× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

بعد أن أنهكته الحرائق، هل ينجو الزيتون السوري من التغير المناخي؟

حكاياتنا - خبز 17-09-2025

تواجه شجرة الزيتون في سوريا، واحدة من أصعب أزماتها بعد أن اجتمعت عليها الحرائق والتغيرات المناخية وارتفاع تكاليف الزراعة والأمراض المتفشية. وبينما كانت التقديرات الرسمية تشير إلى إنتاج معقول للعام 2025، جاءت النيران والخسائر البيئية لتخفض الآمال وتطرح تساؤلات حول مستقبل هذا القطاع الذي يشكّل ركيزة أساسية في حياة السوريين واقتصادهم

الصورة: صفحة وزارة الزراعة السورية على فايسبوك

في منتصف العام الحالي، وتحديداً في شهر أيار/مايو، توقعت وزارة الزراعة السورية أن يصل إنتاج البلاد من الزيتون للعام 2025 إلى 600 ألف طن. لكن بعد شهرين فقط، أتت الحرائق على نحو مليون شجرة زيتون، ما أدى إلى خسارة كبيرة في هذا القطاع الحيوي.

وفق المعطيات، تقلص الإنتاج المتوقع بنسبة 10% لكل من زيت الزيتون وزيتون المائدة، ليواجه القطاع تحدياً جديداً يضاف إلى تحديات المناخ المتزايدة.

مناخ متقلب وضغوط متزايدة

لم يكن الزيتون السوري بمنأى عن التغيرات المناخية التي أصابت دول حوض البحر الأبيض المتوسط، إذ تكشف دراسات علمية أن الاضطرابات المناخية المتواترة وتزايد شح المياه، والانخفاض المتوقع في النشاط الشمسي بمناطق المتوسط عوامل تهدد بشكل مباشر استقرار إنتاج الزيتون في المنطقة.

أعباء اقتصادية واجتماعية

تعتبر المناطق العربية ومنها سوريا من الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، وفيها  تعتمد الزراعة بنسبة 75% على الزراعات المطرية. يؤكد الدكتور محمد بطحة، أستاذ الفاكهة والثمار في كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق أن أسباب تراجع الإنتاج متعددة، ويشرح قائلاً: «أبرز العوامل ارتفاع تكاليف الخدمات الزراعية في السنوات الماضية، وبالتالي عدم قدرة المزارع على تأمين مستلزمات العملية الزراعية، إضافة إلى تراجع معدلات الأمطار السنوية وارتفاع درجات الحرارة صيفاً».

تُعد المناطق العربية ومنها سوريا من الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، في ظل اعتمادها على الزراعة المطرية بنسبة كبيرة

من جانبه، يوضح المهندس الزراعي عبد الوهاب طيفور أن الأمر لا يقتصر على المناخ والاقتصاد، بل يرتبط أيضاً بظروف النزوح والتهجير وسوء الإدارة، قائلاً:
«من بين الأسباب قطع الأشجار لبيع الحطب، وارتفاع تكاليف الإنتاج مقابل انخفاض أسعار الزيت، ووجود مخيمات للنازحين داخل البساتين، وتلوث بعض الأراضي بمياه الصرف الصحي، فضلاً عن قلع الأشجار في بعض مناطق سيطرة النظام السابق». 

أمراض وآفات متجددة

تتباين الأمراض التي تصيب الزيتون باختلاف المناطق الجغرافية، لكنها تظل من أبرز التحديات. من بين الآفات الأكثر شيوعاً: حفار الساق، ذبابة الثمار، الزبول، وعين الطاووس. ويرجع انتشارها إلى الحشرات والفطريات والممارسات الزراعية غير السليمة، مثل الري غير المنتظم أو التقليم العشوائي.

يشرح طيفور أن الأصناف المزروعة في الساحل أكثر عرضة لبعض الأمراض مثل عين الطاووس والأعفان، بينما يتعرض الصنف الزيتي للإصابة بحفار الساق أكثر من غيره.

حلول مطلوبة

يرى الخبراء أن مواجهة هذه التحديات تبدأ من التوعية، سواء عبر اختيار الأصناف الأكثر مقاومة للجفاف، أو الاعتماد على الغراس المطعمة على أصول بذرية، كما يقترح الدكتور بطحة.

ويشدد طيفور على أهمية نشر الوعي بممارسات الزراعة السليمة، من مكافحة الأمراض إلى الحراثة الصحيحة والعصر الفوري للثمار. كما يوصي باستخدام معاصر جيدة، والتعبئة في عبوات مناسبة، والفلترة قبل التخزين، للحفاظ على جودة الزيت.

جودة الزيتون رهن بالعناية

تعتمد جودة الزيت على عوامل متشابكة، منها: نوع التربة، ومنطقة الزراعة، وموعد جمع المحصول وعصره، والخدمات الفلاحية، وجودة الزيت حسب اللون والرائحة ونسبة الأسيد، فكلما انخفضت نسبة الأسيد كانت جودته أعلى، كما تعتمد على نوعية المعاصر المستخدمة والفلترة، وفق المختصين، وتعتبر أجود أنواع الزيتون تلك التي تُعصر على البارد دون التدخل الحراري أو إضافة أي مواد حافظة إليها.

هكذا؛ وبين تقلبات المناخ وحرائق الغابات وارتفاع التكاليف، يجد الزيتون السوري نفسه أمام اختبار صعب. ويبقى السؤال الأشد وطأة: هل تتمكن الأسر السورية من تأمين زيتونها وزيتها؟ أم يغيبان عن موائد آلاف العائلات هذا العام؟

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها

This work by SOT SY is licensed under CC BY-ND 4.0