× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

قهوةٌ طازجة منذ عقود.. «كولجان» وجهة مفضّلة في القامشلي

حكاياتنا - خبز 30-05-2024

تتوسط محمصة بن صغيرة لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار إحدى العبّارات الشعبية المتناثرة ضمن السوق الرئيسة في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، وتجتذب رائحة البن المنبعثة منها المارة هناك على امتداد ساعات النهار.

اعتادت شادية منذ عقود شراء البن من محمصة كولجان، إحدى أقدم وأشهر محامص البن في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا. فمنذ افتتاحها قبل أكثر من ثلاثين عاماً، لا تزال «كولجان» وجهة مفضلة لكثير من سكان المدينة، والقرى والبلدات المجاورة بفضل جودة ولذة مختلف صنوف البنّ فيها، رغم الإمكانات والتجهيزات البسيطة التي تقتصر على آلة تحميص متوسطة الحجم، وثلاث آلات طحن صغيرة.

ظروف الحرب التي تعيشها البلاد حتى اليوم لم تمنع متين كوزا وابنه صبري متين من الاستمرار في حيازة ثقة الزبائن، والحفاظ على السمعة الطيبة التي نالتها المحمصة.

يخبرنا صبري البالغ من العمر 42 عاماً عن البدايات التي مهّدت لتأسيس المحمصة، إذ كان العمل يقوم على جلب البن المطحون جاهزاً من مدينة حلب، وبيعه للزبائن في القامشلي. بعدها قرر والده الذي عشق هذه «الصنعة» تطوير العمل، فاشترى محمصة بنّ صغيرة من حلب صيف العام 1991 وبدأ هو وصبري الذي كان وقتها طفلاً بإعداد خلطات خاصة من مختلف صنوف القهوة فلاقت استحسان الزبائن، ولا يزالون يقبلون عليها حتى اليوم.

يؤكد الرجل الأربعيني أن «عملية التحميص هي التي تنتج النكهة المميزة للقهوة»، وأنه يسوّق منتجات المحمصة إلى جميع مناطق شمال شرقي سوريا، «بالمفرّق والجملة».

تقول شادية حسين عمر، وهي سيدة تبلغ من العمر 54 عاماً تنحدر من مدينة القحطانية (تربه سبية) بريف مدينة القامشلي أنها تقصد «كلجان» منذ تأسيسها، وتُفضل «البن الأشقر» الذي تشتريه منها على الأنواع الأخرى المعلبة الجاهزة التي تباع في السوق،.

تؤكد شادية أنها لا تشتري هذه القهوة لنفسها فقط، بل ولإخوتها وأخواتها الذين يتوزعون على الحسكة، والمالكية، ورميلان.

أما شريف محمد أمين البالغ من العمر 50 عاماً، فبدأ يتردد على المحمصة منذ خمسة أعوام، بعد وفاة والده الذي كان يواظب عليها لشراء احتياجات منزله ومحله التجاري من البن وذلك لـ«سعره المناسب وجودته، والمعاملة الحسنة».


  

يشرح صبري أن أهم الأسباب التي منعته ووالده من تطوير المحمصة وتوسيع نطاق العمل، هو «عدم توافر اليد العاملة التي تتقن المهنة»، فضلاً عن صعوبة في تأمين المواد الأولية التي باتا يستوردانها من مدينة ميرسين في تركيا عبر تجار وسطاء في إقليم كردستان العراق، وهذا يزيد التكلفة، علاوة على تراجع الجودة نتيجة سوء التخزين والشحن في بعض الأحيان، ما يترك البضائع عرضةً لظروف المناخ وخاصة الرطوبة.

كما يضطر صبري ووالده إلى استيراد كميات كبيرة من المواد الأولية بسبب التخوف من إغلاق المعبر الحدودي («سيمالكا» من الجانب السوري، و«فيش خابور» من جانب إقليم كردستان العراق)، ما يزيد أعباء التخزين عليهما. كذلك؛ يواجهان في كثير من الأحيان صعوبة في تأمين الغاز اللازم لتشغيل المحمصة.

تتنوّع صنوف البن التي تستوردها «كولجان» فتشمل البرازيلي والكولومبي اللذين يُطحنان بما يناسب القهوة العادية (المغليّة)، إضافة إلى الفيتنامي والهندي اللذين يُطحنان للاستخدام في إعداد قهوة «الإسبريسو» وفق ما يشرح صبري، مشيراً إلى أن «البرازيلي أكثر اقبالاً للذة طعمه وسعره المناسب الذي يراوح بين 130 - 150 ألف ليرة سورية للكيلو غرام الواحد».

في هذا العام يُلاحظ «تزايد الإقبال على الفيتنامي والهندي، حتى أن أسعارهما صارت قريبة من البرازيلي تبعاً لقوانين العرض والطلب»، وبشكل عام «تتسم أسعار البن بعدم الثبات في الأسواق العالمية التي تشهد تغيراتٍ مستمرة».

في الوقت الحالي يبلغ سعر الطن الواحد من البن الخام البرازيلي 4200 دولاراً أميركياً بعد أن كان 5000 دولار سابقاً، فيما الكولومبي وصل 6000 دولار بعد أن كان بـ 5000، أما أسعار الفيتنامي والهندي فنحو 2700 دولار.