× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

حملة تجنيد جديدة في الشمال السوري: إلى مونديال قطر!

حكاياتنا - خبز 20-06-2021

في السنوات الماضية، شارك آلاف السوريين في «حروب الآخرين». نشطت حملات تجنيد في جغرافيات مختلفة، حيناً برعاية تركية، وحيناً برعاية روسية، وتنوعت الوجهات من ليبيا، إلى أذربيجان، إلى فنزويلا. اليوم، فُتح الباب من جديد في الشمال، والوجهة هذه المرة قطر

الصورة: (khaled najjar - فليكر)

«أنتظر الموافقة للذهاب إلى قطر بفارغ الصبر»، يقول علي الأسود، ويضيف: «لا أعرف المهمة التي ستوكل إلينا هناك، لكن لا توجد حروب في قطر والتعويض الشهري أكبر قيمة مما كان عليه في ليبيا، أستطيع أن أجني 9000 دولار في ثلاثة أشهر، وهذا كفيل بتسديد ما ترتب على عائلتي من ديون، وبتأمين معيشة لا بأس بها بعد عودتي إلى سوريا».

يبلغ علي من العمر 21 عاماً، وهو مقاتل في فرقة الحمزات، إحدى فصائل المعارضة المسلّحة، وقد سجل اسمه في قوائم الراغبين بالانضمام إلى حملة تجنيد جديدة في الشمال السوري، والوجهة هذه المرة قطر.

يقول القادة لعناصرهم إن الحملة مرتبطة بكأس العالم، ويؤكدون أن مهام المنضمّين إليها تدور في هذا الإطار. فيما يقول آخرون إن الحملة مرتبطة بالمصالحة القطرية السعودية، وإن المنضمين إليها سيلعبون دوراً في تعزيز الحدود السعودية الجنوبية، ليكونوا على الخط الأول لمواجهة الحوثيين.

«محطات» سابقة
لم يقف صغر سن راغب حائلاً بينه وبين اتخاذ قرارات مصيرية، تحمل معها احتمالات إنهاء حياته، بعد وفاة رب الأسرة، وإصابة ابنه البكر في غارة للطيران على سوق المدينة قبل عامين. 

راغب (15 عاماً) هو الأخ الأوسط لشقيقين، الكبير منهما لا يستطيع التنقل بلا عكازات، والصغير في السادسة من عمره فحسب.

أقنع الفتى والدته بأنه مسافر إلى ليبيا ليعمل مع سبّاك تركي، وأن هذا سيضمن إرساله مبلغاً شهريّاً يعيل الأسرة التي تقيم منذ هُجرت من جنوب إدلب في أحد المخيمات الحدودية. 

انضم راغب إلى المقاتلين السوريين الذين نقلتهم أنقرة إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق، وعاد منها مصاباً بطلق ناري في فخذه الأيسر. لم يطلق المقذوف الناري عليه من الطرف الآخر، أثناء المعارك شعر الفتى أنه لا يريد الموت في حرب لم يكن من أطراف النزاع فيها، ما جعله يعود أدراجه مع اثنين من رفاقه.

وصلوا حاجزاً لفصيل مساند، فأطلق العناصر النار عليهم باعتبارهم «فارين من الحرب»، ما يعني عدم إعطائهم مستحقاتهم كاملة، بعد ترحيلهم.

وشارك آلاف السوريين في القتال على طرفي الصراع في ليبيا، إذ جنّدت روسيا فريقاً للقتال إلى جانب قوات خليفة حفتر، فيما جندت تركيا فريقاً للقتال إلى جانب حكومة الوفاق.

يقول القادة لعناصرهم إن فتح باب التجنيد إلى قطر مرتبط بكأس العالم، فيما يقول آخرون إن المنضمين إلى الحملة سيلعبون دوراً في تعزيز الحدود السعودية الجنوبية، ليكونوا على الخط الأول في مواجهة الحوثيين

خفوت القتال في ليبيا، فتح الباب أمام تجنيد سوريين للقتال في ساحات أخرى، فكان إقليم ناغورني قره باغ الوجهة التالية، وجنّدت أنقرة سوريين للقتال إلى جانب أذربيجان، فيما جنّدت روسيا سوريين للقتال مع أرمينيا. 

يقول الطفل رشاد علاء البيوش (12 عاماً): «توفي والدي منذ العام 2012 في معركة كفرنبل، حيث كان مقاتلاً مع كتيبة صغيرة ضمن لواء فرسان الحق». 

يستفيض في قص تفاصيل من حياة عائلته، يقول: «كان أبي فقيراً يعمل نجار باطون، ولم يكن اللواء حينها يعطي المقاتلين معاشات شهرية، كان وضعنا المادي تحت الوسط قبل وفاة والدي، وبعد وفاته تولى رعايتنا جدي والد أمي، وأعمامي. بعد عام تقريباً تزوجت أمي عمي قتيبة وهو الأخ الشقيق لوالدي. كان هو الآخر مقاتلاً ضمن فرق الجيش الحر، وبعد فترة ذهب مع فرقة لسلطان مراد الى أذربيجان، لأن وضعنا المادي بات صعباً للغاية في مخيمات الشمال السوري». في منتصف تشرين الثاني، العام الماضي وصل خبر مقتل عمه، وحصلت العائلة لاحقاً على تعويض مالي قدره 45000 دولار.

ولاحقة؟

ربما لم يكن أحدنا ليتصوّر حلول يوم تغدو فيه عبارة «مرتزقة سوريون» رائجة، ومألوفة، لكنها بكل أسف صارت كذلك، من ليبيا إلى أذربيجان، وأبعد من كل ذلك، إلى وراء البحار في فنزويلا التي جُنّد سوريون للذهاب إليها برعاية روسيّة، تحت عنوان «حراسة النفط».

يتذكر الكثيرون، ولا يعرف البعض، أنّ مشاركة العنصر السوري في حروب خارج بلاده ليست أمراً جديداً، الحروب في أفغانستان، والعراق تشهد على ذلك. لكن الحوامل في تلك المرحلة كانت «جهاديّة» بحتة، بينما يتحول الأمر اليوم إلى «ارتزاق» مُعلن. 

ما هي الوجهات القادمة؟ وأين سنسمع عن انخراط سوريين في معارك جديدة؟ وهل يكون تحويل سوريا إلى «منجم مرتزقة» يغذّي الحروب حول العالم أحد أسباب إدامة الصراع السوري؟ قد تحمل الفكرة الكثير من المبالغة، لكن، أحد أهم الدروس التي علمتنا إياها السنوات العشر الماضية، أنّ نؤمن بقول الشاعر العربي «ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها