«مناعة القطيع» في سوريا: اللقاحات خارج الرهان
يبدو استعراض واقع «ملف كورونا» بمختلف تفاصيله كفيلاً بتثبيت حقيقة راسخة: لا سلطة في هذه البلاد تعرف شيئاً عن إدارة الأزمات، إلا حين تُفسر الأمر بوجوب تشديد القبضة الأمنية، والقمع، والتقنين، ورفع الأسعار، والتطلع إلى ابتكار مزيد من أدوات «التدجين». ينطبق الأمر على جميع الجهات المسيطرة، في مختلف الجغرافيات.
وإذا كان الارتباك سيد المشهد في التعامل مع الملف الوبائي في العالم بأسره، فإن كثيراً من الدول قد أوجدت لاحقاً وسائل ومنهجيات، ووضعت خططاً وبرامج، نجح بعضها، وفشل بعضها، لكنها حاولت على الأقل. بينما يمكن اختصار الأمر في سوريا بمقولة شعبية: «فخّار يكسّر بعضو».
أما حركة التلقيح فـ«تبشرنا» أرقامها بأننا قد نكون على موعدٍ مع تلقيح ثلثي السكان بعد خمسين عاماً فقط!
يُعد تطعيم ثلثي السكان - على الأقل - الوسيلة الأنجع للوصول إلى مناعة جماعية ضد الفايروس، أو ما اصطُلح على تسميتها «مناعة القطيع». أما الوسيلة التي تقوم على السماح بإصابة معظم السكان بالفايروس، فهي ببساطة أشبه بانتحار جماعي تحذر منه دراسات، وأبحاث، وجهات عديدة «لما قد ينتج عن ذلك من حالات ووفيات لا داعي لها».
هذا ملف نستعرض عبره راهن المشهد الوبائي في البلاد، ونتوقف عند طرق تعامل السلطات، والناس، مع فايروس كورونا، ومع حركة التلقيح ببعض تفاصيلها.
في الملف: