× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

أطفال سوريا.. خطايانا المركّبة: 4- جيلٌ من المحطّمين

عقل بارد - على الطاولة 23-11-2020

برغم حجم الأضرار النفسية التي تسببت بها الحرب، لا تزال محاولات إصلاح هذه الأضرار متواضعة، سواء داخل سوريا وسط تقاعس أو عدم قدرة الجهات المسيطرة على تأمين المتطلبات، أو في دول الجوار

الصورة: (Ivan Etienne - فليكر)

لا يمكن لملف واحد، أو لبحث، أو حتى كتاب أن يشرح بمفرده ما تعرض له الأطفال السوريون خلال سنوات الحرب، فلكل شريحة مشكلاتها، وقد يصح القول إن لكل طفل حكاية قد يصعب وصف تفاصيلها، تماماً كما يصعب تخيل الآثار التي نجمت حتى الآن، أو المتوقعة مستقبلاً، على مستقبل من لم يطله الموت بصورته المباشرة.

جروح خفيّة

بعد مرور خمسة أعوام على اندلاع الحرب، ظهرت بوضوح بعض الآثار المباشرة على الأطفال، ونفوسهم وشخصياتهم، وهو ما حاولت دراسة لمنظمة «أنقذوا الأطفال» البحث فيه. أجرى الباحثون مقابلات مع 450 طفلاً ومراهقاً وبالغاً سوريّاً، ونشرت النتائج العام 2017، تحت عنوان «الجروح الخفية». أظهرت الدراسة أن:
- 80 بالمئة من الأطفال والبالغين قالوا: إنهم أصبحوا أطفالًا ومراهقين أكثر عدوانيةً. 
- 71 بالمئة قالوا: إن الأطفال يعانون بتزايد من التبول اللاإرادي المتكرر، وهي أعراض شائعة للتوتر القاتل، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بين الأطفال.
– فقد ثلثا الأطفال أحد أحبتهم، وتعرض منزلهم للقصف، أو عانوا من إصاباتٍ ذات صلةٍ بالحرب.
– 51 بالمئة من البالغين الذين تمت مقابلتهم، قالوا: تحول المراهقون إلى المخدرات ليتكيفوا مع الإجهاد.
– 59 بالمئة من البالغين قالوا: إنهم عرفوا أطفالاً ومراهقين، جرى تجنيدهم في الجماعات المسلحة، وما يقارب نصف الأطفال المعروفين يعملون في نقاط التفتيش أو الثكنات.
– واحد من كلّ أربعة أطفال هو الآن في خطر تطور اضطراب في صحته العقلية.
ووفقًا للتقرير، فإن 48 بالمئة من البالغين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم رأوا أطفالًا فقدوا القدرة على الكلام، أو يعانون من إعاقات في الكلام، في أثناء الحرب.

اضطرابات بلا نهاية!

العام الماضي 2019 نشر «مركز دمشق للأبحاث والدراسات - مداد» دراسة حملت عنوان «الآثار النفسية والسلوكية للحرب على الأطفال والمراهقين وبرامج معالجتها»، وخلصت إلى أن «الاضطرابات والأعراض الذهانية، واضطرابات الشخصية (التي يعاني منها الأطفال بسبب الحرب) قد تستمر طوال العمر، إذا لم تلق العناية اللازمة، تحديداً مع بروز ظاهرة التسويف أو المماطلة».
الدراسة التي طبّقت على 891 طفلاً ومراهقاً من محافظة حلب، من القاطنين في مراكز الإيواء، و480 طالباً وطالبة من طلاب مرحلة التعليم الأساسي، بالإضافة إلى 48 مرشداً نفسياً، ذكرت أن: 40% من أفراد العيّنة يعانون اضطرابات القلق بأشكالها المختلفة (مخاوف مرضية، وساوس، وهن نفسي، قلق عصابي، اضطرابات جسمية المظهر). وأن 18% يعانون من الاكتئاب. 
كما شملت الأعراض النفسية «ضعف التحصيل الدراسي، وضعف الدافعية للدراسة، والغياب عن المدرسة والتسرب منها (لدى الأطفال وطلبة المدارس)، وقلق المستقبل، واضطرابات المزاج (عسر المزاج، تذبذب المزاج)».

لا استثناء

وبينما ركزت الدراستان السابقتان على الأطفال الذين عاشوا، أو مروا بتجارب في مناطق شهدت أعمال عنف، تظهر الوقائع امتداد تأثير هذه الحرب إلى جميع المناطق السورية، حتى تلك التي لم تطلها نيران الحرب المباشرة، سواء بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا بشكل عام، أو بسبب تعرض الأطفال إلى مشاهد عنيفة ضجت بها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، علاوة على الآثار التي تسبب بها تدهور المنظومة التعليمية في سوريا.

وبرغم حجم الأضرار النفسية التي تسببت بها الحرب، لا تزال محاولات إصلاح هذه الأضرار متواضعة، سواء داخل سوريا وسط تقاعس أو عدم قدرة الجهات المسيطرة على تأمين المتطلبات، أو في دول الجوار التي يعاني فيها اللاجئون عموماً من ظروف بالغة السوء، وتقتصر الجهود المبذولة في هذا السياق على بعض الأنشطة والمشاريع التي تنفذها بعض المنظمات الممولة، بين وقت وآخر.

المستقبل؟؟

محاولة ترتيب المشهد في سوريا بشكل كامل، وملاحظة ما حل بالأطفال جراء الحرب وآثارها على التعليم، وآثارها النفسية، والاقتصادية، والأيديولوجية، بالإضافة إلى الأذى الجسدي الذي تسببت به أعمال العنف بشتى أشكالها، والاستغلال، والشتات، وكل ما عانى - ويعاني منه حتى الآن - الأطفال، والاختلافات التي باتت متجذرة تبعاً للمناطق الجغرافية، والقوى المسيطرة، كل هذه التفاصيل ستضعنا أمام جيل محطم، ما زالت أطراف الصراع تمعن في تدميره، ومحاولات استثماره بأبشع أشكال الاستثمار، الأمر الذي من شأنه أن يرسم ملامح المستقبل والأجيال القادمة.

أطفال سوريا.. خطايانا المركبة
لقراءة جميع مقالات هذا الملف ►

Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها