× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

«حبة حلب» ضيف موسمي ثقيل: لا نهاية لأزمات المخيمات

حكاياتنا - خبز 21-09-2021

باتت الأزمات نمط حياة مستمرّاً لسكان مخيمات الشمال السوري، ثمة أزمات دائمة، وأخرى «موسمية» تتكرر في مراحل مختلفة من كل عام، مثل انتشار وباء الليشمانيا في ظل سوء الوضع البيئي، والمشكلات الخدمية الدائمة

الصورة: (صوت سوري - أكثم)

مثل كل عام، تشهد مناطق الشمال السوري في الشهور الأخيرة تزايداً ملحوظاً لانتشار الحشرات بمختلف أنواعها، خاصة في المخيمات العشوائية التي تفتقر إلى التنظيم، فتجاور الخيام فيها مجاري الصرف الصحي ومكبات القمامة، مع ما يسببه ذلك من تفشّ لبعض الأمراض في ظل نقص الرعاية الصحية وافتقار المستشفيات والمراكز الصحية إلى كثير من المستلزمات. 

يقول عبد القادر إبراهيم، مدير مخيم «صامدون» إن «المخيم شهد خلال الفترة الماضية، تسجيل عشرات الإصابات بالليشمانيا (ما يُعرف بحبة حلب) إضافة إلى إصابات بلدغات العقارب ولسعات الأفاعي».

الممرض في مشفى أرمناز الجراحي حسن العبد الله (41 عاماً) يشرح أن «الإصابات بالليشمانيا في الشهور الأخيرة تراوحت ما بين ٢٠ - ٣٠ إصابة شهرية في منطقة أرمناز والقرى المحيطة بها، وذلك بسبب تردي الوضع البيئي»، ويشير في الوقت نفسه إلى أن هذه الأعداد «تظل أقل من السابق، بسبب تفعيل دور فرق التقصي والإبلاغ بعد أن دُرب جميع عناصر المراكز الصحية في المنطقة على طرق كشف الداء». 

ويضيف: «في حال كانت النتيجة سلبية تُعالج بالمحافظ الدوائية، وفي حال كانت إيجابية توضع خطة العلاج باتباع طريقة من ثلاث: علاج موضعي بالآزوت، أو حقن موضعي بالمادة العلاجية، أو حقن عضلي في حال وجود إصابات عديدة لدى الشخص الواحد».

يشرح العبد الله أن «كثرة الحظائر في المنطقة تؤدي إلى ازدياد انتشار الذبابة الناقلة للمرض، وبالتالي تزداد الإصابات. لا بديل عن تحسين الوضع البيئي عبر ترحيل القمامة دورياً، وتخديم الصرف الصحي وتحسين شبكاته، ورش المبيدات، وإبعاد الزرائب والدواجن عن الأماكن السكنية. صحيح أنها مصدر رزق لأغلب الأهالي، لكن يجب نقلها خارج التجمعات السكنية».

يقيم أبو خالد وعائلته في مخيمات دير حسان شمالي إدلب. يقول: «أصيب جميع أفراد أسرتي بالليشمانيا، خيمتنا مجاورة لحفرة صرف صحي كبيرة لا إمكانية لطمرها، ولا أستطيع نقل سكني، خاصة أن جميع الخيام والمساكن قريبة من حفر الصرف الصحي. تركزت معظم إصابات أطفالي في منطقة الوجه وهي منطقة حساسة للغاية».

ويضيف: «لا يوجد مركز صحي قريب من المخيم. أقطع مرتين كل أسبوع مع أطفالي وزوجتي مسافة 8 كم لتلقي العلاج في مركز كفرلوسين الصحي».

أما نهيدة الأحمد (58 عاماً) فتقيم في مخيم باتبو، وتقول إن «إدارة المخيم تأخرت هذا العام في رش المبيدات، ما أدى لازدياد أعداد الحشرات. وظهرت أنواع كثيرة من الحشرات والزواحف في المنازل. والمبيدات التي رُشّت لم تقضِ حتى الآن على الحشرات وخاصة البعوض الذي يترك آثاره على وجوه الأطفال».

تمكن أنس الفشتوك (35 عاماً) من الحصول على ظروف معيشية أفضل من سواه، شأنه شأن بقية سكان مخيم البردقلي. 

يقول الفشتوك: «أراقب أطفالي وهم يلعبون في مخيم نظيف وصحي آمن، بعيداً عن الحشرات والأمراض الناجمة عن تلوث مياه الصرف الصحي، في أبنية سكنية مصنوعة من الإسمنت، مع خزانات مياه على الأسطح».

ويضيف «مخيمنا ليس كبقية المخيمات العشوائية، حيث تتراكم الأوساخ في المجاري المفتوحة، ويجتمع الذباب بكميات كبيرة بجانب خيمة قماشية لا تقي حر الصيف وأشعة الشمس الحارقة، ويغتسل السكان من براميل معدنية مكشوفة تكثر فيها الطحالب».

وتثير فكرة بناء مساكن إسمنتية بدلاً من الخيم في عدد من المخيمات ردود فعل متضاربة بين السكان، بين من يرى الخطوة ضرورية لتحسين ظروف العيش، ومن يعتبرها «نذير شؤم» ومؤشراً على أن المخيمات ستتحول سكناً دائماً للعائلات النازحة والمهجرة من مناطقها، ما يعني أن احتمال العودة يتلاشى.


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها