× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

أزمة جوازات السفر «تجارة مربحة» في دمشق: وساطات ورشى وسماسرة

حكاياتنا - خبز 15-01-2022

في بداية شهر تموز/يوليو من العام الماضي عادت مشكلة تأخر إصدار جوازات السفر في مناطق سيطرة دمشق إلى التفاقم من جديد. وبرغم الحديث الحكومي عن انفراجات للأزمة في العاصمة وغيرها من المدن السوريَّة، فإنَّ الطوابير لا تزال في تزايد مستمر، فيما تُفتح الأبواب بشكل سحري أمامك بمجرد الاستعانة بأحد السماسرة و«دفع المعلوم»

الصور: (صوت سوري)

يعاني السوريون والسوريات في مناطق سيطرة دمشق منذ أشهر عديدة صعوبات هائلة في الحصول على جوازات السفر. وبرغم تتالي الوعود التي أطلقها وزير الداخلية بحلول وشيكة للأزمة، فإن شيئاً لم يتغير. 

وكانت وكالة سانا قد نقلت قبل شهور عن وزير الداخلية محمد الرحمون قوله إنَّ «مشكلة التأخر في إصدار جوازات السفر تعود لأسباب فنية بحتة تم التغلب عليها»، ووعد حينها بأنَّ «المشكلة ستحل بشكل كامل اعتباراً من 20 من شهر آب/أغسطس (الماضي)»، لكنها لم تحل حتى تاريخه. 

وعاد الرحمون في منتصف أيلول / سبتمبر ليعد بحل نهائي مع نهاية ذلك الشهر. وقبل نهايته بأيام قليلة ظهر الرحمون عبر شاشة القناة الفضائية السورية لـ«يعتذر» عن عدم حل المشكلة في الموعد المحدد لـ«أسباب تقنية وخارجة عن إرادة الوزارة»، ويؤكد على أن «المشكلة عولجت، ولن تكون هنالك مستقبلاً أي مشكلة من هذا النوع، وسيمنح الجواز العادي خلال 10 أيام، والمستعجل خلال 24 ساعة». 

قبل أيام جال «صوت سوري» في منطقة البرامكة وسط دمشق حيث مبنى «الهجرة والجوازات»، والتقى عدداً من المنتظرين وسط الطوابير الطويلة. 

انتظار أو سمسار

يقول إياد، وهو شاب ثلاثيني التقيناه أثناء وقوفه أمام فرع الهجرة والجوازات: «منذ حوالى أسبوع وأنا أنتظر يومياً هنا من دون جدوى، وسط تزايد أعداد الناس يوماً بعد آخر». 

ويضيف موضحاً أنَّ وضع البلاد الاقتصادي المتردي دفعه إلى البحث عن وسيلة للسفر بحثاً عن فرصة عمل تناسب شهادته الجامعية، وخبراته. 
أنجز إياد المعاملة اللازمة، وقدّم الأوراق المطلوبة للحصول على الجواز منذ ما يقارب شهراً، إلا أنَّه لم يحصل عليه حتى اليوم بحجة الضغط الكبير على استصدار جوازات السفر، وفقاً لما أخبره أحد موظفي الهجرة والجوازات، الذي طلب منه المراجعة الأسبوعية. 

يقول الرجل: «وضعي أفضل من غيري، فأنا أكملت كل الإجراءات المتعلقة بالبصمة والتواقيع اللازمة داخل مبنى الهجرة، فيما هناك الكثير من المنتظرين لإجراء تلك الخطوات في رحلة الحصول على الجواز». 

يجد إياد نفسه مضطراً للانتظار في الطوابير لعدم قدرته على دفع الرشى، فيما يلجأ البعض إلى سماسرة، وموظفين في «الهجرة والجوازات» للحصول على جوازه بأقل وقت ممكن، وبتكلفة عالية. 

ريبال رجل في العقد الرابع من عمره، دفع 700 ألف ليرة (نحو 200 دولار) لأحد السماسرة كي يحصل على جواز سفره. 

يقول: «ذهبت إلى الهجرة والجوازات كي أحصل على جواز فصعقت من كثرة الناس أمام المبنى».  

ويضيف: «عندها بدأت البحث، ووصلت إلى شخص (سمسار) أخذني جانباً وقال لي: "بأسبوع واحد بطالعلك جوازك بس بدك تدفع"، وهو ما حصل فعلاً». 

أما مصطفى، وهو شاب في الخامسة والعشرين من عمره، فقد قرر أخيراً دفع رشوة على أمل الحصول على الجواز، بعد أن فقد الأمل من نجاح محاولاته المتكررة لقدم بطلب للحصول على جوازه بصفة «مستعجل» من خلال التسجيل على المنصة الإلكترونية المخصصة لذلك. 

يقول مصطفى إنَّ «حجز دور إلكتروني اختراع حكومي فظيع لكنه لا يعمل، والنتيجة دوماً: عذراً لا يوجد مواعيد متاحة حالياً». 

يوضح الشاب أنَّه سمع أنّ «الموقع يعمل فقط عند الساعة 9 صباحاً لدقائق معدودة بعدين بيسكر»، جرب ذلك لكنه لم يستفد. 

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عن إنشاء نافذة جديدة عبر موقعها تتيح إمكانية حجز موعد إلكتروني للحصول على الجواز بتاريخ محدد. وأنَّ «الهدف من هذه الخدمة تبسيط إجراءات الحصول على الخدمات، وتخفيف الأعباء عن المواطنين».

وارتفعت كلفة استصدار جواز السفر المستعجل إلى 100 ألف ليرة سورية، بعد أن كانت 35 ألف ليرة فقط، على أن يُسلّم خلال ثلاثة أيام، شرط الحصول على موافقة وتقديم تذكرة السفر.

أما كلفة جواز السفر غير المستعجل فارتفعت إلى 50 ألف ليرة سورية، بعد أن كانت 15 ألف ليرة، إضافة إلى زيادة الزمن اللازم للتسليم من 10 أيام إلى ثلاثة أسابيع.

في الخارج واقع مشابه

لا يختلف ما يحدث داخل سوريا من تعقيد وفساد عما يحدث في كثير من القنصليات والسفارات السورية في الخارج. 

على سبيل المثال تُلزم سفارة سوريا في الإمارات من يريد تجديد أو استصدار جواز سفر بكتابة تعهد بأنَّ «السفارة غير مسؤولة عن التأخر في تسليم الجواز»، بحسب إفادة صالح المقيم في دبي منذ نحو عشر سنوات. 

يقول صالح: «ذهبت إلى السفارة لاستصدار جواز سفر لابني، أخبرني الموظف بأنَّ تكلفة الجواز المستعجل 800 دولار أميركي ومدة الحصول عليه شهر، أما الحصول على الجواز العادي فيستغرق ثلاثة أشهر مقابل 300 دولار». 

ويضيف أن الموظف طلب منه ترك جوازه مع معاملة جواز ابنه إلى حين أنجازها، وأنه في حال اضطراره لأخذ جوازه ستُعتبر المعاملة لاغية. 

أزمة مفتعلة؟

تؤكد مصادر من داخل إدارة الهجرة والجوازات لــ «صوت سوري» أنَّ «أزمة الجوازات ليست بسبب نقص الورق، وإنما تكمن في استغلال مدير إدارة الهجرة والجوازات في دمشق الأزمة لكسب المال».

وبحسب المصادر فإن «إصدار جواز السفر أو تجديده لا يلزمه أكثر من نصف ساعة في حال كانت أوراق صاحب الطلب كاملة وصحيحة». 


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها