× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

عن «نوبل» وأخواتها: ماذا يعني إغلاق مكتبة؟

حكاياتنا - خبز 11-10-2021

أثار إغلاق مكتبة نوبل في دمشق موجة «رثاء» قوية على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما بدا أن الواقع الحقيقي مختلف تماماً عما حدث افتراضياً، إذ لم يعن ذلك الإغلاق في الشارع شيئاً لمن يبحث يومياً عن لقمة عيشه، وسط تدهور مستمر للقدرة الشرائية لمعظم السكان. بل إن هناك من استخف بالحدث أيضاً

الصورة: (صوت سوري)

في الحادي والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر الماضي، انتشر خبر إعلان الأخوين جميل وإدمون نذر، عن إغلاق مكتبة نوبل الواقعة وسط العاصمة مقابل فندق الشام، وتُعد من أقدم مكتبات دمشق وأعرقها.

وبحسب ما نُقل؛ تقف أسباب شخصية وراء إغلاق المكتبة، من بينها هجرة أحد الشقيقين الشريكين إلى كندا، وعدم إمكانية متابعة شؤون المكتبة عن بعد في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد. فضلاً عن أن المبيعات لم تعد تغطي جزءاً من نفقات فتح المكتبة. 

وتشهد مناطق سيطرة دمشق توقف كثير من الأعمال والنشاطات التجارية بفعل الانهيار الاقتصادي، والسياسات الحكومية غير الداعمة لتعزيز الإنتاج سواء كان فكرياً أو اقتصادياً. 

وتعاني صناعة الكتاب في سوريا صعوبات عديدة، معظمها اقتصادي، ما بين ارتفاع التكلفة، وعزوف القراء عن اقتناء الكتب ما يؤثر على دور النشر والمكتبات على حد سواء، وفقاً لعدد من أصحاب المكتبات في دمشق تحدثوا إلى «صوت سوري». 

ومنذ سنوات توصل تقرير أممي حول الوضع الثقافي في البلاد العربية، إلى أنه «فيما يقرأ المواطن الأوروبي 35 كتابًا في السنة، يقرأ كل 80 عربياً كتاباً واحداً».

«ليست نهاية العالم»؟

«إغلاق المكتبات في سوريا وفي العالم يحصل منذ سنوات، وليس وليد اللحظة الراهنة، وليس نهاية العالم» بحسب ما يقوله هيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين لــ«صوت سوري». 

يرى الحافظ أنه «عندما تُغلَّق مكتبة تَفتح عشرات المكتبات الأخرى، ليست للأمر علاقة بالقراءة، ولا بتقنية النشر والثقافة، إنما هو أمر مرتبط بموضوع الاستثمار لصاحب المكتبة». 

يقلل الحافظ من شأن «الحدث»، ويتساءل: «ما الذي كانت مكتبة نوبل تضيفه؟، وهل لها دور في الثقافة السورية؟ إنها مكتبة تشتري الكتب وتبيعها وليست صانعاً للكتاب (دار نشر)»

ويردف قائلاً: «المكتبة كانت تُدار من قبل موظفين وليس من قبل صاحبها المقيم في كندا، وقد قرر اليوم بيعها. موقع المكتبة كان في السابق جيداً للكتاب، في حين أضحى اليوم مناسباً لبيع الألبسة مثلاً، أو أي شيء آخر». 

يؤكد الحافظ أن «عدد المكتبات في سوريا في ازدياد وليس في تناقص بعكس ما هو شائع، إذ تفتح سنوياً عشرات المكتبات، ففي مشروع دمر افتتحت خمس مكتبات، وفي ضاحية قدسيا أكثر من عشر مكتبات». 

رثاء على مواقع التواصل

على ضفة أخرى من كلام رئيس اتحاج الناشرين، جاءت تعليقات كثير من المثقفين والكتاب والمهتمين، وسط دعوات للحفاظ على المكتبات من الاندثار، لأنها لعبت سابقاً دوراً هاماً في تنشيط الحياة الثقافية بمختلف الميول والاتجاهات. 

بطبيعة الحال لم تكن «نوبل» أولى المكتبات التي أُغلقت في دمشق، بل سبقتها مكتبات عريقة مرتبطة بذاكرة السوريين والسوريات مثل «ميسلون»، المجاورة لـ«نوبل» ومكتبة اليقظة (قرب مقهى الكمال)، التي أصبحت محلّاً لبيع الأحذية، أو مكتبة الذهبي في الشعلان التي تحولت إلى محل بيع فلافل، بحسب المؤرخ سامي مروان المبيض. 

وكتب المبيض في منشور على صفحته في فايسبوك: «منذ سبعينيات القرن الماضي كانت نوبل معلماً ثقافياً في دمشق، ولها فضل على ملايين الناس الذين اقتنوا منها كتباً (...) كان قرار الإغلاق مؤلماً... لكنه كان متوقعاً. (...) الناس اليوم تفضل القراءة السريعة على هاتفها الذكي، ولم تعد تهتم بقراءة الكتب، ناهيك بسعرها المرتفع».

أما علي السمير، المختص في علوم المكتبات، فيقول لـ«صوت سوري» إنَّ «إغلاق مكتبة عريقة وراسخة في ذاكرة أجيال من السوريين يشكل خسارة كبيرة للثقافة في دمشق».

يعتقد السمير أن مكتبات دمشق واجهت خلال السنوات العشر المنصرمة «تراجعاً في أعداد مرتاديها. وذلك ناتج عن الضغوط الاقتصادية التي نعيشها، وتؤثر في مختلف مناحي الحياة، وأدت إلى تراجع دور تلك المكتبات وخلو قاعاتها من القراء». 

«صناعة» متقهقرة

يشير السمير إلى أنَّ صناعة النشر في سوريا تواجه تحديات اقتصادية صعبة. إذ تضاعفت أسعار الطباعة نتيجة التكلفة العالية، وهذا شكل عزوف طبقات اجتماعية عن شراء الكتب، بمن في ذلك بعض المثقفين (والمثقفات). 

يشدد السمير على أنَّ الناشر «في المحصلة تاجر يفكر في تحقيق الربح وعدم الخسارة، الكثير من دور النشر أصبحت تطبع على حساب المؤلف، وبالتالي يضطر المؤلف إلى ببيع كتابه والتسويق له».

أما رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم الحافظ، فيرى أنَّ صناعة النشر «تمر اليوم بظروف سيئة بسبب جائحة كورونا وعدم القدرة على السفر وضعف التواصل مع العالم العربي للمشاركة أو إقامة معارض للكتاب». 

يكرر الحافظ تأكيده على أن «صناعة النشر لا تعتمد على مكتبة، وهي أكبر من المكتبات التي ينحصر دورها في التسويق فقط». 

ويضيف: «واقع دور النشر في ازدياد، إذ يبلغ عدد دور النشر المنتسبة لاتحاد الناشرين أكثر من 280 داراً، وهو رقم جيد بالنسبة لعدد سكان سوريا».

(المحررة: هناك شيء من التناقض بين الجملة الأخيرة، وبين تأكيد السيد رئيس اتحاد الناشرين على أن صناعة النشر تمر بظروف سيئة، لكننا نثبته كما ورد في كل الأحوال). 


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها