× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

نعم.. لقد فعلها «مؤتمر اللاجئين»

حكاياتنا - حشيش 14-11-2020

هل فعلاً تفكر السلطات السورية بجدية؟ هل تعني ما تقول حين تفترض أنها «هيأت الظروف المناسبة لعودة السوريين»؟ هل حقاً يرغب السوريون بالعودة؟؟ رغم الأسئلة الكثيرة، فهناك إجابة قاطعة تؤكد نجاح المؤتمر!

الرسم: (أكرم رسلان - كارتون موفمينت)

تبحث هذه السطور في الإنجاز الهام الذي حققه مؤتمر اللاجئين الأول. 

لا أعرف لماذا وصفته بـ«الأول». لكن طالما أنه على الأرجح لن يعيد اللاجئين، ولن يُحدث تغييراً يُذكر، فلن يكون الوحيد، وسيتحول إلى سلسلة تنضم إلى سلاسل جنيف، وأستانة، ومكافحة الفساد، والإصلاح، وتوحيد المعارضة.. إلخ 

أما لماذا سمّيته «مؤتمر اللاجئين» في حين أنه مؤتمر لـ«عودة اللاجئين»، ففي الحقيقة هذا مقترحي لتسمية المؤتمر، وهذا المقترح مستنبط من قائمة الدول المشاركة فيه.

وبغض النظر عما إذا كانت التسمية الأدق: مؤتمر عودة اللاجئين، أو مؤتمر اللاجئين، أو الداعي لعودة اللاجئين، أو مؤتمر الإسعافات الأولية على طريق اللجوء (وهذا أيضاً مستنبط من بعض أنشطة المؤتمر)، فمن الضروري التفكير باللاجئين، ولماذا غادروا، وما هي المغريات الواجب تقديمها لهم كي يرجعوا، ويشاركوا أشقاءهم فرحة الوقوف في الطوابير، فطوابير الوطن غالية. 

ومع أن السلطة كانت قد بدأت فعلاً بإجراءات مشجعة، مثل فرض تصريف مئة دولار على الحدود، من باب جعل القادم يبتهج منذ وصوله بأنه قادر على خدمة وطنه، إلا أنها - والله أعلم - تحتاج بذل جهد إضافي في الإقناع.

برغم ذلك، فإن المؤتمر هذا حقق إنجازاً يحسب للقائمين عليه، وهو إنجاز لم يحصل في السنوات التسع السابقة. لقد أثبتت السلطة أنها تملك كلمة السر لما نسعى إليه جميعاً، ولكنها كانت تبخل طوال الفترة الماضية في تقديم هذه الكلمة!

لطالما حلم كثير من السوريين بإيجاد خطاب تجميعي، لا يثير النعرات، ولا يفرق بين أبناء الوطن. لكن باءت كل المحاولات بالفشل، واصطدمت بكثير من الشروخ المعقدة، فصار كل موضوع مدخلاً للجدل والنقاش والأخذ والرد، إلى أن جاء هذا المؤتمر، وأظهر لنا أن الشعب السوري قادر أن يكون واحداً، متآخياً، متضافراً، مُجمعاً على فكرة حقيقية. 

ها هم الإخوة السوريون يعلنون وحدتهم في تعليقاتهم وتفاعلاتهم مع المؤتمر، لتنصهر ثنائية الداخل والخارج بعد أن كدنا نفقد الأمل. ها هم يتفقون على موقف واحد في شأن ما! 

لقد فعلها هذا المؤتمر، يقول كثر من سوريي الخارج إنهم لن يعودوا، فيأتي الرد من الداخل موافقاً ومشجّعاً: «هذا كمين! لا ترجعوا». 
زادت في فترة المؤتمر حالة الإحساس بالآخر، فانتشرت التنبيهات على الصفحات، مقرونة بصور الطوابير، وانتشار القمامة، وملامح العوز، مرفقة بتعليقات مثل «هيك الوضع هون، لاتخلوا حدا يضحك عليكم ويرجعكم». في حين صار من في الخارج يدعون بمنتهى الحب إلى عقد مؤتمر لإخراج الراغبين من الداخل، لتخليصهم مما هم فيه! 

صار معظم السوريين على «قلب واحد»! ولم يلتفتوا إلى المناطقية ولا الطائفية، ولا الموقف السياسي. 

نعم، هذه هي عظمة المؤتمر (المحررة: بفتح الظّـاء طبعاً)، الذي أيقظ مشاعر الجماهير، ووحّدها، وإنني لأجزم بأن السلطة لا تصدق الأقوال الواردة في خطاباتها حول الرغبة في العودة والظروف الملائمة، لكنها اضطرت إلى استخدام هذه الحيلة في الخطاب، من أجل إظهار الوجه التكافلي الواحد للشعب السوري، وها هي قد نجحت.

نعم، لقد فعلها مؤتمر «اللاجئين»!

هامش

يُحكى أن العصفورة قالت يوماً للأولاد.. أنا للوحدة منذورة كونوا مثلي يا أولاد..


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها