× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

الثروة الحيوانية في سهل الغاب: نزف مستمر

حكاياتنا - خبز 06-03-2021

يعاني قطاع الثروة الحيوانية في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غرب سوريا، تراجعاً كبيراً في أعداد الماشية، خاصة في المناطق القريبة من خطوط النار، كما هو الحال في مناطق سهل الغاب غربي محافظة حماة

تشتهر قرى وبلدات سهل الغاب، غربي محافظة حماة، بتربية المواشي من أغنام وماعز وأبقار وغيرها، إلا أن العمليات العسكرية المتتابعة التي شهدتها المنطقة انعكست بشكلٍ كبير على واقع الثروة الحيوانية فيها، وأجبرت العشرات على العزوف عن تربيتها. 

عبد السلام السالم، من سكان سهل الغاب، يشرح لـ«صوت سوري» قائلاً: «قبل نحو عام ونصف العام، كنت أملك ما يقارب 100 رأس من الأغنام والماعز، وكانت هذه مهنتي الوحيدة في هذه الحياة، ورثتها عن والدي، لكنني اضطررت قبل قرابة العام إلى بيعها بالكامل، بعد تعرض المنطقة للقصف المكثف، واشتعال المعارك وتغير خرائط السيطرة فيها». 

أما حمادين القاسم، فقد باع ثلثي أغنامه لتغطية مصاريف منزله، ولشراء أعلاف للثلث المتبقي عنده، بعد نزوحه إلى قرى منطقة حارم الحدودية. 

هذه ليست مجرد حالة فردية عابرة، فقد اضطر كثير من المربين في المنطقة، إلى بيع قسم كبير من مواشيهم لتغطية مصاريف باهظة للتغذية الجافة، في ظل قلة المساحات المخصصة للرعي، علاوة على نزوح قسم منهم إلى الجبال المكتظة بالمخيمات التي لا يمكن الرعي فيها.

يقول القاسم «منطقة حارم تشتهر بزراعة الأشجار بأنواعها، ولا توجد فيها أماكن صالحة للرعي، الحل البديل هو شراء الأعلاف، يصل سعر الكيلو غرام الواحد من الشعير إلى 750 ليرة سورية، والكيلوغرام الواحد من التبن إلى 550 ليرة». ويضيف «باتت مهنة تربية الأغنام في الآونة الأخيرة مهنة خاسرة بكل ما تعنيه الكلمة». 

خلال شهور قليلة بلغت خسائر المواشي في منطقة سهل الغاب قرابة 70 % من أعدادها التقديرية الكلية، ولا يزال الانحدار مستمراً

خسر مهدي الخلف، عشرات الأغنام بسبب القصف.

يوضح الخلف، وهو من سكان ناحية الزيارة في سهل الغاب، أن قطيعه أصيب بالقصف مرات عديدة، ما أدى إلى نفوق 75 رأساً من أغنامه، ليجد نفسه مضطراً إلى بيع ما تبقى لديه، والنزوح إلى مخيمات أطمة، شمالي إدلب. 

يقول الخلف «بعد بيع الأغنام أصبحت بلا عمل، واضطررت إلى إرسال أربعة من أولادي للعمل في تركيا وتغطية مصاريف عائلتي المؤلفة من 15 شخصاً. في المخيمات لا يوجد عمل يمكن من خلاله تأمين الدخل».

القصف والمعارك التي اندلعت مطلع العام الفائت في المنطقة، أجبرا جميل العطية، على النزوح إلى منطقة أطمة، مصطحباً معه أربع بقرات كانت مصدر رزقه. لاحقاً، اضطر الرجل إلى بيع ثلاث أبقار لعدم توافر حظيرة تؤويها، ولا أماكن للرعي. 

المهندس والباحث الزراعي، أنس أبو طربوش، الذي كان «مدير زراعة حماة الحرة»، يؤكد أن منطقة سهل الغاب شهدت تراجعاً كبير في الزراعة، وتدهوراً في قطاع الثروة الحيوانية.

يقول أبو طربوش، لـ«صوت سوري» إن «حالة عدم الاستقرار التي يعيشها سكان المنطقة هي العامل الأساسي في عزوف العشرات عن تربية الماشية، إذ تعاني المنطقة شللاً في حركة الزراعة، ما تسبب بخسارة محاصيل مهمة كانت مصدراً رئيساً لتربية المواشي، كما شكل غياب زراعة الخضار الصيفية والشتوية التي اعتاد الرعاة إطعام مواشيهم من مخلفاتها، سبباً إضافياً لخسارة مزيد من المواشي مع ارتفاع أسعار الأعلاف الجاهزة».

وتعتبر منطقة الغاب من الأراضي الزراعية الأكثر خصوبة في سوريا، وتزرع فيها جميع أنواع المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفية من خضار ومحاصيل علفية للماشية، كالقمح والشعير والبرسيم والذرة الصفراء والبيضاء.

وبرغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين تركيا وروسيا في شهر آذار / مارس من العام الماضي، في شمال غرب سوريا، فإن معظم قرى سهل الغاب لا تزال خالية، ويعاني سكانها من صعوبة الوصول إلى أراضيهم لزراعتها، بسبب الخروقات المستمرة للاتفاق.

ووفقاً لإحصائية صادرة عن مديرية زراعة حماة الحرة أواخر العام 2020، فإن ثروة سهل الغاب الحيوانية كانت تقدر بنحو 50 ألف رأس من الغنم والماعز، و6500 رأس من البقر، ونحو 800 رأس من الجاموس. وقُدّرت نسبة الخسارة بنحو 70% من العدد الكلي خلال الفترة الماضية.

يشير أبو طربوش، إلى أن الأعداد المتبقية قليلة جداً، ما ينذر بواقع مرير لقطاع الثروة الحيوانية في المنطقة، ويقدر الأعداد الحالية في مناطق سهل الغاب بحوالى 4000 رأس من الأغنام والماعز، إضافةً إلى 300 رأس من الأبقار فقط.


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها