× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

مقايضة السلع تنشط في سوريا: مرحباً أيها «البيض كوين»!

حكاياتنا - خبز 01-05-2021

تنشط في بعض المناطق السورية ظاهرة مقايضة السلع البسيطة، لتكون «تطوراً» طبيعياً للنشاط الاقتصادي في بلد يرزح معظم سكانه تحت خط الفقر. وفيما يتحول العالم نحو العملات الإلكترونية، من بيتكوين، وغيرها، هناك في سوريا من يقايض بضع بيضات بالرز والسكر!

الصورة: (In Memoriam Ngaire Hart - فليكر)

تربّي أماني على سطح منزلها بضع دجاجات تؤمّن لها البيض لإطعام أبنائها، كما تستفيد من فائض البيض في تأمين بعض الاحتياجات الأخرى.

لم تكن السيدة البالغة من العمر 43 عاماً تفكر بتربية الدجاج من قبل، لكن مع ارتفاع أسعار البيض والفروج قررت الاستفادة من السطح، فاشترت دجاجتين وديكاً، ومع مرور الأيام تضاعف عدد الدجاج لديها.

تقول أماني: «انزعج الجيران من صوت الديك في البداية، إلا أنهم اعتادوا الأمر بعد فترة، خصوصاً بعد أن استفادوا بدورهم من البيض البلدي اللذيذ الذي تؤمنه هذه الدجاجات». 

وتضيف: «في البداية كنت أبيع الفائض من البيض لبعض الجيران. في الشهور الأخيرة صار جنون الأسعار كبيراً، وصل سعر البيضة التي تنتجها المداجن (الفقاس) إلى نحو 300 ليرة، قبل أن ينخفض إلى 250 ليرة، وتضاعفت أسعار كثير من السلع الأخرى. أخيراً، بدأت مقايضة البيض ببعض السلع الأخرى».

تشرح السيدة أنّ جيرانها صاروا يقدمون لها بدلاً من البيض مواد غذائية مثل الرز، والسكر، وفي إحدى المرات أعطتها جارتها نصف ليتر من زيت الزيتون بدلاً من البيض، الأمر الذي تحوّل وفق تعبيرها إلى ما يشبه العرف في الحارة. 

هاتي.. خذ!

ليست أماني وحدها التي وجدت في المقايضة وسيلة للتحايل على مشكلة الارتفاع الجنوني للأسعار بسبب تدهور قيمة الليرة، بل باتت هذه الوسيلة شائعة في مناطق عديدة، سواء في القرى، أو حتى في المدن وخاصة بين الموظفين.

في هذا السياق، يقول أبو أنس، وهو موظف حكومي، ويعمل سائقاً لسيارة أجرة (تاكسي) مساء: «شغلين وما بنلحق، مشان هيك الواحد بدو يلاقي طرق جديدة ليأمن طلبات عيلتو».

يجد البعض في المقايضة وسيلة للتحايل على مشكلة الارتفاع الجنوني للأسعار، وباتت هذه الوسيلة شائعة في مناطق سورية عديدة، سواء في القرى، أو حتى في المدن، وخاصة بين الموظفين

يروي أبو أنس أنّه يقوم أحياناً بمقايضة السكر الذي يحصل عليه من المؤسسة بالسعر المدعوم بالعدس، وأحياناً يستبدل بالرز سلعاً أخرى من الجيران. يقول: «كل حدا فينا أحياناً بكون في عندو زيادات، وبيكون عند جارو أو صديقو زيادات بمادة تانية، هيك منتبادل المواد والكل بيستفيد. مرة بدلت جرة الغاز يلي طلعتلي وكان عندي غاز، ببنزين للسيارة». 

ويتابع: «كيلو الرز وصل سعرو لـ 4000 قبل ما يرجع ويصير بين 1800 و3000 ليرة، والسكر انقطع فترة طويلة. بالتبادل ما كتير مندقق ع الأسعار أو الكميات، يعني ع التيسير، وكل واحد بياخد حاجتو».

مقايضات جامعية

لا تقتصر عمليات التبادل على السلع فقط، بل وصلت إلى الجامعة أيضاً، حيث نمت ظاهرة تبادل المحاضرات في الجامعات الحكومية، في ظل الارتفاع الكبير لأجور الطباعة، وأسعار بعض الكتب.

تقول سناء، وهي طالبة في كلية طب الأسنان: «تخصصنا مكلف جداً، نحتاج شراء مواد مخبرية عديدة لتنفيذ مشاريعنا الدراسية، ومع انخفاض قيمة الليرة أصبحت الكلفة باهظة ويصعب تحملها، لذلك بدأنا نتبادل بعض المواد وحتى المحاضرات».

تشرح سناء، قائلة: «في السابق كانت طباعة المحاضرة قد لا تكلف 25 ليرة، اليوم تصل الكلفة في بعض الأحيان إلى أربعة آلاف ليرة، لذلك لم نعد نرمي أي محاضرة بعد الانتهاء منها، بل نحتفظ بها للاستفادة منها في مبادلة ما، أو حتى لتقديمها لزميل أو زميلة من دون مقابل».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها