× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

تعلّم كيف تفكك اتحاداً أوروبيّاً بخطوة واحدة

حكاياتنا - حشيش 17-04-2020

هي حقيقة بات الجميع مسلّماً بها: الإعلام قوّة وسلاح. لكن، وبرغم هذا التسليم، يبدو أن هناك من هو قادر على إدهاشنا دائماً، والذهاب بعيداً إلى حيث يعجز الخيال. هل كان أحد ليتصوّر أن نشهد تفكك الاتحاد الأوروبي بضربة إعلاميّة ساحقة ماحقة؟!!

الصورة: (عبد الغني دحدوح - كارتون موفمينت)

كانت جلسة هادئة جدّاً، برغم خطورة الأمر الذي بحثته. ولأنّ الملف استثنائيّ بصورة غير مسبوقة، تمّت دعوة كل المجالس للانعقاد في الزمكان نفسه.

التأم العقد من دون أي اعتذار. الجميع كانوا هناك: أعضاء البرلمان الأوروبي، أعضاء مجلس الاتحاد، مفوّضو الدّول، وطبعاً أعضاء المجلس الأوروبي.  

يتفق المراقبون على أنّها كانت جلسة فريدة من نوعها، لا في تاريخ القارة العجوز فحسب، بل في التاريخ البشري بأسره. 
الإجماع الذي حصل في تلك الجلسة كان لافتاً، كل أعضاء كل المجالس كانوا على قلب رجلٍ واحد. حين طُرح القرار للتصويت، ارتفعت كل الأيادي بالموافقة، في مشهد تاريخي يحاول استنساخ مشهد سوري عمره عشرون عاماً. (ليس الأمر مستغرباً طبعاً، فسوريا هي النموذج الذي يُحتذى في كل المحافل رغم أنف المتكالبين). 
لقد فكّك الاتحاد الأوروبي نفسه. ما بُني عبر عقود، هوى في لحظة واحدة. لم تصمد النزعات الاتحادية برغم كل ما راكمته من توافقات، منذ معاهدة روما للجماعة الاقتصادية (1957) حتى معاهدة لشبونة (2007)، مروراً بالقانون الأوروربي الموحّد، ومعاهدتي ماستريخت، وأمستردام. 
حين سأل الصحافيون المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن شعورها، ردّت بكلمة واحدة: العار. الأمر الذي كرره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورؤساء حكومات بلجيكا، وإيطاليا، والسويد.. إلخ. الكل كان يشعر بالعار، والكل كان يأمل في أن يكفر عن ذنبه بقرار التفكيك التاريخي.
لم يكن الأمر سوى واحد من ارتدادات تلك الخبطة الإعلامية الهائلة لإحدى القنوات السورية. يقول العارفون ببواطن الأمور إنّ أحداً من زعماء الدول الأوربية لم ينم في ليلة التاسع من نيسان، تقلّب الجميع في مضاجعهم، والندم يأكلهم وهم يتذكرون الأغنية القنبلة التي بثتها تلك القناة: «للإتحاد الأوروبي، ربكن هو ربي، اتقوا الله فينا، وارفعوا الحظر علينا، تيري لام تيري لالام، تيري لام..هيييه..».

كانت الدمعة قد تجمّدت في عين رئيسة المفوضيّة، وهي تستمع إلى جملة بارعة: «شوفو شو صاير فيكن، مو شماتة الله ينجيكن»، حين رنّ هاتفها الشخصي. على الخط كان رئيس البرلمان، ديفيد ساسولي، وبالكاد استطاع صوته المرتعش أن يقول «شو يا أوروسلا، شو بدنا نعمل؟». تمالكت المسكينة نفسها، وغالبت البكاء قائلة «والله ما بعرف يا ديفيد». 
صمت الاثنان لحظات، قبل أن تصرخ أوسولا: «وجدتُها». كانت عينها قد وقعت في تلك اللحظة على هاشتاغ مُلهم تضعه القناة السورية على شاشتها: «ابدأ_بنفسك». قال ديفيد: «شو وجدت؟»، فأجابت «بدي أستقيل»، وحدثته عن الإلهام. لم يكذب الرجل خبراً، وقرر الاستقالة بدوره. 

خلال ساعتين، كان كلّ من في الاتحاد الأوروبي قد اتّخذ القرار نفسه، ثم اكتشفوا أن هذا لا يكفي. 
«نرفع العقوبات طبعاً»، قال رئيس المجلس الأوروبي، فرد مفوّض التجارة «هلأ هاد اللي طلع معك يا بلجيكي، ما بيكفي هيك يا شارل». ثم تطور الأمر إلى التوافق على تفكيك هذا الاتحاد الغاشم (هكذا وصفوه بأنفسهم). 
في الأثناء، كانت قناة سورية أخرى، تستضيف في حلقة خاصة عدداً من ألمع المحللين والمنجمين والبصارات، لكشف خفايا الكواليس، وتحليل الحدث، ودارسة مفاعيله. (الحمد لله الذي أمدّ في عمري، إلى أن استخدمت هذه المفردة العميقة، أسوةً بكبار الصحافيين وجهابذة المحللين). 
الصاعقة جاءت على لسان أبرز المتحدثين، مربّع أبو الربا، حين رفع في الهواء فلاشة استعارها من زميل له، وقال: «خذوا واقرؤوا.. هذه خطة استراتيجية تمّ وضعها منذ سنوات طويلة، واسمها: كوفيد الوحش». 
هل تحمستم لمعرفة تفاصيل الخطة؟ تكرم عيونكم، سنحكي لكم عنها بإذن خاص من الأستاذ مربع، كل ما عليكم فعله أن تجهزوا لابتوباتكم، وتحرصوا على وجود برنامج مكافحة فيروسات أصلي تشترونه من البحصة، ثم.. انتظرونا في مقال قادم، سنوزّع معه فلاشة وربطة خبز. 
ملاحظة: لا تنسوا البطاقة الذكيّة.


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها