ســوريـا الهــشّــة
درجت العادةُ عند الحديث عن الأزمات والكوارث والنكبات أن يولى اهتمامٌ خاص للفئات الهشّة، التي عادة ما تكون الأكثر ضرراً، والأقلّ قدرة على اجتراح الحلول. ولهذا؛ حين شرعنا في إعداد ملف خاص في الذكرى السنوية لاندلاع الحدث السوري فكرنا في التركيز على الفئات السوريّة الهشّة. لكن من هي تلك الفئات؟ بالأحرى: هل هناك فئات سوريّة غير هشّة اليوم؟
تبدو الهشاشة الصفة الأكثر التصاقاً بكل من، وما ينتمي إلى هذه البلاد.
سوريا اليوم هشّة، اقتصادُها هشّ، جغرافيّتها هشّة، «مسارها السياسي» الموعود هشٌّ، نساؤها، وأطفالها، وشبابها، ومسنّوها، في مركزها، في أطرافها، في مخيماتها. من يسكنها، ومن فرّ أو طُرد منها.. مجتمعات النزوح، واللجوء..
مستقبلها ومستقبلنا هشّ، وهويّتنا هشّة، وانتماءاتنا، وآمالنا، وأحلامُنا.. هكذا، بعد أن قتَلَنا كلّ شيء،لم نعد نخشى أن «يقتلنا الضيق»، ولتعذرنا روح المسرحي الكبير فوّاز الساجر، بل ستقتلنا وتقتل بلادنا الهشاشة!
في الملف:
This work
by
SOT SY
is licensed under
CC BY-ND 4.0