× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

الضحايا في تصاعُد: مخلّفات الحرب تتربص بالمهجرين العائدين

حكاياتنا - خبز 23-01-2025

مع تلاشي خطوط التماس العسكرية بعد انهيار النظام السابق، ومسارعة العديد من الأهالي المهجرين بالعودة إلى بيوتهم وأراضيهم تزايد وقوع ضحايا من جراء انفجار الألغام، ومخلّفات الحرب التي كانت قوات النظام الساق قد زرعتها في مناطق عديدة، متضمنة ألغاماً محرّمة دولياً

الصورة: (متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي للتعامل مع ألغام ظاهرة للعيان)

أُصيب عبيدة العمر من جرّاء انفجار لغم أرضي تحت قدمه في زيارته الأولى عقب سقوط النظام إلى مدينته كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى بتر رجله اليمنى وإصابته بجروح متفاوتة في أنحاء جسده.

يشرح عبيدة، الذي نجا من الموت بأعجوبة، أن منزله يقع في أطراف البلدة ويُعد ضمن خطوط التماس بين فصائل المعارضة وقوات النظام السابق التي زرعت المنطقة بالألغام.

يسترجع الرجل الواقعة مؤكداً أن العناية الإلهية أنقذته، فالمنطقة خالية من السكان، لكن الحادثة تزامنت مع مرور مجموعة من الحرس الجوالين في المنطقة سارعت بإسعافه إلى أحد مشافي أريحا. «تعرضت لنزف شديد وفقدت الوعي، لأستيقظ بعد ساعات في المشفى وقد بترت ساقي من منطقة الركبة»، يقول.

كان عبيدة أوفر حظّاً من الحاج عمر موّاس الذي سقط ضحية انفجار لغمٍ حين زيارته الأولى إلى أرضه المزروعة بالزيتون في بلدة حزارين بريف إدلب الجنوبي، فيما أصيب ولده إيهاب بجروح متفاوتة في أنحاء جسده. يقول إيهاب: «وصلنا الأرض ووجدنا أن معظم أشجار الزيتون قد قُطعت رغم أن أرضنا ليست نقطة اشتباك، وفجأة انفجر اللغم».

وبات انفجار مخلّفات الحرب لا سيما الألغام أشبه بحدث يومي تعاني منه كثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام حتى وقت قريب، وانسحبت قواته منها على وقع تقدم قوات «دع العدوان». ومع تلاشي خطوط التماس، ثم مسارعة كثير من الأهالي المهجرين للعودة إلى أراضيهم وما تبقى من بيوتهم التي حُرموا منها راحت حوادث انفجار مخلفات الحرب تتصاعد باطّراد.

عشرات الضحايا

وثقت منظومة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) بين 27 تشرين الثاني و19 كانون الأول مقتل 20 مدنياً من بينهم ثمانية أطفال وامرأة واحدة، وإصابة 22 مدنياً من بينهم 12 طفلاً بجروح بعضها بليغ، بفعل تلك الحوادث. 

وحدّدت المنظومة ضمن مسح لمخلفات الحرب 95 حقلاً ونقطة تنتشر فيها الألغام ومخلفات الحرب بشكل كثيف في المناطق المدنية وبالقرب من منازل المدنيين وفي الحقول الزراعية والمرافق، في المدن والبلدات التي كانت تسيطر عليها قوات النظام وحلفائه، بريفي إدلب وحلب، كما حددت فرق المسح 38 منطقة خطرة مؤكدة في شمال غرب سوريا.

كما أكدت المنظومة عثورها على «عشرات حقول الألغام التي تحتوي على الألغام المضادة للآليات والمضادة للأفراد المحرمة دولياً، وباتت تشكّل خطراً يهدد الحياة ويقوض عودة المدنيين لمنازلهم والعمل في مزارعهم بمناطق واسعة شمال سوريا».

وبحسب عمر رضوان (وهو خبير مختص بنزع الألغام) فإن «معظم تلك المخلفات الحربية تتنوع بين قنابل عنقودية لم تنفجر، وألغام فردية وألغام مضادة للآليات، فضلاً عن وجود مستودعات ذخيرة منتشرة بين المنازل، كما توجد أصناف من المخلفات تشبه إلى حد كبير ألعاب الأطفال، وقد وقع ضحيتها عشرات الأطفال بين من فقد حياته، أو أصيب بحالات بتر».

وكثّفت منظومة الدفاع المدني في أيام الأخيرة منشوراتها التحذيرية من مخاطر مخلفات الحرب والألغام، وناشدت في منشور لها أمس الأربعاء «أهلنا المدنيين عدم الدخول إلى القرى والبلدات والأراضي التي كانت سابقاً ضمن خطوط التماس مع نظام الأسد البائد، وعدم دخول المنازل المدمرة أو سلك طرقات غير مستخدمة، وعدم الاقتراب من الثكنات والمقار العسكرية والحواجز السابقة والسواتر الترابية والخنادق، والحذر من أي جسم غريب، وعدم لمسه أو تحريكه والإبلاغ عنه».

وفي بيان نشرته قبل أيام، قالت «الخوذ البيضاء» إن فرقها المختصة نفّذت بين 26 تشرين الثاني/نوفمبر و18 كانون الثاني/يناير 659 عملية تطهير، أسفرت عن  التخلص من 1060 ذخيرة غير منفجرة، بالإضافة إلى تحديد 134 حقل ألغام ونقاط لوجود الألغام (بما في ذلك الألغام المضادة للدبابات وأخرى للأفراد) في إدلب وحلب وحماه ودير الزور واللاذقية، وبالتوازي مع هذه الأعمال، قدمت الفرق 330 جلسة تدريب عملي للسكان قبل عودتهم إلى المناطق التي هُجروا منها».

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها

This work by SOT SY is licensed under CC BY-ND 4.0