظم المنازل (هنا) لا تصلح للسكن، خاصة مع غياب الخدمات».

الخيبة سيدة الموقف

تعاني قرى وبلدات عديدة في ريفي إدلب وحماة من دمار هائل لا يقتصر على المنازل، بل يتعداها إلى البنى التحتية والمدارس والمراكز الطبية والمستشفيات.

يقول عمر الحسين من بلدة جرجناز: «منزلي مدمر بالكامل ولا أستطيع العودة، خاصة أن المنطقة بأكملها غير قابلة للسكن لغياب جميع الخدمات الأساسية. بعد تهجيري منها قبل خمس سنوات عُدت إلى بلدتي لبضعة أيام، واستطعت أن أحرث أرضي وأزرعها، وفي بلدتي هناك مجموعة من الشباب عملوا على مبادرة لتنظيف الساحات والمرافق العامة القابلة للإصلاح، أما المنازل فكل عائلة تذهب بنفسها إلى منزلها لتنظيفه وترحيل الأنقاض، أو تتفق مع بعض الشبان للتنظيف مقابل أجور رمزية، تبعاً لظروف كل عائلة».

عملت قوات النظام السابق أثناء سيطرتها على بلدات وقرى عديدة في ريفي حماة وإدلب، على هدم أسطح المنازل التي نجت من القصف وسحب الحديد منها بغرض «التعفيش»، علاوة على سرقة كامل الأثاث الذي تركه أصحابه قبل التهجير، وحتى سحب أسلاك الكهرباء من داخل الجدران، وأسلاك الشبكة العامة وسرقتها.

يقول أحمد المحمد، وهو من سكان بلدة شهرناز في جبل شحشبو بريف حماه الغربي: «اضطررنا إلى النزوح أواخر العام 2019، كنا نأمل العودة إلى منازلنا يوماً، لكننا حين عدنا لم نجد لا منازل ولا بلدة، بالكاد بقي منها اسمها، فقد عملت قوات النظام على هدم أغلب المنازل التي نجت من القصف وسحب الحديد من أسقفها، حتى باتت القرية أنقاضاً».

مخاطر إنشائية وعسكرية 

يتحدث المهندس المدني أحمد الجاسم لـ«صوت سوري» عن البلدات والقرى المدمرة، ويوضح بعض معايير تقييم المنازل الصالحة للسكن، موضحاً أن معظم القرى تفتقر إلى الخدمات الأساسية كالصرف الصحي والمياه والكهرباء، وأغلب تلك الخطوط بحاجة لإصلاح وإعادة تأهيل، وأغلب المساكن الموجودة متضررة.

يُميز الجاسم بين ثلاثة أنواع من المساكن: «النوع الأول منازل مهدمة بالكامل، والثاني منازل متضررة إنشائيّاً وهي بحاجة تدعيم، أما النوع الثالث فيضم منازل يمكننا القول إنها تصلح للسكن بعد عمليات ترميم وإكساء لكن العملية مكلفة طبعاً». 

كذلك؛ يشير الجاسم إلى تفصيل شديد الأهمية في ما يخص الأمن والسلامة وهو «مخاطر انتشار الألغام ومخلّفات المعارك من مقذوفات غير منفجرة في بعض المناطق، ما يشكل خطراً وعقبات كبيرة». ويضيف قائلاً: «هذه الأمور كلها بحاجة إلى دراسة متأنية ومن ثم إعادة إعمار وتأهيل، اليوم هناك قرابة 90% من القرى التي عادت إلى أهلها حديثاً مدمرة وتحتاج إلى إعادة تأهيل كاملة»، مع التنويه بوجوب أن تأخذ عمليات الترميم بالاعتبار أن «المنطقة زلزالية، وهناك هزات أرضية تحصل بشبه مستمر».

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها

This work by SOT SY is licensed under CC BY-ND 4.0