× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

التصعيد مستمر والحياة معطّلة: صفقة روسية تركية تحوم حول جبل الزاوية؟

حكاياتنا - خبز 12-09-2021

يخشى سكان مناطق ريف إدلب الجنوبي ترميم المنازل المدمرة وإعادة تأهيلها، في ظل القصف والتصعيد العسكري في المنطقة، خاصةً بعد ورود أنباء عن قيام دمشق بإرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة، وهواجس السكان حول صفقة روسية – تركية جديدة، تغير خريطة السيطرة كما حصل سابقاً

الصورة: (Makxim Prostos - فليكر)

يخشى سليم الحجي (47 عاماً) وهو من سكان بلدة كفرلاتا في منطقة أريحا جنوبي محافظة إدلب، من إعادة ترميم منزله المدمر بفعل قصف سابق، بسبب تخوفه من حملة عسكرية جديدة محتملة على المنطقة التي تشهد منذ فترة تصعيداً للتحركات العسكرية، والقصف المتبادل.

يقول الحجي لـ«صوت سوري» إن «الأوضاع في المنطقة لا تبشر بخير، التصعيد مستمر، ومعظم القرى المجاورة تتعرض للقصف بين وقت وآخر، وأحياناً بشكل يومي».

ويضيف: «في الحقيقة أخشى إعادة ترميم منزلي المدمر بشكلٍ شبه كامل، بسبب التكاليف الكبيرة واحتمال تعرضه للقصف مرة أخرى. ترميم المنزل لإعادته إلى ما كان عليه سابقاً قد يكلفني أكثر من 10 آلاف دولار (نحو 32 مليون ليرة سورية)، ويمكن في أي لحظة أن تسقط عليه قذيفة، أو صاروخ وأخسر كل شيء مرة أخرى».

يسكن الحجي اليوم منزل أقاربه الذين فرّوا خارج سوريا. ويؤكد أن المنزل الذي يسكنه أيضاً سبق أن تعرض لقصف مدفعي، وهو متصدع ولا يصلح للسكن خاصةً في فصل الشتاء، إلا أنه مجبر على البقاء فيه ريثما يؤمن بديلاً أفضل، إن استطاع. 

يشرح الرجل أنه مضطر إلى البقاء في بلدته برغم كونها غير آمنة، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر عليه وعلى زوجته وأولاده الستة وجميعهم دون الثامنة عشرة من العمر. 

لا خيارات كثيرة أمام الأسرة، فالظروف المادية لا تسمح باستئجار شقة في مدينة إدلب أو ريفها الشمالي، بسبب الارتفاع الكبير في أجور المنازل التي تصل نحو 300 دولار شهرياً، كما أن عمل رب الأسرة في أرضه الزراعية يتطلب بقاءه قريباً منها لرعايتها، خاصةً أنها مصدر رزقه الوحيد.

ويعاني معظم السكان في مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب البلاد أوضاعاً معيشية واقتصادية سيئة، وسط ارتفاع كبير في أسعار معظم السلع الأساسية.

يغيب الموقف التركي من التصعيد العسكري جنوب إدلب برغم انتشار نحو 40 نقطة للقوات التركية في جبل الزاوية، ما يولد لدى السكان شكوكاً في النوايا التركية، ومخاوف من تسليم المنطقة إلى دمشق بصفقة مع موسكو

لم يتمكن عبد القادر الحسين، وهو من سكان بلدة المسطومة جنوبي مدينة إدلب، من ترميم منزله بسبب التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة، وخشيته من تغير خريطة السيطرة وتقدم الجيش، خاصة أن بلدته لا تبعد سوى 12 كيلو متراً عن مواقع الجيش في مدينة سراقب.

يقول الحسين إنه عاد إلى منزله مع عائلته بعد أن طالبه المالك بإخلاء المنزل الذي كان يسكنه في منطقة نزوحه، وعدم قدرته على إيجاد منزل آخر بسعر يتناسب مع دخله. تسكن الأسرة اليوم خيمةً بجوار بيتها المدمر بشكلٍ شبه كامل، ومنذ نحو عام يعمل الحسين في أحد معامل الحديد في مدينة أريحا المجاورة لتأمين قوت عائلته، وتوفير مبلغ يمكنه من ترميم منزله بشكل جزئي.

يقول: «بعد عام من العمل تمكنت بفضل الله من تأمين مبلغ يمكنني من إعادة ترميم جزء من منزلي للسكن فيه قبل حلول فصل الشتاء. بدأت الترميم قبل أكثر من شهر، لكنني توقفت بسبب تزايد التصعيد، وخشيتي من تعرضه للقصف من جديد».

ويضيف: «أسعار مواد البناء ارتفعت بشكلٍ كبير، وصل سعر طن الحديد إلى 750 دولاراً، وسعر طن الإسمنت إلى 90 دولاراً».

ويغيب الموقف التركي من التصعيد العسكري جنوب إدلب، برغم انتشار نحو 40 نقطة للقوات التركية في جبل الزاوية، ما يولد لدى السكان شكوكاً في النوايا التركية، ومخاوف من تسليم المنطقة إلى دمشق بصفقة مع موسكو، كما حصل سابقاً في شمال حماة وجنوب شرق إدلب.

يصف ماهر العمري (36 عاماً) وهو ناشط من سكان جبل الزاوية عدم وضوح الموقف التركي إزاء التصعيد العسكري بـ «غير المطمئن»، ويؤكد أن «السكان يخشون عملية تسليم جديدة قد تنفذها القوات التركية مقابل حصولها على مكاسب جديدة في شمال شرق سوريا على حساب قوات سوريا الديمقراطية، خاصةً أن هذا الأمر تكرر في السنوات السابقة».

يقول العمري: «كثير من السكان في مناطق سيطرة المعارضة، وخاصةً في جبل الزاوية لم تعد لديهم ثقة بالقوات التركية، فوجودها لم يغير شيئاً أبداً، على العكس كان سبباً في تهجير أكثر من مليون مدني من أرياف حماة وحلب وإدلب، بعد تسليم مناطقهم علناً لموسكو مقابل السيطرة على مناطق تل أبيض ورأس العين، وليس مستبعداً أن يُسلّم جبل الزاوية مقابل منبج وعين العرب (كوباني)»

يوضح الناشط أن «التصعيد الأخير ساهم في شل الحركة بمختلف أشكالها في محافظة إدلب، حتى في المناطق البعيدة عن خطوط التماس مثل ريف إدلب الشمالي الذي كان يشهد حركة بناء كبيرة، لكنها انخفضت إلى حدود دنيا بسبب عدم وضوح مصير المنطقة حتى اليوم، إذ يتواصل التصعيد، وتسمر التحشيدات منذ أشهر، ويقابلها سكوت تركي مطبق، كما أن فصائل المعارضة نفسها لا تعرف مصيرها».

وتخضع محافظة إدلب (نظريّاً) إلى اتفاق خفض التصعيد الذي أبرم بين الجانبين الروسي والتركي في آذار 2020، ويقضي بوقف التصعيد العسكري في المنطقة، وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي حلب - اللاذقية المعروف بـ M4، إضافةً إلى فتح المعابر بين مناطق سيطرة المعارضة السورية في إدلب وريف حلب، وبين مناطق سيطرة دمشق. 


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها