× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

إغراء!

حكاياتنا - حشيش 06-10-2020

أنا السوري الذي يصرخ دائماً: آه يا نيالي. يحتار الصمود في إرادتي. على صخرتي تحطمت كل مشاريع الإمبريالية، والصهيونية، وانهزمت أمامي كل أدواتهما الرجعية.

الصورة: (Anne Derenne - فليكر)

من يقرأ العنوان (إغراء)، قد يعتقد أن في الأمر سيقاناً جميلة، ونهوداً كاعبة، وخصوراً مياسة، ودلعاً وغنجاً، إلخ. أو تعتقد أنّ في القصة وسامة، ومظهراً لائقاً، وكلاماً معسولاً.. إلخ. 
لا أبداً!!

هذه تفسيرات سطحية ونمطيّة. وقاصرة أيضاً!

في الآونة الأخيرة، تمر دائماً أمامي رسالة من مصطفى الآغا، في شكل ملصق عليه صورتي، وتقول: «صاحب هذه الصورة ربح 500 ألف دولار».

الذين أرسلوها، يطلبون بإلحاح أن أرسل إليهم رقم هاتفي وعنواني، وأشارك الرسالة في عشر مجموعات، كي يرسلوا إليّ المبلغ.

تصوروا أن المبلغ المذكور، لم يحرك بي ساكناً!

لا يعتقدنّ أحد أن عزيمتي موهنة، إلى حدّ أنّ الإغراءات لم تعد تفعل فعلها معي. لا أبداً!!

القصة ببساطة، أنني لست ممن يخضعون للإغراء، فأنا السوري الذي يصرخ دائماً: آه يا نيالي. يحتار الصمود في إرادتي. على صخرتي تحطمت كل مشاريع الإمبريالية، والصهيونية، وانهزمت أمامي كل أدواتهما الرجعية.

أنا والحمد لله بألف خير. لم تقصر الحكومة معي، فهي لا تنام ولا تتركني أنام، لأنها تفكر بي ليل نهار، تُغدق عليّ من نعم البلاد وكل ما يفيض عن حاجتها.

وبسبب الوفرة، فأنا أنسى راتبي ولا أقبضه إلى أن يذكرني به أصدقائي. لست وحدي في هذا، الكثيرون لم تعد تعنيهم رواتبهم بسبب البطر والترف.

أصلا الكثيرون لم يعودوا ينزلون إلى السوق للتسوق، فهم يمضون الوقت في التأمل في الحياة ومعجزات الله والحكومة التي أوصلتنا قمة التطور، حيث كل شيء مبرمج وعلى البطاقة الذكية. حتى اليابانيون في حيرة من أمرهم واختراعاتهم، هم يخترعون ونحن نسطلهم بطرق تشغيل واستثمار اختراعاتهم.

بعد كل هذا يعتقد مصطفى الآغا، أنه قادر على إغرائي بنصف مليون دولار!!

 هذا المبلغ التافه رده على جوعتك، فهمت؟
اسمع، إذا أرسلت إليّ مثل هذه الرسائل مرة ثانية سوف أحظرك
أنا السوري لم يعد يغريني شيء.
شيء واحد يغريني، هو مساحة مترين من التراب، هذا التراب الذي انعجن بأحلامنا ودمنا عبر حقب طويلة.
نعم متران من التراب فقط،
هذا ما نسعى للحصول عليه، 
نرتمي فيهما مخضبين بأحلامنا، ونختفي إلى الأبد.


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها