× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

معارض الحِرَفيات بحلب: دعم الراغبات؟ أم استعراض ومحسوبيات؟!

حكاياتنا - خبز 02-05-2024

فرضت الظروف التي عاشتها البلاد تغيراً في نمطية تفكير كثير من الأسر الحلبية التي لم تكن تتقبل فكرة عمل المرأة وخاصة في المناطق الشعبية، قبل أن تنقلب هذه الحال إلى حدّ أن معظم المعارض التي تُنظم في حلب راهناً يغلب عليها الطابع النسائي. غير أن هذه المعارض تتعرض لانتقادات واتهامات

تحرص أسماء شيخ درويش (27 عاماً) على المشاركة في أغلب المعارض التي تُنظم في مدينة حلب في المُدة الأخيرة بوتيرة متزايدة، وتحت عنوان عريض هو «دعم المرأة المنتجة».

تقول أسماء: «المعارض نافذة تسويقية جيدة، وأطمح عبر مشاركاتي المستمرة إلى التعريف بمنتجاتي اليدوية، خاصة أنني غير قادرة على استئجار محل لعرضها». 

تحدّت أسماء إصابتها بالعمى منذ صغرها، فواصلت دراستها، وتعلمت صناعة السلال، المهنة التي تجد نفسها فيها كما تقول، وتطمح إلى تأسيس مشروعها الخاص، لكنه بحاجة دعم مالي غير متاح، لذا تجد ضالتها في المعارض وصفحة أنشأتها على موقع «فايسبوك» للترويج لمنتجاتها.

أما هلا صيرفي، فهي موظفة، وعلاوة على ذلك تعمل وزوجها في مجال صناعة الإكسسوار. تشارك هلا بدورها في تلك المعارض، فتجد فيها وسيلة نافعة لتسويق منتجاتها، لكنها تنتقد غلاء أجور المشاركة. تقول: «تصل أجرة المشاركة في بعض المعارض إلى 600 ألف ليرة، بينما سعر أغلى قطعة أعرضها لا يتجاوز 75 ألف ليرة».

تحول أسباب عديدة دون توسيع مشروع هلا، من ارتفاع أسعار المواد الأولية، إلى زيادة تكاليف الكهرباء واشتراكات المولّدة (الأمبير)، لذا تفضل حالياً الاقتصار على المشاركة في بعض المعارض، فضلاً عن تسويق منتجاتها في وسطها المهني والاجتماعي.

توافق سوسن دوغان على أهمية المعارض بوصفها نافذة تسويقية. تدير سوسن مبادرة اسمها «أنا موجودة»، كانت قد أطلقتها بهدف دعم النساء ذوات الاحتياجات الخاصة، وهي تتفق مع معظم السيدات اللواتي تحدثنا إليهن حول غلاء أجور المشاركة في المعارض، وتطالب بإقامة معارض مجانية تراعي ظروف السيدات الراغبات في تأسيس مشاريعهن الخاصة.  

قيود غريبة

فرضت الحرب وتداعياتها القاسية، فضلاً عن الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة حلب العام الماضي، تغيراً في نمطية تفكير كثير من الأسر الحلبية التي لم تكن تتقبل فكرة عمل المرأة وخاصة في المناطق الشعبية، قبل أن تنقلب هذه الحال إلى حدّ أن معظم المعارض التي تُنظم في حلب راهناً يغلب عليها الطابع النسائي. أمرٌ تجده بعض الآراء «إيجابيّاً» إذ «يشجع عمل المرأة ويدعم الراغبات في تأسيس أو تطوير مشاريعهن الخاصة».

تستغرب هناء تحديد أعمار معيّنة للنساء المقبولات في بعض الدورات والفعاليات، وتقول: «هل يجب أن نموت مثلاً بعد عمر الأربعين؟»

فيما تعتقد آراء أخرى أن هذه المعارض تكرر نفسها وخاصة مع تكرار مشاركة الوجوه ذاتها. واحدة من أصحاب تلك الآراء هي المهندسة جيهان السمان مديرة مركز «حبات اللؤلؤ» الخيري. تقول جيهان: «أسعار المشاركة في المعارض وخاصة تلك المنظمة في الفنادق تجعلها حكراً على نساء محددات، لذا تتكرر الأسماء ذاتها»، وتعتقد أن الأمر يرتبط بـ «علاقات شخصية ومحسوبيات».

تضيف: «المناطق الشعبية أكثر المناطق التي تحتاج إلى تنمية، لأن أغلب النساء فيها متوسطات التعليم أو أميات، ما يستوجبُ الانفتاح عليهنّ، ودعم مشاريعهن، (عبر) قروض ميسرة بلا ضمانات ثقيلة كالمنزل والذهب، والاكتفاء بضمانة المشروع ذاته، مع تأمين مكان واسع بأجور قليلة في أي منطقة بحلب لعرض منتجاتهن وبيعها بأسعار مقبولة». وتشير إلى ضرورة إلغاء شرط العمر عند تنظيم الفعاليات الاقتصادية والجمعيات والمنظمات المحلية والدولية دورات تقنية وتسويقية، إذ عادة ما يُشترط ألا يتجاوز سنّ المشاركة 35 عاماً، و«كأن النساء فوق هذا العمر غير قادرات على العمل!». 

شرط السنّ هذا يُشكل عائقاً يحول بين هناء شوا، وبين طموحها وتأسيس مشروعها الخاص، كما تقول. تقول السيدة، وهي أرملة عمرها 40 عاماً: «هل يجب أن نموت مثلاً بعد عمر الأربعين؟ كل ما أطلبه دعم محدود لتطوير قدراتي في مجال التسويق، لماذا يشترطون أعماراً محدّدة لمثل هذه الدورات؟». تؤكد هناء أن «النساء في المناطق الشعبية لا يطلبن المشاركة في المعارض الفخمة، المطلوب فقط منفذ تسويقي بمساحات واسعة في مكان عام يضم أكبر عدد من النساء الطامحات إلى تحسين ظروف حياتهن. هل تحقيق هذا الأمر صعب حقاً؟!».

المعاناة ذاتها تُثقل على قمر درويش، وهي سيدة أربعينية تُعيل منذ طلاقها نفسها وابنتها. تشرح قائلة: «لم أستطع شراء آلة خياطة لتأسيس مشروعي، وغلاء المواد الأولية فاق كل تصور، لذا جل ما أطلبه مساحة واسعة اتشاركها مع زميلاتي الحرفيات في المناطق الشعبية للحصول على دخل معقول، فلا حاجة لنا في المعارض المكلفة غير المتاحة أصلاً للنساء الفقيرات».

لا شرط على العمر إلا في «الحاضنات»

لا توافق رئيسة لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة حلب لينا أشرفية على أن «معارض الغرفة حكر على أسماء معينة أو تدخل فيها المحسوبيات»،

تؤكد أن الغرفة «تدعم كل السيدات الراغبات بتطوير أنفسهن، المعارض التي ننظمها تقام كل عام بالتزامن مع أعياد الأم والمرأة والمعلم، الجميع يعلم توقيتها ويمكن التقدم للمشاركة فيها، لكن أحياناً يفرض الإقبال الكبير الاكتفاءَ بعدد معين تجنباً للفوضى، وخاصة أن المشاركة تكون مجانية أو بأسعار رمزية خلافاً لمعارض أخرى».

تقول أشرفية إن حلب «لم تعد هي العاصمة الاقتصادية للأسف، نتيجة ضغوط كثيرة تسببت في إغلاق منشآت صناعية عديدة، وهذا الواقع قلّل فرص السيدات في فتح مشاريع تجارية أو حتى استئجار محال لعرض المنتجات»، وتضيف: «نستقطب أي سيدة طامحة لدخول سوق العمل وترغب في تطوير مهاراتها عند تنظيم أي دورة تدريبية في مختلف المجالات دون اشتراط عمر معين، تُشارك فتيات في العشرين وسيدات في الستين».

تستدرك موضحة: «أحياناً يشترط سن معين في مشاريع حاضنات الأعمال، فتقتصر هذه على الشرائح الشابة التي يُقدم أفرادها مشاريع نوعية، فتُنتقى مشاريع من بينها وتُدعم بمنح مالية بعد خضوعها إلى تقييمات من اللجنة المعنية».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها