× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

البعض لم يسمع بها.. أصداء أزمة الحدود البولندية خافتة في الشارع السوري

حكاياتنا - خبز 19-11-2021

الأزمة المستمرة على الحدود البيلاروسية البولندية ليست الأولى من نوعها في ما يتعلق بمحاولات كثير من السوريين والسوريات شق طريق نحو مستقبل أقل غموضاً مما تعد به الحياة في سوريا. لا تتصدر الأزمة الراهنة قائمة المتابعات والاهتمامات في الشارع السوري، ويختلف الحال تبعاً لمعطيات عديدة، بعض من تحدثنا إليهم لم يسمع بما يحدث أصلاً، والبعض يتابع باهتمام كبير

الصورة: (الحدود البولندية 16 تشرين الثاني / Straż Graniczna - تويتر) 

لم تسمع أم عدنان بما يدور على الحدود البولندية البيلاروسية.

تؤكد السيدة الخمسينية التي تقيم في دمشق أنها تشاهد التلفاز، وتسمع بعض الإذاعات المحلية، ولديها على صفحتها الشخصية في موقع فايسبوك 295 صديقاً وصديقة معظمهم من الأقارب والجيران، وتفتح صفحتها مرة واحدة في اليوم على الأقل. 

تنحدر أم عدنان من إحدى بلدات ريف دمشق، وقد نزحت مع زوجها وابنتها قبل ثمانية سنوات إلى العاصمة، ومنذ نحو عامين تقطن معهما في بيت مُستأجر في أحد الأحياء العشوائية. يعمل زوجها سبّاكاً، وابنتها العشرينية في محل لبيع الملابس النسائية، أما هي فتتولى الاهتمام بسيدة مسنّة. تشرح قائلة: «بروح لعندها كل يوم من الساعة 9 للساعة 4، ما عدا يوم الجمعة». 

لأم عدنان ولدان شابان، أحدهما يقيم في تركيا منذ أربع سنوات، والآخر في ألمانيا منذ ست سنوات، فيما خسرت بكرها الذي قضى في العام 2013 إثر قصف استهدف البلدة، وعلى إثر ذلك حزمت الأسرة أمرها وأوجدت سبيلاً للنزوح. 

وبرغم أن السيدة تعيش حياة عادية، ولديها نشاط يومي، وأسرتها ليست منعزلة لا عن محيطها الاجتماعي، ولا عن التواصل الافتراضي فإن أخبار الحدود البعيدة لم تصل إليها. «الله يتلطف فيهم ويهدي البال» تقول.

يقول حازم الذي يقيم في الشمال السوري: «لم أسمع بأي مما يجري في بيلاروسيا، والحقيقة أنني لم أتوقع وصول السوريين إلى تلك البلاد البعيدة! عموماً أنا أتابع عملي فقط»

ليست أم عدنان حالة نادرة، فمن بين عشرة أشخاص من الجنسين يقيمون في مناطق سيطرة دمشق سألهم «صوت سوري» عن مدى معرفتهم بأحدث أزمات اللجوء أوضحت أربع إجابات عدم معرفة أصحابها بأي شيء يتعلق بالملف. 

في المقابل أفادت ثلاث إجابات باطلاع بسيط على «رؤوس أقلام»، وكشفت إجابتان عن معرفة جيدة، وإجابتان بمواكبة كبيرة، واحدة منهما لشاب ثلاثيني يقيم في اللاذقية، ويرتب أموره منذ شهور لمغادرة البلاد نحو دولة الإمارات بعد أن فتش لسنوات عن فرصة لمغادرة آمنة

وفي العامين الأخيرين على وجه الخصوص تحول السفر إلى خيار وحيد لكثير من السوريين والسوريات، يتساوى في ذلك سكان مناطق سيطرة دمشق بسكان مناطق الإدارة الذاتية، بسكان الشمال، إذ يتشاطر الجميع ظروفاً معيشية صعبة، ومستمرة في التردي مع انعدام فرص العمل، وانخفاض قيمة الأجور في حال توافرت الفرص.

ولا يُعد الأمر مفاجئاً، فمع استمرار تدهور الاقتصاد في سوريا ودول الجوار توقعت إحصاءات واستبيانات أجريت في النصف الأول من العام الحالي أن تلعب العوامل الاقتصادية دوراً أكبر من السابق في زيادة النزوح واللجوء.

تختلف الطرق، والوسائل، والمسارات التي تتضمنها خطط السفر، تبعاً لمعطيات عديدة أهمها مكان السكن الحالي، فلا تزال مصر مثلاً وجهةً مفضّلة لكثير من سكان حلب، وفي الشهور الأخيرة اقتحمت الإمارات بقوة قائمة الوجهات المقصودة من مختلف مناطق سيطرة دمشق، من دون أن يؤثر ذلك على مكانة أوروبا في قوائم الأمنيات، نظراً لما تمثله من «ضمان مستقبلي دائم». بينما تحظى أربيل بمكانة متقدمة في سلم تفضيلات سكان مناطق الإدارة الذاتية، وتبدو تركيا خياراً أساسياً لسكان الشمال، سواء بغية البقاء فيها، أو انتهاز فرصة للسفر عبرها إلى أوروبا، أو على مبدأ «بعدين منشوف».

يتابع هشام باهتمام كبير ما يدور على الحدود البلاروسية البولندية من دون أن يؤثر ذلك على قراره الحسوم بمحاولة إيجاد فرصة للوصول إلى أوروبا، رغم أنه حاول سابقاً العبور من تركيا إلى اليونان وفشل

تحدث «صوت سوري» إلى عدد من المقيمين في مناطق سيطرة المعارضة في الشمال، للاطلاع على آرائهم حول الاوضاع على الحدود البيلاروسية - البولندية.

يقول حازم الإبراهيم، وهو رجل يقيم في مدينة أعزاز بريف حلب ويعمل موظفاً في شركة خاصة: «لم أسمع بأي مما يجري في بيلاروسيا، والحقيقة أنني لم أتوقع وصول السوريين إلى تلك البلاد البعيدة! عموماً أنا أتابع عملي فقط».

وعند سؤالنا له عن احتمال تفكيره بالهجرة عبر هذا الطريق قال: «لا أنوي الهجرة في الوقت الحالي، ولم أفكر سابقاً لأن معظم أفراد عائلتي هنا حيث أقيم، ووضعنا المادي جيد».

من جهته عبد الرزاق الوهوب، وهو نازح من ريف إدلب يعمل في بيع الأواني المستعملة في ريف حلب، قال: «نعم سمعت بما يحدث في بيلاروسيا خلال حديث جرى قبل يومين عند صديق لي كان ينوي السفر إلى تركيا ومنها إلى أوروبا عبر خطوط التهريب».

وأضاف: «من جهتي في حال أتيحت لي الفرصة مع ضمان حدّ أعلى من الأمن والسلامة سأسافر لأنني لا أستطيع العمل هنا بما يتناسب مع العيش الكريم، فأنا أضطر إلى مزاولة العديد من الأعمال لتأمين مصروف أسرتي، ولا أتوقع أن تكون هناك عودة قريبة إلى مدينتنا».

وأوضح: «لكن فعلياً الظرف الراهن على الحدود السورية - التركية لا تساعد على العبور، فالتشديد كبير، والمال الذي يدفع للمهربين الصغار يذهب سدى، وفي حال تعاملت مع الكبار فإنك تحتاج مبلغاً يتراوح بين 2000 و3000 دولار. لا أتوقع أنني سأستطيع السفر لأنني فعلياً لا أملك كل هذا المال».

من بين عشرة أشخاص من الجنسين يقيمون في مناطق سيطرة دمشق سألهم «صوت سوري» عن مدى معرفتهم بأحدث أزمات اللجوء أوضحت أربع إجابات عدم معرفة أصحابها بأي شيء يتعلق بالملف، وتنوعت بقية الإجابات بين معرفة سطحية، ومواكبة دقيقة

بدوره؛ يقول هشام الياسين، وهو شاب عازب يقيم في ريف حلب الشمالي: «أتابع عن كثب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التطورات التي تجري على الحدود البولندية. لي محاولات عديدة في عبور الحدود إلى تركيا، ومحاولة فاشلة للوصول إلى اليونان، عدت بعدها إلى تركيا فالشمال السوري».

ويضيف: «سأحاول العبور من جديد في أقرب فرصة، لأن العيش هنا لم يعد يطاق، والمستقبل غامض، ولا يمكن أن تبني عليه أحلامك وطموحاتك، لذلك أفكر دائماً في الهجرة، وحين تسنح لي الفرصة فلن أوفرها على الإطلاق».

أما نور وهو اسم مستعار لفتاة كانت تفكر في الهجرة مع أسرتها إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، فقد علّقت الفكرة حالياً لتعيد التفكير فيها لاحقاً، خشية من تعرضها واسرتها إلى ظروف قاسية تشبه ما تتابعه باهتمام من أحوال العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية.

واعتبرت الشابة أن ما يجري يهدف إلى «وأد محاولات السوريين الهجرة، مع أنهم يطالبون فقط بمكان آمن لأسرهم لم يستطيعوا الحصول عليه في بلادهم، ولذلك هم يلجؤون إلى الدول الأوروبية، وليس محبةً بها».

أُعد هذا التقرير بمساهمة من جورجي بحري،وأكثم صبر الزمان


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها