× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

آبار شحيحة في ريف حلب: العطش ضيف الصيف القادم؟

حكاياتنا - خبز 05-06-2021

يشكو سكان ريف حلب الشمالي صعوبة وصول مياه الشرب عبر الأنابيب، والاضطرار إلى شرائها من أصحاب الصهاريج. وتتضافر أسباب كثيرة في خلق هذا الواقع المتردي، منها ما هو «طبيعي»، ومنها ما هو خدمي. في المقابل يشكل «العطش» فرصة عمل موسمية لشريحة كبيرة تعمل في بيع الماء!

الصورة: (EU Civil Protection and Humanitarian Aid - فليكر)

على قارعة الطريق بالقرب من منزله في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، ينتظر الحاج عبد الرحمن الحسن 56 عاماً، أحد العابرين من بائعي الماء المعبأ في صهاريج تسحبها جرارات زراعية. 

فرغ خزان مياه الشرب في منزل الحسن، مع أن دوره في مياه الشرب الواردة بالأنابيب كان قبل يوم واحد فقط وفق جدول التقنين، لكن ضغط المياه الواردة كان منخفضاً، فلم يمتلئ الخزان.

يقول: «مياه الشرب التي تزود منازلنا عبر الأنابيب غير كافية، ولا يمكنها أن تملأ خزان منزلي، خاصة أنها تأتي ضعيفة. نحن في فصل الصيف وحاجتنا إلى الماء ملحة». 

ويضيف: «جهزت لوازم ضغط المياه إلى سطح المنزل قبل يوم واحد من دور الماء، لعلي أنجح في ملء الخزان، لكن الماء لم يصل إلى الضاغط أصلاً».

يوضح الحسن أنه يعتمد خلال فصل الصيف على شراء المياه من الصهاريج، ويقدر تكلفتها شهرياً بحوالى 120 ليرة تركية لملء 6 خزانات بسعة ألفي ليتر، ما يشكل أعباء إضافية قياساً بدخله غير المستقر، فالرجل النازح من بلدة معر شورين (ريف إدلب الجنوبي) يعمل في البناء بشكل متقطع.

مياه عكرة

يشكو إسماعيل الهاشم معاناة مماثلة، فمياه الأنابيب لا تصل منزله، وفي حال وصولها تكون معكرة، ولونها رمادي بسبب احتوائها ترسبات كلسية.

يقول الهاشم: «لدي مرض في الكلى (حصى)، لذلك لا أستطيع الشرب منها». ويضيف: «راجعت شركة المياه في المدينة، قيل لي إن الترسبات يسببها وضع مضخات المياه في قعر الآبار، لأن منسوب المياه انخفض هذا العام، ولا يوجد بديل في الوقت الحالي سوى انتظار موسم آخر من المطر».

المهندس الزراعي قيس حلاوة يقول لـ «صوت سوري» إن «انخفاض المياه الجوفية أجبر عمال قطاع المياه على استجرار المياه من قاع الآبار، على عمق لا يقل عن 100 متر، فيما كانت تُستجر سابقاً من عمق 60 متراً، لهذا صارت المياه تحتوي على ترسبات كلسية».

ويضيف: «السبب الرئيسي لانخفاض منسوب المياه الجوفية شح الهطولات المطرية في الشتاء، إضافة إلى اعتماد المزارعين على ري محاصيلهم من مياه الآبار في ظل قلة الأمطار».

انخفاض المياه الجوفية أجبر عمال قطاع المياه على استجرار المياه من قاع الآبار، على عمق لا يقل عن 100 متر، فيما كانت تُستجر سابقاً من عمق 60 متراً

لا يقتصر هذا الواقع على مارع، بل ينسحب على معظم مدن ريف حلب الشمالي.

يؤكد مصطفى عليطو، الذي يقيم في مدينة اعزاز أنه يشتري المياه «صيفاً وشتاءً، لأنها شحيحة في اعزاز التي تُغذى من بحيرة ميدانكي في ريف عفرين، وخلال السنوات الماضية توقفت مضخات المياه، ما دفع السكان إلى الاعتماد على الشراء من الصهاريج».

ويضيف: «العام الماضي عملت شركة المياه في بلدية اعزاز على تفعيل مضخات المياه، لكنها فعلياً لا تغطي كامل المدينة، وبين حين وآخر ينقطع الماء، نحن ندفع مبالغ باهظة للحصول على الماء».

..ومنظومة متهالكة

مدير شركة المياه في المجلس المحلي لمدينة مارع، يوسف الحجي، يقول لـ«صوت سوري» إن «انخفاض منسوب المياه بشكل عام في ريف حلب ساهم بتردي خدمات المياه، المضخات تسحب المياه من النبع، حيث توجد الحوارة (المياه الكلسية)».

ويضيف: «أعداد السكان في الريف الشمالي مرتفعة، مع تضاعف أعداد النازحين والمهجرين، علاوة على التوسع العمراني الذي تشهده المنطقة، وسوء تصميم شبكات المياه القديمة التي نفذت بطريقة غير مدروسة لفترات طويلة، ولا يمكنها تغطية كل المناطق السكنية».

يؤكد الحجي أيضاً أن «المخالفات كثيرة، يقوم بعض السكان بوصل المياه إلى منازلهم من دون مراجعة مكتب المياه، ويتزايد التعدي المباشر على الأملاك العامة، بلا تقيد بوجوب دفع فواتير المياه شهرياً، ولا توجد رقابة فعلية على هذا الموضوع من قبل السلطات المحلية بسبب تردي الوضع الأمني في المنطقة».

وتعِد المجالس المحلية المكلفة إدارة مناطق ريف حلب الشمالي ببعض الحلول، مثل «حفر الآبار العربية» التي تتميز بعمقها داخل المدن، إلى جانب وعود من منظمات غير حكومية، ومن الحكومة المؤقتة - التي تتخذ من اعزاز مقراً لها - بتوسعة شبكات المياه وإصلاحها في مختلف مدن وبلدات ريف حلب الشمالي. على أن المعطيات توحي بأن «الحل» الوحيد المضمون هو انتظار السكان موسماً كاملاً، على أمل تحسن منسوب المياه الجوفية ووصولها إلى المنازل في العام المقبل!


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها