× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

في الشرق السوري: لا ثقة بهذه اللقاحات

حكاياتنا - خبز 27-07-2021

يبدو أن خريطة انتشار كورونا في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية مكتظة، خلافاً لوتيرة عمليات التلقيح الشديدة البطء. كذلك، يبدو لافتاً ارتفاع مؤشرات عدم ثقة الأهالي باللقاح، لأسباب يتعلق بعضها بفكرة اللقاح في حد ذاتها، وبعضها بكفاءة القطاع الصحي

الصورة: (صفحة الهلال الأحمر الكردي على فايسبوك)

«حالة من عدم الثقة والخوف من تلقي اللقاح». هذا هو العنوان العريض راهناً لملف فايروس كورونا في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرقي سوريا، بحسب مصادر طبية من المنطقة.

تجمع مصادر عديدة تحدث إليها «صوت سوري»، على أن أعداد الإصابات، أو حتى الوفيات جراء الفايروس هي أكبر بكثير من الأعداد التي تُعلن عنها الجهات الطبية التابعة لـلإدارة الذاتية، وهو أمر ينطبق على عموم الجغرافيات السورية بمختلف جهات السيطرة.

وحتى منتصف تموز / يوليو الجاري، بلغ عدد المصابين في مناطق الإدارة الذاتية ١٨٥٧٤ حالة، منها ٧٦٤ حالة وفاة، و١٨٨١ حالة شفاء، بحسب الجهات الطبية الرسمية.

برغم تزايد الانتشار الملحوظ لفايروس كورونا في الشرق السوري، فإن حماس الأهالي لتلقي اللقاح يبدو شبه معدوم، لأسباب عدة منها التشكيك في خبرات الكوادر الصحية، وعدم تيقن السكان من أن اللقاح مفيد

وفي هذا الإطار، يقول وائل (اسم مستعار) وهو أحد أبناء الحسكة إن «الخدمات في مراكز العزل شرق سوريا محدودة، وأغلب المصابين يتم الحجر عليهم ضمن المنازل»، ويضيف إن «تعامل الجهات الطبية الرسمية في المنطقة مع الوباء يكون ضمن إمكانات محدودة وأقرب إلى الضعيفة، إذ يقتصر الأمر على أجهزة التنفس، ولذلك يفضل أغلب المصابين البقاء في المنازل، ويؤمّن البعض أجهزة تنفس لاستخدامها في المنزل، علاوة على الاتفاق مع أحد الممرضين ليطمئن دوريّاً على حالة المصاب».

في حزيران وصلت دفعة «تجريبية» من لقاح  سينوفارم الصيني إلى منبج، عدد جرعاتها مئة فقط  مقدمة من منظمة الصحة العالمي، بهدف معرفة مدى إقبال الناس على تلقي اللقاح مع وعود بزيادة عدد الجرعات في حال كان الإقبال جيداً

وتتعدد أسباب خوف السكان من تلقي اللقاح، ما بين يقين بأن عدد جرعات اللقاح المتوافرة «غير كاف لسكان المنطقة، وتشكيك في خبرات الكوادر الصحية، وعدم تيقن السكان من أن اللقاح مفيد».

وفي أواخر أيار الماضية تحدثت تقارير إعلامية عن وصول كثر من 20 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا إلى مناطق الإدارة الذاتية، عن طريق منظمة الصحة العالمية.

وقالت مصادر عدة إن حملة التلقيح تستهدف في مرحلتها الأولى العاملين في المجال الطبي بما يشمل المراكز الطبية الخاصة، والصيادلة، والقابلات القانونيات.

حملة معلّقة.. وأخرى تجريبية

يقول مصدر طبي لـ«صوت سوري» إن «انتشار كورونا قد زاد بكثرة في المنطقة، في ظل افتقار المنطقة إلى المراكز والتجهيزات والكوادر الصحية الكافية، وإغلاق المعابر، وغياب الدعم الدولي للمنطقة».

وفي ما يخص اللقاح، يؤكد المصدر أن «نسبة الإقبال ضعيفة، وهناك تخوف لدى السكان»، ويوضح أن «الإدارة الذاتية تسلّمت عن طريق منظمة الصحة العالمية ما نسبته 10 % من حصة سوريا الأولى من اللقاحات (التي توفرها منصة كوفاكس)، وهي نسبة قليلة جداً في ظل الازدحام السكاني في مناطق شمال وشرق سوريا التي تؤوي أكثر من خمسة ملايين نسمة، فضلاً عن عشر مخيمات للنازحين».

وبدا لافتاً توقف حملة اللقاح مؤقتاً في منطقة المالكية، منذ منتصف حزيران/يونيو الماضي، وذلك بسبب المخاوف وقلة الإقبال من قبل الأهالي، مع شبه انعدام للتوعية بمدى فعالية وأهمية اللقاح، حسب ما رصد «صوت سوري».

وفي حزيران أيضاً، وصلت دفعة «تجريبية» من اللقاح  إلى مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، الخاضعة لسيطرة قسد، وسط حالة من الخوف لدى الأهالي من الإقبال على تلقي اللقاح، حسب ناشطين من أبناء المنطقة.

وأوضحت مصادر مهتمة بالشأن الطبي في المدينة أن «عدد الجرعات التي وصلت هو 100 جرعة فقط من لقاح سينوفارما الصيني، مقدمة من منظمة الصحة العالمية».

وبيّنت المصادر أن «هذا العدد من الجرعات تجريبي، والهدف معرفة مدى إقبال الناس على تلقي اللقاح، وهناك وعود بزيادة عدد الجرعات في حال كان الإقبال جيداً». 

تقصير؟ أم عجز؟
علي تمي، المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي (على الطرف النقيض للإدارة الذاتية) قال لـ«صوت سوري»، إن «الحديث عن عدم الثقة باللقاحات في منطقة شرق الفرات فيه نوع من الحقيقة، خاصة أن هناك ضعفاً في الكوادر الطبية في ظل هجرة الكثير منها نتيجة الحرب، بالإضافة الى ضعف المشافي والمراكز الطبية وتجهيزاتها». 

وأعرب تمي عن اعتقاده بأنه «لو أشرفت المنظمات الدولية على هذا العمل لأتت بنتائج إيجابية».

تتعدد أسباب إحجام السكان عن تلقي اللقاح، ما بين يقين بأن «عدد جرعات اللقاح المتوافرة غير كاف لسكان المنطقة، وتشكيك في خبرات الكوادر الصحية، وعدم تيقن السكان من أن اللقاح مفيد»

وفي أيار/مايو الماضي، تعالت أصوات في قرى وبلدات ريف دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، محذرة من «النقص الحاد في أسطوانات الأوكسجين اللازمة لمعالجة مرضى كورونا في المنطقة».

وتفيد مصادر مطلعة على تطورات الوضع في المنطقة الشرقية، بأن «فريق الفرات الطبي» الذي شُكل لتولي ملف كورونا في منطقة الشعيطات، والقرى المجاورة في ريف دير الزور الشرقي أعلن في وقت سابق أنه «لم يعد قادراً على التصدي للفيروس في المنطقة، وذلك بسبب النقص الحاد في أسطوانات الأوكسجين اللازمة لمعالجة المصابين».

الدكتور عماد المصطفى مدير المكتب الصحي سابقاً في مجلس محافظة دير الزور، أوضح لـ«صوت سوري» أنه «منذ أكثر من 20 يوماً كانت هناك موجة قوية من الفايروس، ووصل السوء حدّ تسجيل وفيات بشكل شبه يومي، في حين تعاملت الجهات الطبية التابعة لـقسد بلا مبالاة، ولم تلزم الأهالي بارتداء الكمامات حتى في ذروة انتشار الفايروس، مع استمرار الازدحام في أسواق الخضار، وأسواق الغنم، وغيرها».

يؤكد المصطفى أن «أعداد الإصابات أكبر بكثير من المعلن عنه»، ويتهم الإدارة الذاتية بـ«تعمد تقليل الأعداد المعلن عنها حتى لا تتهم بالتقصير».

ويضيف: «نتخوف من موجة أخرى في المنطقة الشرقية ستتسبب بعدد كبير من الوفيات، خاصة مع انعدام حملات التوعية في المنطقة الشرقية، وبالتالي لا يشعر السكان بالقلق، ولا يدركون مدى الخطورة، بعكس الأطباء في المنطقة الذين يعون حجم الكارثة».

في الوقت نفسه ترى مصادر أخرى تقيم في مناطق خاضعة لسيطرة قسد أنّ الإدارة الذاتية «تعاملت مع الوباء بكل حرفية ومهنية واستنفرت كل وحداتها العسكرية لتطبيق الحظر، ووحداتها الطبية لمتابعة الإصابات ومعالجتها».

ويضيف أحد المصادر قائلاً: «كان لمشفى الفرات (شرقي دير الزور) الحصة الاكبر من معالجة الإصابات، وعملت الإدارة على إنشاء خيم حجر صحي». 

ويعزو البعض الاختلاف المتوقع بين أعداد الإصابات الحقيقية وتلك التي يُعلن عنها إلى حالة مشابهة لبقية الجغرافيات السورية، إذ يُعلن عن الإصابات التي توثّق فقط، فيما تمر إصابات كثيرة من دون إجراء فحوص، أو مراجعة مشاف أو مراكز، بالتالي تظل خارج نطاق الإحصاء.


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها