صوت سوري
الصورة: (وقفة صامتة في دمشق حداداً على ضحايا الأمن العام والمدنيين/صوت سوري)
لليوم السادس على التوالي تفترش أم حمزة أرض مطار حميميم العسكري، في ريف اللاذقيّة شأنها شأن آلاف من أبناء المناطق المحيطة الذين احتموا بالمطار.
فرّت السيدة الثلاثينية من بلدة (عين العروس) القريبة من مدينة القرداحة، مع اقتحام مجموعات القتل الطائفي البلدة. حملت طفلها ابن العامين، بينما أمسكت بناتها الثلاث بسترتها وركضن بلا وجهة مُحددة، وسط أصوات الرصاص وطلقات الدوشكا والتكبيرات، قبل أن ينتهي المطاف بالأسرة في القاعدة الروسيّة التي طار منها الأسد الفار إلى روسيا قبل ثلاثة أشهر.
«قاعدين بخيم تحنّنوا علينا الروس فيها، لا يوجد طعام كافٍ، ولا نستطيع إدخال أطفالنا إلى الحمامات»، تقول أم حمزة. وتضيف: «لا تسمح الظروف لنا بمغادرة المطار، ليس معنا مال، وفي الخارج مجموعات ستقتلنا. ماذا فعلنا لنذوق كل هذا العذاب؟ خذلنا الجميع، ونحن من استقبلنا (سابقاً) عائلات من كل المحافظات السورية».
وعلى امتداد الأسبوع الماضي شهدت مناطق عديدة في الساحل السوري مجازر مروّعة بحق المدنيين على أسس طائفية، لم تتوافر بعد إحصاءات دقيقة عن عدد الضحايا، تشير بعض المصادر إلى نحو 1200 ضحية، بينما ترفع مصادر أخرى العدد إلى «بضع آلاف». وينطبق الأمر على «ضحايا الأمن العام الذين سقطوا في مواجهات مع فلول الأسد» وفق الرواية الرسميّة.
وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، «بلغ عدد المجازر في الساحل السوري وجباله، 47 مجزرة» منذ 6 آذار، بعدما شنّ مسلّحون موالون للنظام السابق هجمات «ضد قوات وزارتي الداخلية والدفاع السورية لتبدأ عمليات القتل والإعدامات الميدانية وعمليات التطهير العرقي».
وفيما التجأ الآلاف إلى «حميميم»، وجد آخرون أنفسهم يفروّن إلى الجبال، ولا سيما الذكور منهم. بصعوبة استطعنا التواصل هاتفيّاً مع أبو حيدر، وهو أحد مشايخ الطائفة العلوية، ليخبرنا أنه توجه برفقة أبنائه وإخوته الذكور إلى إحدى المناطق الجبلية. يقول: «كنا قد أخذنا معنا بعض الخبز فقط، وأرسلنا عائلاتنا إلى مطار حميميم، فهناك لن يُقتلوا». ويضيف: «لا نستطيع فعل شيء سوى الصلاة والدعاء، نحن عاجزون والعالم يصمت عن قتلنا».
تتالت في اليومين الأخيرين البيانات الأممية، والدولية، التي تستنكر المُجريات الدموية وتدعو إلى وقف المجازر فوراً.
ووفقاً للعديد من الشهادات التي جمعتها «المفوضية السامية لحقوق الإنسان» التابعة للأمم المتحدة، داهم الجناة المنازل، وسألوا السكان عن طائفتهم، قبل قتلهم أو العفو عنهم على هذا الأساس. وقد أخبر بعض الناجين المفوضية أن الكثير من الرجال قُتلوا بالرصاص أمام أعين عائلاتهم.
فيما عقد المتحدث باسم «لجنة التحقيق المستقلة» التي شكّلها رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع مؤتمراً صحفياً في دمشق، توقع خلاله أن تُنهي اللجنة أعمالها خلال شهر، وترفع نتائج تحقيقها إلى القضاء. وأعلنت محافظة اللاذقية عن «إقامة مراسم عزاء لضحايا الأحداث الأخيرة من الأمن والجيش والمدنيين، وذلك في جامع حوريّة، وجامع الإمام الحسين في دمسرخو، تستمر ثلاثة أيام».
لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها
This work
by
SOT SY
is licensed under
CC BY-ND 4.0