× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

رغم «قروش الإنترنت»: شباب سوري ينحت الصخر عن بُعد!

حكاياتنا - خبز 14-07-2021

برغم كل الظروف المأسوية في سوريا، ينجح شبان وشابات في إيجاد فرص عمل عابرة للحدود، وينشطون في المجال الرقمي. لا يحصل ذلك بسهولة ويسر، بل هو أشبه بـ«النحت في الصخر»

في مكتب صغير في مدينة دمشق يجلس أحمد ومجموعة من الشبان يومياً لتنفيذ مشاريع رقمية، وتصميم مواقع إلكترونية، وإدارتها لصالح شركات غير سورية، معظمها خليجي.

يقول الشاب الثلاثيني: «سوريا في الوقت الحالي تساهم في رفد السوق الرقمية بالكثير من المصممين، والمبرمجين، وخبراء المونتاج، وصناع المحتوى. خلال السنوات الماضية نمت هذه المساهمة بشكل كبير بسبب تدني مستوى الأجور في سوريا مقارنة بالدول الأخرى».

تكلف برمجة وتصميم وإنشاء موقع إلكتروني وتطبيق خاص بالهاتف مبالغ كبيرة في دول الجوار، بينما توفر السوق السورية هذه الخدمات بأسعار منافسة. 

يشرح أحمد قائلاً: «يمكن مقابل مبلغ بسيط إنشاء موقع، وتصميم تطبيق، في معظم الأحيان لا تكلف أكثر من 200 دولار».

يعتبر المبلغ بسيطاً في دول الخليج مثلاً، لكنه يعادل المبلغ 700 ألف ليرة سورية تقريباً، أي نحو عشرة أضعاف متوسط الرواتب، الأمر الذي يشجع قسماً كبيراً من الشباب على الانخراط في هذا النوع من الأعمال.

ولا يتطلب العمل في هذا المجال بالضرورة شهادات أكاديمية، فالفيصل هو مستوى احترافية الخدمة المقدمة، وجودتها، ما يزيح عائقاً كبيراً من أمام من يرغب بالانخراط في هذه الأعمال.

تقول رهف، وهي مصممة غرافيك تعمل بشكل مستقل: «بدأت العمل في هذا المجال بالصدفة. أحب التصميم، وتعلمت بشكل شخصي بعض مبادئه، بمرور الوقت اكتسبت خبرات إضافية وأنجزت مشاريع بسيطة جداً لبعض الأصدقاء، هذا الأمر دفعني إلى الانخراط في دورات تعليمية، بالإضافة إلى العمل عند أحد الأشخاص الخبراء بالتصميم، فاكتسبت خبرة كبيرة، لأبدأ مشواري المهني بشكل مستقل».

اعتمدت الشابة البالغة من العمر 24 عاماً على بعض المواقع التي توفر فرصاً للعمل (مثل موقعي خمسات، ومستقل)، ونفذت عدداً من المشاريع، وخلال عملها على أحدها تعرفت على شركة إماراتية، ثم تعاقدت معها عن بعد لتنفيذ مشاريع بشكل دوري ما وفّر لها مصدر دخل مستقر.

في الوقت الحالي، يبلغ دخل الشابة التي لم تتخرج بعد من الجامعة، أكثر من 15 ضعف متوسط الرواتب في سوريا، وهو مبلغ تعتبره «جيداً جداً ويساعد العائلة»، كما استثمرت هذه الفرصة لتتحديث حاسوبها، وشراء بعض الأدوات المساعدة، وحتى شراء برامج مختصة بالتصميم بدلاً من استعمال برامج مسروقة.

«نخسر جزءاً كبيراً من أموالنا في التحويل، سواء عبر الشركات المرخصة التي تقتطع أجوراً مرتفعة وتتربح من فرق العملة، أو في السوق السوداء التي يشبه تحويل الأموال عبرها عمليات تهريب المخدرات»

لا تنظر رهف إلى عملها الحالي على أنه عمل دائم برغم الاستقرار الذي يوفره. تنتظر أن تتخرج، وتتفرغ بشكل كامل لعملها الذي تخطط لتنميته وتوسيعه، إما عن طريق إنشاء مكتب وتوظيف أشخاص آخرين فيه لمساعدتها، أو عن طريق السفر إلى الإمارات والاستقرار فيها، في حال تمكنت من الحصول على فرصة عمل جيدة.

تقول رهف: «سافر عدد كبير من السوريين والسوريات إلى دول الخليج للعمل فيها، البعض يعمل في شركات عالمية، يعتمد الأمر على الخبرة والعلاقات بالدرجة الأولى». 

وتضيف: «أعرف أشخاصاً نفذوا مشاريع لشركات عالمية كبيرة، بعضهم ساهم في عمليات المونتاج والغرافيك لأفلام أميركية مشهورة، وكل الأمر بدأ بعمل شخصي من المنزل، أو مكتب صغير، وبواسطة جهاز حاسوب متواضع».

ولا تقتصر الأعمال على تصميم مواقع، وتقديم خدمات لها، أو إنشاء تطبيقات، أو إنجاز عمليات مونتاج وتنفيذ رسوم وغرافيك، بل تنشط في السوق السورية أيضاً شركات صغيرة (وأحياناً أفراد) في مجال إنتاج المحتوى، سواء لقنوات على موقع يوتيوب، أو لمواقع إخبارية منوعة، أو حتى بعض المواقع المختصة بالعلوم والترجمة، إضافة إلى خدمات أخرى مثل «الفويس أوفر» أو قراءة كتب وروايات لبعض المواقع التي تقدم محتوى مسموعاً.

وساهم نمو وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي في توفير فرص عمل أخرى، بعضها لا يحتاج خبرات كبيرة، إذ تتيح هذه المواقع فرص عمل في شركات عديدة بعضها مختص بالتسويق، إلا أن هذا النوع من الأعمال «لا يدر دخلاً كبيراً»، وفق ما يؤكد أنس الذي يعمل في مكتب صغير يقدم خدمات إلكترونية، وترجمة، وصناعة محتوى لبعض المواقع الخليجية.

يعتبر أنس نمو هذه السوق في سوريا «إنجازاً للشباب»، ويقول ساخراً: «كل ذلك يحصل ونحن نعمل بالاعتماد على إنترنت يعتبر من الأبطأ في العالم، ويقطع بين وقت وآخر، ومن دون كهرباء، ومن دون أي مقومات. نحن نحفر في الصخر». ويضيف: «فلنتصور حجم هذا العمل والدخل الذي سيوفره لو تم الاعتناء بهذا القطاع الإنتاجي الهام».

يضيف الشاب ضاحكاً «كل هذه المعوقات لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من المعوقات التي نواجهها خلال بحثنا عن طريقة لاستلام أموالنا ومستحقاتنا. نخسر جزءاً كبيراً منها في كل عملية تحويل، سواء كان التحويل عن طريق الشركات المرخصة التي تقتطع أجوراً مرتفعة وتتربح من فرق العملة، أو حتى عن طريق السوق السوداء التي تشبه عملية تحويل المبالغ المالية عبرها عمليات تهريب المخدرات».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها