× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

في ريف حلب الشمالي.. «مقبرةٌ» تُطيل أعمار السّيارات!

حكاياتنا - خبز 05-05-2024

يفضّل من يعانون أوضاعاً صعبة في الشمال السوري شراء قطع مستعملة لسياراتهم، لأنّ تصليح السيارة وفقاً لأسعار القطع الجديدة قد يفوق سعر السيارة نفسها! ويجد كثرٌ ضالّتهم في «مقبرة» محليّة للسيارات التالفة، تُسمى محليّاً «مذبحة»

يتجوّل أحمد طنّوز، صاحب ورشة الوليد لقطع تبديل مستعملة، في مكان يشبه «مذبحة سيارات»، وهي تسمية متعارف عليها بين معلمي ورش تصليح محلية في ريف حلب الشمالي، فيما التسمية المتداولة عالمياً «مقبرة السيارات». 

يبحث الرجل عن قطعة سِلندر لمحرك سيارة مرسيدس 1998، بعدما تلِفَ نتيجة خلط الزيت بالماء وسوء نوع المازوت الذي يستخدمه صاحب السيارة.

يقصد ورشةَ الوليد في قرية كفر كلبين الواقعة جنوب شرقي مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، معلمو ورش تصليح متنوعة وأصحاب سيارات قديمة، بحثاً عن قطع مستعملة لسياراتهم بأسعار لا تصل إلى نصف قيمة الجديدة في حال توافرها.

يتركز عمل طنّوز، المكنّى بأبي علي، في شراء سيارات مستعملة تعرضت لحوادث سير، أو متضرّرة جرّاء القصف وتلف جسمها الخارجي، فيفك قطعها وكلّ منها تذهب إلى مكانه، فالقطعة التي تُمكن الاستفادة منها تنظّف وتجهّز وتعرض للبيع، والتالفة يبيعها لورش إعادة تدوير الألمنيوم والحديد.

يقول أبو علي: «معظم السيارات المصنوعة بين 1990 و2004 في منطقتنا يواجه أصحابها مشكلة في أسعار قطعها الجديدة حال توافرها، ما يزيد تكلفة إصلاحها، الأمر الذي يدفعهم إلى شراء قطع مستعملة تراوح أسعارها بين 300 -1000 دولار أميركي ويمكنها تخفيف أعباء التصليح التي قد تصل إلى ثمن السيارة، فالأنواع الأحدث أو التي تكون قطعها جيدة يراوح سعرها بين 1500 - 3000 دولار».

ويشرح أنّ السيارات التي يشتريها لـ«الفرط» تراوح أسعارها بين 200 - 500 دولار أميركي، ومعظمها تالفة مستهلكة، فيما يستطيع شراء سيارات خاصة أو حكومية تالفة عبر تقدمه إلى مناقصات لشراء كمية من السيارات.

يرى الرجل، ومن مثله، أنّ مهنته وفّرت فرص عمل لعدد من الشباب العاملين معه إضافة إلى إيجاد حل لاستهلاك قطع السيارات والاستفادة من السيارات التالفة التي تشكل خطراً على البيئة وفق تعبيره.

أسباب التلف

على بعد أمتار من موقع ورشة الوليد، تقع ورشة سيارات يملكها ياسر جبران الذي ينحدر من بلدة كفر كلبين. يقول: «تصريف سيارات من نوع قديم صعب في المنطقة، ووجودها يسبب مشكلة، ولذلك من الضروري توافر ورش مماثلة لإعادة تدوير قطع السيارات وتوفيرها بأسعار جيدة».

يضيف جبران: «نوعية المازوت المكرر محلياً لا تخضع لتقنيات التصفية العالمية، وتتسبب في تلف قطع المحرك بمختلف أنواعها، إضافةً إلى الطرقات الرديئة التي تسهم في تلف جسم السيارات».

من المتضرّرين مصطفى قدور، وهو مالك سيارة مرسيدس من التسعينيات، يشرح قصته قائلاً: «بحثت عن رادياتور خاص بمحرك سيارتي في السوق ووجدت جديداً لكن بسعر مرتفع جداً يبلغ نحو 95 دولاراً، وحتى في حال قررت شراءه يظل احتمال إصابته بالأعطال قائماً».

وجد الرجل ضالته لدى ورشة الوليد من خلال شراء «رادياتور» بسعر لا يتجاوز 30 دولاراً، ما خفّف أعباء التكلفة عليه، ولا سيّما أنّ سيارته قديمة وسعرها لا يتجاوز 800 دولار بالحد الأقصى.

تدخل مناطق شمال غربي سوريا سيارات أوروبية مستعملة عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا منذ نهاية 2020، بعدما أفسحت الأخيرة للتجار السوريين استيراد السيارات الأوروبية الكاملة أو «القصّات»، مع قطع التبديل عبر أراضيها.

وحقّقت السيارات الأوروبية بمختلف أنواعها انتشاراً واسعاً في شمال غربي سوريا بسبب أسعارها الرخيصة مقارنةً مع السيارات السورية المجمركة عبر حكومة دمشق، وباتت تصدر إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمالي شرق سوريا.

تدخل مناطق شمال غربي سوريا سيارات أوروبية مستعملة عبر معبر باب الهوى مع تركيا منذ نهاية 2020

يقول صاحب مكتب الأسمر لتجارة السيارات في بلدة كفرة بريف حلب الشمالي محمد الحسن: «انخفضت أسعار السيارات الأوروبية بعدما منعت الإدارة الذاتية إدخال السيارات التي يكون تاريخ إصدارها قبل 2014، وهو ما تسبب في ركود السوق».

يضيف الحسن: «بعدما كانت أسعار الأوروبية تراوح بين أربعة آلاف وخمسة آلاف دولار خلال 2023، باتت اليوم تراوح بين 2500 - 3500، وهذا فارق كبير، في حين أن أسعار سيارات القصة وغيرها تنخفض وصولاً إلى 1500 دولار».

يوضح الرجل أنّ أبرز السيارات الأوروبية التي يجري استيرادها من أنواع: «سانتافيه، سي إم، دي إم، كيا سبورتاج، كيا ريو، كيا سيرانتو، توسان، شفركورز»، ويراوح تاريخ صنع معظمها بين 2000 - 2021، ومعظمها يدخل من معبر باب الهوى الحدودي.

مع ذلك، تزيد البنية التحتية المهترئة مثل الشوارع والطرقات الواصلة بين المناطق تضرر السيارات في ريف حلب الشمالي، وهو ما يسهم في استهلاك عمر السيارة خلال وقت قصير، لتصير في «مذابح السيارات» قطعاً تفيد في إعادة إحياء السيارات مجدداً بتكاليف خفيفة على الأهالي.
 


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها