× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

«التأشيرة العلاجية».. بابٌ أخير على اللجوء الإنساني

حكاياتنا - خبز 13-04-2024

يبحثون عن أماكن تعالج ما تركت الحرب في أجسادهم، ولكن أيضاً تحضنهم لاجئين بعيداً عن مأساة الوطن. هي ثلاث قصص لضحايا تبدو ما تسمى بالتأشيرة العلاجية باباً لهم، يُفتح على العلاج وعلى الحياة الجديدة.

الرسم: (Fahd Bahady - كارتون موفمينت)

أراد مضر تجريب حظه ومراسلة مستشفى في ألمانيا، في سياق بحثه عن مكان يعالجه من شظايا ظلّت عالقة في أنحاء متفرقة من جسده. أمضى الشاب العشريني سنوات الخدمة الإلزامية ومدّة احتفاظ دامت نحو سبع سنوات، ولكنه بعد تسريحه وجد نفسه عاجزاً أمام إعاقة لا قدرة له على علاجها.

يقول: «أجريت ثلاث عمليات جراحية أسفرت عن تركيب سيخ معدني في ركبتي اليمنى، بعد إصابة عسكرية أتاحت لي التسريح أخيراً».

يضيف: «وضعي الصحي لا يسمح بالمخاطرة، لا سيما أن الطبيب أمرني بتجنب صعود السلالم والأدراج أو تلقي ضربة قوية على الركبة، لذلك اتصلت بصديق اقترح العلاج في ألمانيا ومساعدتي في عملية التقصي والبحث عن مستشفيات تقبل استطباب السوريين».

تلقى مضر موافقة على علاجه مجاناً بصفته حالة إنسانية بحتة، وذلك بعد مراسلات طالت لمدة ثلاثة أشهر وبعد سفره إلى أقرباء في الأردن حيث تقدّم بملفه الطبي إلى مستشفى ألماني. يشرح: «قدمت التقارير الطبية المطلوبة وأثبتُّ حالتي المرضية، ثم أرسلت لي إدارة المستشفى دعوة زيارة قدمتها بدوري إلى السفارة التي ردّت بالإيجاب، وقد مضى شهران على وجودي هنا (في ألمانيا)، وسأتقدّم بطلب للحصول على اللجوء بعد الانتهاء من العلاج الذي قد يستمر عاماً إضافياً».

حياة جديدة

فقدت هبة (24 عاماً) ساقيها في انفجار لغم تركها رهينة كرسي متحرك لأكثر من تسع سنوات. لم تفلح الجمعيات الخيرية بتقديم أطراف صناعية متينة، فآثرت الدخول في رحلة البحث عن داعم يتبنى تكاليف العلاج.

تقول: «بُترت ساقاي من الركبتين بعدما دستُ على لغم مزروع في ريف حمص، وحين حاولت الحصول على أطراف صناعية ذكية كانت مكلفة للغاية وتفوق قدرة أهلي المادية». تتابع: «لم تناسب الأطراف العادية جسدي، لا سيما أنّ موضع البتر كبير، فخلعتها ووضعتها جانباً، وصرت أستعين بالكرسي المتحرك تارة وبالعكازات تارة أخرى».

تنوي هبة التقدّم بطلب لجوء والبدء «بحياة جديدة بعيدة عن التنمّر ونظرات الشفقة التي يكنّها لي آخرون»

حاولت هبة في مرّات عدّة طلب مساعدة جمعيات خيرية تمنح أطرافاً ذكية، ولكن محاولاتها كان تبوء بالفشل «للافتقار إلى الواسطة» حسب تعبيرها. أخيراً نجحت الشابة في التواصل مع مستشفيات في روسيا «سمعتُ أنّها رائدة في صنع الأطراف الصناعية الذكية»، وكسبت بمساعدة قريب تعهدَ «فاعل خير» في الكويت بالتكفّل مادياً.

تقول: «ستستمر نقاهتي الطبية لمدة ستة أشهر ريثما أعتاد الأطراف الصناعية التي ستدخل جسدي، ونتأكد من عدم رفضه لأي جسم غريب». غير أنّها تنوي بدورها التقدّم بمطلب لجوء إنساني في روسيا، والبدء «بحياة جديدة بعيدة عن التنمّر ونظرات الشفقة التي يكنّها لي آخرون، وبعيدة عن حرماني من العمل لسنوات عدّة بسبب إعاقتي».

«فرصتي ولن أفوّتها»

انتقل جورج إلى الجامعة الأميركية في بيروت للعلاج من مرض التصلب اللويحي، ولكنه يخطط حالياً من أجل الانتقال إلى ألمانيا بعد حصوله على منحة علاجية مجانية.

يقول الشاب الثلاثيني: «شخّصت حالتي منذ سنتين بهذا المرض، أُعالَج هنا في لبنان لكن الطب متطور في ألمانيا أكثر بأشواط، ويحاول طبيبي مراسلة المستشفيات الألمانية للتكفل بحالتي».

قرّر جورج بيع منزل يملكه وإيداع المبلغ العائد في البنك، في المدّة التي كان يقدّم خلالها ملفاته. يشرح: «هم في حاجة إلى إثبات مادي يعدونه ضمانة أنني سأعود، لكنني لن أفعل ذلك، إذ أنوي التقدم بلجوء إنساني بعد انتهاء رحلة العلاج في حال وافقوا على التكفل بحالتي، فهذه فرصتي الذهبية ولن أفوتها، سأمزق جواز سفري وسأبقى هناك».

شروط التأشيرة

يوضح نبراس، وهو صاحب مكتب سفريات في دمشق، أنّ ملف التقدّم بمطلب تأشيرة علاجية يتطلب أوراقاً عدّة «أهمها التقرير الطبي في البلد المضيف»، مع العلم أنّ هذا التقرير يصدر «بعد إثبات حالتك الصحية ووضع خطة علاج خاصة بك، وهو بمثابة خطاب دعوة من أجل العلاج».

أيضاً يشدد نبراس على وجوب «وجود تأمين صحي» في مطلب التأشيرة التي «تُحجز لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر». ويستثنى من هذا الشرط من كانت الدولة المضيفة تتكفّل بعلاجه على حسابها الخاص.

ثم بعد ترجمة التقارير وحيازة جواز سفر بصلاحية يجب أن تغطي مدة العلاج كاملة، يشير نبراس إلى أنّه «يجب التقدّم إلى سفارة البلد المعني في بلادك، مع وجود مستندات ملكية في البلد الأم، وتذكرة طيران ذهاباً وإياباً، ومبلغ مالي يغطي نفقات العيش، وذلك بمثابة إثبات عودة وشرط أساسي لمنح التأشيرة وضمان عدم التقدم بلجوء».

وخلّفت سنوات الحرب في سوريا أعداداً هائلة من الإصابات والإعاقات في صفوف المدنيين، تقول تقديرات متقاطعة إن عددهم تجاوز المليونين حتى العام 2021، كثرٌ منهم أصيبوا بإعاقات دائمة، فيما تهاوت المنظومة الصحية في البلاد إلى حدود غير مسبوقة. فيما تُقدر إحصاءات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عدد السوريين والسوريات الذين فروا من البلاد منذ بدء النزاع بـ 12.3 مليون شخص.


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها