× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

أبناء اليأس: أهال يرمون أطفالهم في البحر.. لينقذوهم!

حكاياتنا - خبز 24-11-2020

لم تكتف الحرب بسلب الأطفال طفولتهم، ومقاعد دراستهم، والزج بهم في المعارك، لم تكتف بخلق جيل مشتت بائس كبر قبل أوانه، بل لاحقت بعضهم أبعد من ذلك، وحمّلتهم أوزارها، لتضع على عاتقهم مهمة إنقاذ عائلاتهم من جحيمها أيضاً!

الصورة: (vasilis ververidis - فليكر)

كلّ ما كان معه مجرد كيس بلاستيكي يحتوي على القليل من الملابس. كان نحيلاً، ويلبس معطفاً مشقوقاً. دخل محطة بنزين على طريق سريع في هولندا، تحدّث باللغة العربية متسائلاً: «متى سيأتي أبي وأمي؟». 

بهذه الكلمات يصف موقع AD الهولندي حكاية الطفل السوري يوسف، الذي يبلغ من العمر 10 سنوات. تمكن يوسف بعد رحلة طويلة من الهرب من مخيم للاجئين، والوصول إلى أوروبا، سعياً إلى لم شمل عائلته وإنقاذها من الجحيم الذي تعيش فيه. 

ينقل الموقع الهولندي عن ضابط في الشرطة أنّ هذه الحالات شائعة، إذ يطلب المهرّبون الكثير من المال، لذلك يختار بعض الآباء إرسال أطفالهم، ومن ثم السفر للالتحاق بهم، بعد حصول الطفل على قرار للم شمل عائلته.

يتساءل الضابط: «ما مدى اليأس الذي يجب أن يكون عليه شخصٌ ما لإرسال ابنه البالغ من العمر 10 سنوات في رحلة حول العالم بمفرده»؟!

لا تعتبر حكاية الطفل يوسف، فريدة أو استثنائية، فعلى الجانب الآخر من البحر المتوسط، سواء في سوريا أو في الدول المجاورة التي لجأ إليها سوريون هرباً من الحرب، توجد آلاف الحكايات المشابهة لحكايته.
في مخيم للاجئين في ولاية بورصة التركية، ينتظر أبو كنان، الذي ينحدر من إحدى قرى ريف حلب، قرار لم الشمل الذي سينتشله مع عائلته من المخيم. 
أرسل أبو كنان ابنه الأوسط، محمد، إلى ألمانيا بصحبة جاره، في رحلة استغرقت حوالى ثلاثة أسابيع، بعد أن وصلت تكلفة تهريب العائلة كلها إلى رقم باهظ، يصفه بأنه «خيالي، لا يمكننا حتى التفكير به».

ما مدى اليأس الذي يجب أن يكون عليه شخصٌ ما، لإرسال ابنه البالغ من العمر 10 سنوات في رحلة حول العالم بمفرده؟

اختار أبو كنان، ابنه محمد، بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجهه، وفي ظل صعوبة اتخاذه قراراً بالسفر، وترك عائلته المكونة من خمسة أشخاص تعيش من دونه في المخيم، خصوصاً بعد أن شهد المخيم سلسلة من الحوادث غير المطمئنة. 
يبلغ محمد من العمر 14 عاماً، في حين يبلغ شقيقه الأكبر 19 عاماً. في وسع الطفل، محمد، تقديم طلب لم شملٍ لعائلته، كما يستطيع الاستفادة من صغر سنه، في الضغط على الحكومة الألمانية، والنجاح في لم شمل شقيقه الأكبر أيضاً، رغم تجاوزه سن 18 عاماً، مثلما حدث مع أحد الأقرباء، وهو ما تتمناه العائلة.
لا يرى أبو كنان أن ما قام به مجازفة خطيرة، فقد أرسل ابنه «بصحبة رجل موثوق، كما أن إرسال الأبناء ليس حدثاً استثنائياً، فهناك آلاف الأشخاص الذين قاموا، ويقومون بذلك، سعياً إلى الاستقرار والعيش الكريم بعد سنوات من الهرب والتشرد»، وفق تعبيره.
يروي أبو كنان حكايات عديدة عن أقرباء وأصدقاء ومعارف أرسلوا أبناءهم للحصول على «لم شمل ينقلهم من جحيم الحرب السورية، إلى أوروبا». ولا يقتصر هذا السلوك على الفارين من مناطق ساخنة، بل يمتد إلى معظم المدن السورية، حتى تلك التي لم تطلها الحرب بشكل مباشر، بل طالتها آثار الحرب الاقتصادية والاجتماعية، التي تضاهي في بعض الأحيان نيران المدافع.
يشير أبو كنان، خلال حديثه إلى أوضاع اللاجئين في مخيمات لبنان والأردن، والظروف التي يعيشون فيها، وإلى المخيمات المقامة قرب الحدود التركية، التي تفيض شتاء، وتهترئ خيمها صيفاً. يقول: «يمكن أن تشرح ظروفهم شكل الجحيم الذي يحاول كثيرون الفرار منه، حتى لو كان السبيل إلى ذلك رمي أطفالهم في المجهول، والدعاء أن يصلوا سالمين إلى الضفة الأخرى، لينقذوا عائلاتهم».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها