× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

إفطار اقتصادي في العاصمة: البحث المستحيل!

حكاياتنا - خبز 28-04-2021

يخطئ من يظن أن الدجاج طائر لا يطير. في سوريا ثبت أنه يحلّق عالياً هو وبيضه، ويصطحب معه في تحليقه «مرافقة» أيضاً، عناصرها خضراوات كانت في العادة مجرد مقبلات أو أطباق جانبية تقدم مع لحومه. أما على الأرض، فيلهث معظم سكان العاصمة سعياً وراء إفطار رمضاني رخيص، بلا جدوى

الصورة: (loc Loc - فليكر)

يعبق الجو قبيل موعد الإفطار الرمضاني في دمشق بالروائح الزكية للفول الأخضر، فقد غدت الأطباق المصنوعة من هذا النبات ملاذاً لعشرات الأسر الفقيرة في العاصمة، كونها أقل تكلفة.

على مائدة الإفطار التي لا تتجاوز محتوياتها طبقاً كبيراً من الرز بالفول، وصحن تسقية (فتة بالحمص واللبن والسمن، أو الزيت)، يحاول الخمسيني أبو أكرم، أحد أبناء حي الميدان نسيان المواسم الرمضانية السابقة بكل أطباقها الدسمة من اللحوم الحمراء، والبيضاء، وسواها، وكماليات السفرة من تبولة وفتوش، وعصائر، وعرقسوس، وتمر هندي، وحلويات.

يشرح أبو أكرم لـ«صوت سوري» أن تأمين وجبة الإفطار بات شغله الشاغل في هذه الأيام. 

يقول: «لم يعد المرء يعيش الجو الرمضاني الساحر الذي يشتهر به حي الميدان. ما يهمنا الآن هو ملء معدات أطفالنا الخاوية».

عندما يحلّق الدجاج!

قبيل رمضان، انشغلت سعاد بإعداد قائمة لوجبات الإفطار التي يمكن إعدادها في شهر الصيام. لم تجد سوى بضع أكلات رخيصة مؤلفة من الخضروات والبقوليات، فيما أقصت من القائمة كل الأطباق الدسمة التي تعتمد على اللحوم. 

تؤكد السيدة أن لحم الغنم لم يدخل منزلها منذ سنة تقريباً. تقول: «برمضان الماضي (2020) أعددت فتة المكدوس، وكانت توديعة للحم الخروف». 

تقول ازدهار: تقول: «أن تدمع صبايا كالورود على مائدة الإفطار بسبب طبق جاف من المجدرة، أو مائع كالسبانخ، هذا ما أحاول تجنبه بكل الوسائل»

شكّل الدجاج بديلاً متاحاً في المواسم الرمضانية الفائتة. يؤكل مقلياَ، ومشوياَ، ومسلوقاَ، أو في طبق من اليخنة مع الرز، أو معداً في الفرن مع البطاطا، وغير ذلك من أطباق باتت اليوم «تكلف بقرة جحا» على حد تعبير سعاد.

«بطولة» مائدة رمضان الحالي، كانت بلا منازع من نصيب الخضراوات الرخيصة نسبياً، مثل الفول الأخضر (1500 ليرة للكيلو غرام)، والكوسا (1000 ليرة للكيلو)، والسبانخ (100 ليرة للجرزة)، وتأتي البطاطا في ذيل القائمة في الوقت الراهن، نظراً لارتفاع سعرها مع قدوم رمضان إلى 1800 ليرة للكيلو غرام الواحد.

«فخ» المجدرة

أكثر ما يقلق ازدهار هو اضطرارها إلى طبخ أطباق لا تناسب الشهر الفضيل، والمعدة الفارغة لأكثر من 14 ساعة، مثل المجدرة والبرغل ببندورة.
تؤكد السيدة التي تقطن حيّ نهر عيشة أنها «لا تعرف كيف تطعم بناتها الثلاث وجبات رمضانية لا تجعل أعينهن تدمع».

تقول: «أن تدمع صبايا كالورود على مائدة الإفطار بسبب طبق جاف من المجدرة، أو مائع كالسبانخ، هذا ما أحاول تجنبه بكل الوسائل». 

استهلكت ازدهار كلّ ما في جعبتها من وصفات رخيصة ومقبولة، كالرز بالفول، والبطاطا المقلية مع جوانح الدجاج، والرز باليخنة المكونة من الحمص والبطاطا وقوانص الدجاج، وتواجه اليوم معضلة في الحصول على وجبات رخيصة وملائمة.

مثل 80 بالمائة من الدمشقيين يفشل كل من أبو أكرم وسعاد وازدهار في رحلة البحث عن أرخص وجبة إفطار. والسبب بكل بساطة: لا وجود لمثل هذه الوجبة على الإطلاق في العاصمة، في ظل تدني الأجور الذي قاد إلى ضعف غير مسبوق في القدرة الشرائية، بالتزامن مع غلاء غير مسبوق أيضاً في أسعار كل شيء. 


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها