× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

بعد سنوات من الانقطاع.. فتيات الرقة يستعدن مقاعد الدراسة

حكاياتنا - خبز 10-01-2022

برغم مرور سنوات على طرد تنظيم «داعش» المتطرف من الرقة، فإنّ كثيراً من وجوه الحياة ظلت غائبة، قبل أن تبدأ العودة رويداً رويداً مع حذرٍ شديد. وخلال العام الدراسي 2021 – 2022 استطاعت الفتيات استعادة مقاعدهن الدراسية بعد سنوات من «القطيعة» الإلزامية

الصورة: (الرقة 29 كانون الأول 2021 - صوت سوري)

تحمل فاتن الياسين (22 عاماً) بعض كتب الثانوية العامة بفرعها الأدبي، وتنطلق مزهوةً بثيابها الملونة تجاه أحد معاهد الدورات التعليمية الخاصة في حي الثكنة، وسط مدينة الرقة.

قبل سنوات لم تكن فاتن وقريناتها من فتيات الرقة قادرات على الذهاب إلى المدرسة، حُرمت الفتيات من التعليم، وحتى من ارتداء ملابس ملوّنة، وحرّم تنظيم «داعش» تدريس بعض المواد مثل الفلسفة، وأغلق الكثير من المؤسسات التعليمية، والثقافية.

وخلال العام الدراسي الحالي 2021 – 2022 استطاعت فتياتٌ في مدينة الرقة استعادة مقاعدهن الدراسية بعد سنوات من «القطيعة» الإلزامية منذ العام 2014 أي تاريخ سيطرة «داعش» على الرقة. 

وبرغم مرور سنوات على طرد التنظيم من المدينة، فإنّ كثيراً من وجوه الحياة ظلت غائبة، قبل أن تبدأ العودة رويداً رويداً مع حذرٍ شديد، لا سيما مع وجود بعض الخلايا النائمة التابعة للتنظيم، وتنفيذها بين وقت وآخر عمليات اغتيال وتصفية لبعض السكان بتهم مثل «الردة»، والتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على المنطقة بدعٍ من «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

تأقلم تدريجي

تقول فاتن قالت لـ«صوت سوري» إنها واجهت بادئ الأمر صعوبةً في التأقلم مع المدرسة، لا سيما بعد فترة انقطاع طويلة منذ العام 2014 عندما أنهت تعليمها الأساسي، وحصلت على شهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسية (التاسع).

لا تأبه فاتن كثيراً بعمرها الذي تجاوز السن الافتراضي لطلبة الثانوية العامة، وترى أن حلمها بإكمال تعليمها ودخول الجامعة حقٌ من حقوقها، ولا يمكن أن تتنازل عنه مهما كلف الأمر.

لم يكن كثرٌ يتوقعون أن يروا مدارس الرقة تفتح من جديد، بعد أن عايشوا فترة سيطرة «داعش» المتطرف، وتحويل المدارس إلى معسكرات ومقار عسكرية. يصف البعض عودة الطلبة إلى المدارس بأنها «متل الحلم»، لا سيما عودة الفتيات

بدوره؛ يقول محمد الخليل، وهو مدرس للغة العربية في مدينة الرقة إن «معاهد الدورات الخاصة واجهت بادئ الأمر صعوبةً في العودة إلى نظام الاختلاط في الحصص الدرسية بين الذكور والإناث، خشية من عمليات انتقامية قد تنفذها خلايا نائمة لمصلحة تنظيم "داعش" المتطرف».

يوضح الخليل أن «الاستقرار الأمني النسبي الذي تعيشه الرقة سمح بعودة المياه إلى مجاريها، وعودة النشاط إلى معاهد الدورات الخاصة، والمدارس بشكل عام، إضافة إلى تحاشي التفريق بين الذكور والإناث في الغرف الصفيّة والقاعات». 

«مثل الحلم»

لم يكن كثرٌ تحدث إليهم «صوت سوري» يتوقعون أن يروا المدارس تفتح من جديد، بعد أن عايشوا فترة سيطرة «داعش» على المدينة، وشهدوا إغلاق التنظيم المتطرف لعدد من المدارس وتحويلها إلى معسكرات ومقار عسكرية. ووصف البعض عودة الطلبة إلى المدارس بأنها «متل الحلم»، لا سيما عودة الفتيات.

لا توجد إحصائية دقيقة لعدد الطلبة في الرقة، وتنقسم المدارس بين منهاجين: منهاج الإدارة الذاتية الذي يدرس في المدارس العامة، ومنهاج وزارة التربية في دمشق الذي يدرس في المدراس والمعاهد الخاص

لسنوات ظلّ عواد الشبلي (46 عاماً) من سكان حي البياطرة في مدينة الرقة يمنع أبناءه - ولا سيما الإناث - من الخروج من المنزل، خوفاً من سطوة عناصر «الحسبة» الذين كانوا يتجولون في الشوارع بحثاً عن «المخالفات الشرعية» واعتقال المخالفين والمخالفات، وتنفيذ الحدود. 

يقول الشبلي: «نعلم أن الدين ليس هكذا. كنا على يقين أنهم مخطئون، وأن ذلك تشدد، وربما تطرفٌ أيضاً، كنت دائماً أطلب من بناتي ألا يخرجن من المنزل خوفًا عليهنّ».

ويشرح عواد الذي كان يعمل مدرساً في مدرسة عمار بن ياسر الثانوية أن الكثير من سكان الرقة أرسلوا أبناءهم العام الماضي نحو مناطق سيطرة دمشق، لإجراء سبر المعلومات الذي أعلنت عنه وزارة التربية لتقييم الوضع التعليمي للطلاب.

بين منهاجين

اضطرت فاطمة الجنيد (43 عاماً) إلى اصطحاب أسرتها والتوجه نحو مدينة حماة لتتسنى لأبنائها متابعة الدراسة الثانوية. 

تقول فاطمة إنها تعرفت في مدينة حماة على كثير من العوائل الرقية التي تركت الرقة، وتوجهت نحو مناطق مختلفة تقع تحت سيطرة دمشق والدافع الرئيسي متابعة دراسة أبناء وبنات تلك العائلات. تشير السيدة إلى أن كثيراً من لعائلات بدأت العودة إلى الرقة خلال العام الأخير، بالتزامن مع استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية في مناطق سيطرة دمشق، وتحسن الظروف الأمنية والاجتماعية في الرقة.

ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد الطلاب والطالبات في مدينة الرقة وريفها، ويزيد من تعقيد المشهد الدراسي أن المدارس منقسمة بين منهاجين: منهاج الإدارة الذاتية الذي يدرس في المدارس العامة، والمنهاج السوري الرسمي (منهاج وزارة التربية في دمشق) الذي يدرس في المدراس والمعاهد الخاصة.

ويقدّر عدد سكان مدينة الرقة وريفها اليوم بنحو 850 ألف نسمة، ويديرها «مجلس الرقة المدني» الذي أنشأته قوات سوريا الديمقراطية، ليكون «مؤسسة مدنية لإدارة المدينة» بعد طرد تنظيم «داعش» المتطرف منها العام 2017.


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها