× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

رمضان المهجّرات في إدلب: «وعلى الذكريات أفطرت»!

حكاياتنا - خبز 04-05-2021

كل عام تُجمع آراء معظم أبناء إدلب على أن رمضان فقد شيئاً من رونقه، وأنه مختلف عن كل السنوات السابقة. هذا العام يتكرر الأمر أيضاً، في ظل تردّ اقتصادي غير مسبوق يعيشه الشمال السوري، شأنه شأن بقية الجغرافيات السورية

الصورة: رمضان العام 2016 - معرة النعمان (khalil ashawi - فليكر)

على شرفة منزلها المؤقت، قبيل أذان المغرب بساعة تقريباً تجلس سهام، وتراقب الطريق الذي يطل عليه المنزل الجديد شبه الخالي إلا من بعض الذكريات التي حملتها معها حين هُجّرت من ريف دمشق إلى الشمال.

كانت جدران المنزل قديمة جداً إلى درجة أنها متصدعة، ولونها مائل إلى السواد. زجاج النوافذ مكسور، وقد استعيض عنه بأكياس النايلون الشفافة لتفسح مجالاً لضوء الشمس، أما الأبواب فعبارة عن بطانيات صوفية في الشتاء، وأقمشة خفيفة في الصيف.

أثناء مراقبتها المارة تشرد السيدة الخمسينية، وتراجع ذاكرتها: «كم رمضان مر ونحن هون»؟؟  

تحاول أن تعدّها: «ثلاثة؟ أم أربعة؟ لا يهم، كلها متشابهة» تتمتم.

أجواء الهدوء النسبي الذي تعيشه محافظة إدلب كانت كفيلة بلفت انتباه سهام إلى حجم الوحدة التي تخيم على عائلتها الصغيرة في شهر رمضان.

في مدينة إدلب حيث تقطن السيدة مع زوجها، وابنيها، تحاول أن تسترجع بعض طقوس شهر الصيام، ولكن الوسائل كلها لا تجدي.

تقول: «يرتبط رمضان في ذاكرتنا باجتماع العائلة، وبالأطباق المتزاحمة فوق المائدة، وبنزهة التسوق بعد الإفطار».

ويتفاقم سوء الوضع المعيشي في الشمال مع ارتفاع أسعار السلع، وتناقص فرص العمل، وانخفاض الدخل، ما يغيّب العديد من الأطباق الرمضانية التقليدية عن موائد الإفطار. 

تتنقل دعاء عبر هاتفها المحمول بين صفحات فايسبوك، وإنستغرام. تتابع منشورات يجمعها هاشتاغ «شو طابخين اليوم»، وأخبار الموائد الرمضانية. تكتفي بالمشاهدة بلا تعليق أو تفاعل.

تقول: «لم تتغير مائدة طعمنا في رمضان، نعدها مما يتوافر لنا، إضافة إلى بعض الوجبات التي تقدمها بعض المطابخ الخيرية».

تؤكد دعاء - وهي مهجرة من حلب - أنها لاحظت غياب العادات الرمضانية حتى عند جاراتها، لا فرق بين عائلة مهجرة، وأخرى من عائلات المنطقة. تقول: «غابت السكبة. الجميع يريد أن يخفي أصناف الطبخ المتواضعة، محاولاً أن يداري فقره».

تحكي أسماء - وهي مهجرة من جنوب دمشق - عن أبرز ملامح رمضان كما تعرفه، تقول: «مائدة استقبال رمضان يجب أن تكون مشتركة، وتجمع كل أفراد العائلة، وبعدها يبدأ برنامج العزايم، كل يوم الإفطار في بيت مختلف، بضيافة أهله، حتى نهاية الشهر». 

طبعاً تغيرت العادات لأسباب كثيرة، مثل بعد المسافات، وتفرق العائلات، كما تسهم حالة الفقر وارتفاع كلفة كل شيء إلى مستويات غير مسبوقة بالتفكير ملياً قبل إقامة وليمة إفطار مشتركة.

كانت هذه الطقوس هي «ملح الشهر الفضيل»، لكن رمضان هذا العام لم يضبط ملحه ففقد طعمه، وأصبحت طقوسه مجرد أحاديث ترويها الذاكرة.


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها