× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

مخيمات الشمال: العقارب والأفاعي «تسرح وتمرح»

حكاياتنا - خبز 06-09-2021

يشكو سكان مخيمات الشمال السوري تزايد انتشار الحشرات الضارة في المخيمات بسبب تأخر رش المبيدات، وعدم فعاليتها مع انتشار العنكبوتيات والزواحف. وسُجلت في الفترة الأخيرة عشرات الإصابات بلدغات العقارب والأفاعي، وسط صعوبة الحصول على الرعاية الطبية المناسبة

الصورة: (IHH - فليكر)

خاطر حسن الكنهر (31 عاماً)، بإسعاف نفسه على دراجته النارية مسافة 13 كم من قرية باريشا، إلى مشفى الدانا الخاص ليحصل على المصل المضاد للدغات العقارب، بعد أن لدغه عقرب ثلاث لدغات متتالية.

يقول حسن: «لم أشعر بوجوده تحت ملابسي إلى أن لدغني ثلاث لدغات سريعة كأنها أسياخ نار، أمسكته بقماش ملابسي وقضيت عليه، لم أتخيل أول الأمر خطورة ما حصل، وظننت أنها كلدغة الدبور أو ما شابه، حتى بدأت أشعر بنعاس وضيق تنفس، فركبت دراجتي النارية من دون إخبار أحد وذهبت إلى مشفى الدانا الخاص».

لا مضادات 

يتفاقم خطر الإصابة بلدغات العقارب والأفاعي في كثير من مناطق الشمال السوري، وخاصة في المخيمات التي توفر بيئة مناسبة لانتشارها، فضلاً عن انعدام وسائل الحماية. 

وتفتقر النقاط الطبية، وغالبية المشافي العامة إلى المصول المضادة، وتتوافر بكميات قليلة في بعضها مثل مشفى أطمة، فيما تتوافر بكثرة في المشافي الخاصة لكن بأسعار مرتفعة لا يقوى على تحملها كثير من سكان المنطقة، ما يجبرهم على المخاطرة بحياة المصابين في رحلات طويلة بين المشافي المجانية للبحث عن المصل المضاد.

«المصل المضاد للدغات العقارب والأفاعي لا يتوافر بشكل كاف في المستشفيات العامة نتيجة قلة الدعم المالي المقدم من المنظمات الطبية، نضطر  إلى اللجوء إلى المراكز الصحية الخاصة لتلقي تلك الجرعات المرتفعة الثمن»

رياض المحروق (56 عاماً) نازح من مدينة كفرنبل، ويقيم في مخيم بابسقا شمال إدلب يقول: «أُجبرت على المجازفة بنقل طفلي ابن العشرة أعوام مسافة بعيدة للحصول على العلاج المجاني، لعدم وجود المصل في المشافي المجانية القريبة من مكان سكني». 

ويضيف «في مشفى خاص قريب طُلب مني مبلغ مئتي ليرة تركية (حوالى 85 ألف ليرة سورية) ثمناً للمصل، إضافة إلى كلفة الإقامة في العناية، ولعدم قدرتي على دفع المبلغ جازفت بالذهاب إلى مشفى أطمة للحصول على المصل المجاني».

ويقصد كثر من ضحايا لدغات العقارب أو الأفاعي النقطة الطبية في باريشا، لنقلهم إلى المشافي العامة.

أيمن السيد سائق سيارة إسعاف في النقطة يقول: «نعمل بشكل روتيني على إسعاف المصابين إلى أحد المشافي الخاصة في مدينة الدانا التي تبعد نحو ثلاثة عشر كيلو متراً عن البلدة، وفيها مصول غير مجانية، لكن ذوي المريض يطلبون من السائق المتابعة إلى مشفى أطمة المجاني الذي يبعد نحو ثلاثين كيلو متراً، ولو كان المريض في حالة حرجة».

.. ولا مبيدات

يقول فراس علي الشيخ (55 عاماً) وهو أحد سكان مخيم باتبو، إن ظاهرة «انتشار العقارب والأفاعي والبعوض في المخيم باتت مشكلة تؤرقنا، لا سيما أن معظم الخيم قديمة ومهترئة لا تصلح للسكن. نحن سكان مخيم باتبو ندعو المنظمات الإنسانية إلى ضرورة تفعيل عمل الفرق التوعوية الجوالة، لأهميتها في توعية السكان، إضافة إلى بدء عمليات رش المبيدات في المخيم للتقليل من أعداد الإصابات بلدغات قد تكون مميتة أحياناً».

ويضيف: «المصل المضاد للدغات العقارب والأفاعي لا يتوافر بشكل كاف في المستشفيات العامة نتيجة قلة الدعم المالي المقدم من قبل المنظمات الطبية، وهو ما يضطرنا إلى اللجوء إلى المراكز الصحية الخاصة لتلقي تلك الجرعات المرتفعة الثمن».

«هذه الأفعى الثالثة التي أقتلها هذا الصيف داخل الخيمة، نحن نعيش في العراء، فكيف لقطعة قماش أن تحمينا؟ حتى الوحوش البرية كالكلاب وبنات آوى تتجول بين الخيام ليلاً، جميع الخيام غير آمنة، وإدارة المخيم تقف عاجزة»

ويحاول بعض الأهالي مكافحة الزواحف والعنكبوتيات والحشرات، والحد من انتشارها عبر استعمال المبيدات الحشرية، الأمر الذي يشكل عبئاً اقتصاديّاً إضافيّاً على السكان.

الطبيب البيطري عماد الخطيب يقول: «على جميع سكان الخيام استخدام المبيدات الحشرية، وأهمها مادة الـ سيفيم، التي تخلط مع بودرة بواقع ثلاث غرامات لكل مئة غرام، وترش حول الخيمة، وهي مادة آمنة تقتل مختلف أنواع الحشرات إضافة إلى العقارب». 

ويضيف: «أيضاً يُنصح باستخدام مادة القطران حول الخيمة، ووضعها في عبوات صغيرة على كل طرف فيها، وتحتاج كل خيمة إلى نحو خمسين سنتيمتراً من القطران توزع في أرجاء المكان فتمنع اقتراب العقارب والأفاعي، لما يصدره القطران من رائحة منفرة لها، وهو حل جيد خاصة أن القطران لا يتلف ولا يتبخر بحرارة الشمس».

.. ولا أمان

نجح أبو يوسف (40 عاماً) في قتل أفعى داخل الخيمة قبل أن تصيب أحد سكانها بمكروه. يقول أبو يوسف، وهو نازح من قرية الحواش في سهل الغاب ويقيم في مخيم حير جاموس: «هذه الأفعى الثالثة التي أقتلها هذا الصيف داخل الخيمة، نحن نعيش في العراء، فكيف لقطعة قماش أن تحمينا؟ حتى الوحوش البرية كالكلاب وبنات آوى تتجول بين الخيام ليلاً، جميع الخيام غير آمنة، وإدارة المخيم تقف عاجزة».

يحمد الرجل ربه ن أحداً من أفراد أسرته لم يصب بأذى، لكن ابنة أخته، وجارتها، وزوجة أخيه تعرضن جميعاً للدغات أفاعٍ في أوقات مختلفة.

ويجب إسعاف من يصاب في هذا المخيم إلى مشفى سلقين الذي يبعد 11 كم، لعدم وجود نقطة طبية في المخيم، ويترتب عليه دفع 150 ليرة تركية ثمن المصل.

إذا لم تُسبب لدغة الأفعى ألماً، أو تورماً خلال ساعة، فمن المحتمل أن الأفعى لم تحقن سمّاً في المكان الذي لدغته. 

وتخلف اللدغة السامة أعراضاً مختلفة، من احمرار وتورم قد يستمر في التفاقم لأيام، وإذا حقنت الأفعى كمية كبيرة من السمّ، فقد تسبب وهناً، واضطراباً ذهنياً، وغثياناً، ونزفاً في اللثة، ومشكلات في التنفس، والكلام والبلع، وغيرها.

ويجب الحفاظ على العضو الملدوغ تحت مستوى القلب، ومحاولة البقاء في حالة من الهدوء والثبات، وإزالة الملابس الضيقة عن العضو الملدوغ، وعدم استخدام كمادات الثلج، ويمكن أن يساعد شكل اللدغة أحياناً على معرفة ما إذا كانت الأفعى سامة.

الممرض في مشفى أرمناز الجراحي إبراهيم الخضر يقول: «في حال كانت الأفعى غير سامة نعالج لدغتها بالطريقة التي تعالج بها الجروح الوخزية، وننظف الجرح ونتأكد من أن الملدوغ تلقى لقاح الكزاز في السنوات الخمس الماضية، ونعطيه اللقاح إن لم يكن قد تلقاه. أما إذا كانت الأفعى سامة، فنعطي مضاداً للسم عبر الوريد، ونبقي المصاب في المستشفى من 6 إلى 8 ساعات لمراقبة الأعراض، أو لفترة أطول عند الحاجة، ويوضع الشخص المصاب في قسم الرعاية المركزة في المستشفى إذا كانت كمية السم كبيرة».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها