× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

حلويات العيد في إدلب.. أكثر من مجرد ضيافة

حكاياتنا - خبز 11-04-2024

تشكل المناسبات فرصة لملاحظة الغنى والتنوع الذي أضفاه أبناء مختلف المحافظات السورية على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في إدلب، خاصة بعدما بات هؤلاء يشكلون نسبة كبيرة من سكان المحافظة. أحدث هذه المناسبات عيد الفطر الحالي.

بفرحة غامرة، تتحدث أم إبراهيم (55 عاماً) عن نجاحها في تحضير كعك العيد على الطريقة الإدلبية، بعد أن أعجبت برائحته المميزة ونكهاته المتعددة التي لم تتذوق شبيهاً لها في أطباق الحلويات الدمشقية، وتشتهر به إدلب ضيافةً أساسية في العيد. 

بعد تهجيرها نحو إدلب من مدينة داريا غربي دمشق نهاية العام 2016، تذوّقت أم إبراهيم الأقراص المقرمشة من كعك العيد الشهير في محافظة إدلب، و«يُصنع بزيت الزيتون خلافاً للحلويات الدمشقية التي تعتمد على السمن العربي، أو النباتي المُنكّه بالسمن الحيواني، كما تدخل فيه المُطيّبات كالقرفة والفليفلة الحارة والشمرة»، وحاولت صنعه مراراً، إلى أن نجحت بعد أن زوّدتها جارتها الإدلبية بالمقادير الصحيحة، وأطلعتها على أسرار طريقة العجن والخَبز.

أما أم زياد (34 عاماً)، وهي سيدة من جبل الزاوية، فأعجبت بالمعمول الدمشقي المحشو بالعجوة، والمصنوع بالسمن بدل الزيت، ما «يُكسبه مذاقاً مختلفاً عن كعك العيد الإدلبي». في العيد الحالي، تقدم أم زياد أطباق المعمول بالعجوة إلى جانب الكعك التقليدي لضيوفها، و«جميع الجارات أحببن هذا المعمول» الذي صنعته بيديها.

اعرفـ/ي المزيد عن الحلويات السوريّة الشهيّة عبر الاستماع إلى بودكاست «سفرة دايمة»

يتناول سكان إدلب أنواع الحلويات الدمشقية المختلفة بإعجاب بالغ، وتتوزع محال الكنافة النابلسية والمدلوقة والحلو العربي بأنواعه (مبرومة، بلورية، بقلاوة) في عدد كبير من المدن والقرى، إلى جانب محال تحضير وبيع الشعيبيات الإدلبية الذائعة الصيت. 

كانت تشكيلة الحلويات هذا الموسم مختلفة في محل أحمد الحاج حمدو للشعيبيات. فعلاوة على هذه الحلوى الفاخرة، وكعك العيد بنكهاته المختلفة، حضّر الحاج حمدو شعيبيات المد (وهي نوع من الحلوى الرمضانية) بشكل يشبه النمورة الشامية، بعد حشوها بالقشطة والقريشة.

يقول الحاج حمدو إن «الزبائن، لا سيما غير الإدلبيين أقبلوا على شراء هذه الأكلة لأنها تذكرهم بالنمورة الدمشقية المكونة من رقائق العجين وتتوسطها القشطة، وهذه النمورة غير معروفة في إدلب بهذا الشكل بل تُحضر عادة من السميد الناعم».  

إلى جانب هذا الصنف حرص الحاج حمدو على تحضير المعمول بالعجوة، «بتنا نصنعه لجذب انتباه سكان باقي المحافظات، وهناك أيضاً زبائن إدلبيون يشترونه بكميات معقولة»، يقول.

ويعكس هذا التنوع في حلويات العيد حالة من الاندماج بين مختلف سكان المحافظات الذين يقيمون في إدلب، ويطيب لبعض السكان هنا القول دائماً إن «إدلب تحولت إلى سوريا مُصغّرة»، بفضل تشكيلة واسعة من أبناء مختلف المحافظات السورية، ما يضفي عليها أجواء جديدة في المواسم المختلفة.

يقول محمد (32 عاماً) وهو من معرة مصرين إن مدينته تعج بآلاف المهجرين من دمشق وريفها وحمص وحماة، و«قد عمل هؤلاء المهجرون على إطلاق استثمارات صغيرة ومتوسطة في المدينة ومن بينها صناعة الحلويات، التي تتميز بتنوع أصنافها وفقاً للمحافظات المختلفة»، الأمر الذي أكسب المدينة غنى وتنوعاً لافتاً.


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها