× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

«نتجمد على حدود بولندا».. حمزة يروي فصول رحلته لـ«صوت سوري»

حكاياتنا - خبز 17-11-2021

«وصلتُ أخيراً إلى بوابة أوروبا، الطريق الجديد مضمون، ولم يعد هناك ما يعيق رحلتي. هذا ما كنت أحدث نفسي به حين هبطت الطائرة في مطار مينسك»، بهذه العبارات يفتتح حمزة كلامه عن رحلته التي اكتشف أنها أكثر صعوبة بكثير مما كان يتخيل.

الصورة: (Matthew Goddard - Twitter)

قبل فترة وجيزة وصل حمزة حمزة (اسم مستعار - 30 عاماً) إلى العاصمة البيلاروسية مينسك، قادماً من مطار دمشق برفقة أسرته، والهدف النهائي المنشود الحصول على حق اللجوء في إحدى الدول الأوروبية بعد عبور الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.

لم يكن حمزة يعلم أنه سيتحول إلى واحد من آلاف طالبي اللجوء العالقين على الحدود، في مواجهة أخطار كثيرة تصل حدّ الموت.

وأول من أمس الإثنين 15 تشرين الأول دُفن ابن مدينة حمص الشاب أحمد الحسن (19 عاماً) في بلدة بوهونيكي شمال شرق بولندا. وعُثر على جثة الحسن في نهر بوج المجاور للبلدة، ليتضح أنه توفي أواخر شهر تشرين الأول الماضي أثناء محاولته الوصول إلى أوروبا قادماً من بيلاروسيا، ليكون واحداً من ثمانية على الأقل قضوا أثناء محاولتهم عبور الحدود. 

وبحسب وكالة رويترز فقد تابعت عائلة الحسن دفنه عبر اتصال بالصوت والصورة مع الطبيب السوري الذي عثر على جثته، قسّام شحادة. وقال شحادة للأسرة المفجوعة: «لن تتمكنوا من رؤية الكثير، لكنني أردت أن أخبركم أننا جميعاً عائلة».

رحلة بلا تخطيط طويل

قبل مغادرة سوريا خاض حمزة نقاشات عديدة مع أصدقاء له سبقوه في رحلة اللجوء، ووصلوا بالفعل إلى أوروبا عبر الطريق ذاته.

يشرح لـ «صوت سوري» قائلاً: «حين علمت بإمكانية العبور من ذلك الطريق إلى أوروبا، وتأكدت من وصول عدد من أصدقائي إلى ألمانيا بالتحديد فكرتُ جديّاً في سلوك الطريق ذاته، سعياً إلى بناء مستقبل جديد».

ويضيف: «بدأت التنسيق مع أصدقائي، ليصلوني بالأشخاص الذين تعاملوا معهم في رحلة الوصول إلى مطار مينسك، والمهربين الذين أمنوا لهم الرحلة من المطار إلى الحدود البيلاروسية – البولندية، واستطعت بالفعل التواصل معهم».

لا يزال حمزة عالقاً على الحدود، مع آلاف غيره، ويشرح أن الوضع في غاية السوء، إذ «لا وسيلة لعبور الحدود في أي من الاتجاهين، لا تمكن العودة إلى المدن البيلاروسية، ولا الاستمرار نحو بولندا، ولا أحد يملك شيئاً لفعله سوى الانتظار في مواجهة مصير غامض»

باشر حمزة وأسرته التجهيز للرحلة بدءاً بتأمين المبلغ المطلوب، فباع مصاغ زوجته، واستدان من بعض المحيطين بالعائلة. تطلب الأمر دفع 3000 دولار أميركي للحصول على تأشيرة (فيزا) لدخول بيلاروسيا صادرة من سفارتها في دمشق، وبعد ذلك عقد اتفاقاً مع أشخاص يتعاملون مع مهربين يتولون مهمة النقل من مطار مينسك إلى الحدود البولندية، وهنا دفع نحو 6500 دولار سلفاً.

يقول: «بعد إنجاز كل الخطوات المطلوبة قبل الرحلة، حجزت بطاقات الطيران من دمشق إلى مينسك عبر شركة أجنحة الشام (قبل أن تعلّق رحلاتها بين العاصمتين)، بقيمة تقارب 350 دولار للتذكرة الواحدة».

ويضيف: «في المطار استقبلنا أحد المهربين، وأخبرنا بأن انطلاقنا نحو الحدود البولندية سيتأخر بضعة أيام لأن الحدود مزدحمة قليلاً».

بعد أيام وصل حمزة وأسرته إلى الحدود البولندية بالفعل؛ على أمل العبور إلى أوروبا. المفاجأة كانت في العدد الضخم من الآملين بعبور الحدود، من الجنسين، ومن مختلف الأعمار والجنسيات، يتجمعون بانتظار فرجٍ ما، في ظل أوضاع صعبة للغاية.

عالقون على الحدود

حاول حمزة، مع عدد كبير من سوريين وغيرهم عبور الحدود، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل بسبب التشديد الأمني الكثيف على الجهة البولندية من الحدود.

وتفاقمت الأزمة على الحدود أمس الثلاثاء، واستخدمت القوات البولندية قنابل الغاز المسيل للدموع «بعد تعرضها للرشق بالحجارة، وإصابة أحد أفرادها إصابة بالغة» وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أ.ف.ب.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الفوضى، مع أصوات إطلاق نيران غزيرة. ويظهر في أحد المقاطع المصورة من الجهة البيلاروسية للحدود شاب يرمي الحجارة في اتجاه الجانب البولندي، وسط دخان كثيف وارتداد طلقات نارية بالأرض.

وقبل ساعات من الآن نشر حرس الحدود البولندي تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر، مرفقة بمقطع فيديو يظهر «تحرك العشرات بالقرب من معبر بروزجي الحدودي، بعدما حزموا أمتعتهم تحت إشراف الخدمات البيلاروسية، ينتقلون إلى مكان غير معروف».

ويعتزم عشرات طالبي اللجوء العودة إلى مخيم عشوائي أقيم في غابة قرب الحدود من الجهة البيلاروسية، في انتظار المجهول. 

لا يزال حمزة عالقاً على الحدود، مع آلاف غيره، ويشرح أن وضعه، وأسرته في غاية السوء، شأن الآخرين، فـ«لا وسيلة لعبور الحدود في أي من الاتجاهين، لا تمكن العودة إلى المدن البيلاروسية، ولا الاستمرار نحو بولندا، ولا أحد يملك شيئاً لفعله سوى الانتظار في مواجهة مصير غامض»، يقول الشاب.

ويضيف: «نحن نتجمد هنا، وقد نموت من قلة الغذاء والبرد إذا طال وقت مكوثنا القسري. فكرت جديّاً في العودة، لكن المهربين الذين أوصلونا إلى الحدود غادروا، وشركة الطيران التي سافرنا عبرها علّقت رحلاتها، ولا نعرف ماذا يمكننا أن نفعل».

واندلعت قبل أيام عراكات بين طالبي اللجوء أنفسهم في صراع على الحطب الذي يشكل حاجة أساسية للبقاء على قيد الحياة لا تقل أهمية عن الطعام والشراب، في ظل البرد القارس في المنطقة.

«أداة» في صراع سياسي 
وبرغم اتخاذ عدد من الدول إجراءات للحد من تدفق المسافرين إلى بيلاروسيا، عبر إيقاف بعض الرحلات الجوية، ومنع المسافرين من جنسيات محددة (منها السورية والعراقية) من السفر إلى تلك الوجهة فإن الأزمة الراهنة على الحدود ما زالت مفتوحة على مزيد من التصعيد والاستغلال السياسي بحسب ما توحي المعطيات.

وتبادلت مينسك ووارسو الاتهامات حول ما وصف بأنه «حرب هجينة» تتفاقم في المنطقة، وسط تصاعد المخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة عسكرية، بعدما أعلنت الخارجية البولندية أن «الجانب البيلاروسي زود بعض اللاجئين بأسلحة».

وأعرب نائب رئيس الوزراء البولندي، ياروسلاف كاتشينسكي، عن قناعة بأن بلاده «لن تواجه حرباً تستخدم فيها التقنيات العسكرية»، لكنه أشار إلى ما وصفه بـ«حرب هجينة اندلعت بالفعل بين بولندا وبيلاروسيا». 

فيما تحدثت الخارجية البولندية عن «مخاوف» من حصول بعض المهاجرين على أسلحة. وقال بافيل جابلونسكي، نائب وزير الخارجية، إن بولندا «تخشى أن يكون المهاجرون على الحدود مع بيلاروسيا مسلحين، ولدينا معلومات، من الشبكات الاجتماعية والمراسلين التي يستخدمها الجانب البيلاروسي للتواصل مع المهاجرين الذين يحضرونهم إلى هناك، عن أن هناك أفكاراً لتسليح بعض المهاجرين بالأسلحة النارية حتى يتمكنوا من مهاجمة حرس الحدود البولندي».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها