× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

الخطط التركية بعيونٍ سورية: «تهجير قسري بنكهة طوعية وآمنة»

حكاياتنا - خبز 12-06-2022

تتزايد مخاوف السوريين والسوريات في تركيا من خطط أنقرة لترحيل مليون منهم إلى الشمال السوري، في ما سمته «برنامج العودة الطوعية». ويربط العديد من الناشطين والناشطات بين هذا البرنامج، وبين الملفات التركية الداخلية لا سيما السباق الانتخابي، فضلاً عن تلويح أنقرة المستمر بورقة اللاجئين لتخويف أوروبا، والضغط عليها لدعم الخطط التركية

الصورة: (مساكن من الطوب أنشأتها تركيا شمالي إدلب تمهيداً لتنفيذ برنامجها - صوت سوري)

لثلاثة أشهر سكن محمد الخالد (22 عاماً) على الحدود التركية اليونانية مع مجموعة من رفاقه السوريين في انتظار الفرصة المناسبة للتسلل قصد الوصول إلى أوروبا.

تمكنت المجموعة من العبور في نهاية المطاف، بعد أن تكبد كلّ من أفرادها نفقات طائلة، لكنهم في النهاية عبروا وتخلصوا من كابوس الترحيل إلى سوريا. 

ومنذ شهور تتزايد باطّراد مخاوف الترحيل، لا سيما مع استمرار الحديث عن «برنامج العودة الطوعية إلى المناطق الآمنة في سوريا»، وهو أحدث «استثمارات» أنقرة في الملف السوري. 

«أين المناطق الآمنة التي يتحدثون عنها؟»، يتساءل نادر قرعوش (56 عاماً) وهو نازح من قرية منطف (إحدى قرى جبل الزاوية في إدلب)، ويُقيم في أحد مخيمات الشمال السوري.

يقول الرجل: «نهرب في الدرجة الأولى من الموت، وكل يوم تحدث جرائم قتل وانتحارات بالجملة لشباب في مقتبل العمر لأسباب عديدة، هذا غير القتل غير المقصود كما فعل شاب قبل فترة عندما فتح قنبلة يدوية بالخطأ أودت بحياة أمه وأصابته مع أخويه»، ويضيف: «نعم، نريد العودة إلى مناطقنا التي هُجرنا منها، نريد العودة بشرط أن تكون آمنة بالفعل، وأن تكفل الدول الضامنة فعلاً لا قولاً فقط عدم تكرار القصف والتفجيرات».

مستقبل غامض

فضلاً عمّا تثيره الخطط التركية المعلنة من تساؤلات حول تأثير برنامج «العودة» على مستقبل الشمال السوري، وعلى الخرائط السورية جغرافيّاً، وديمغرافيّاً، تبرز في أوساط اللاجئين في تركيا تساؤلات أشدّ إلحاحاً بالنسبة لهم، تتعلق بمستقبلهم، ومصائرهم. كما تتفاقم مخاوف الأسر المهجرة من بعض مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري من خسارة أراضيها وممتلكاتها إلى الأبد.

تقول أميمة، وهي ناشطة حقوقية إنّ إعلان أنقرة عن البرنامج «شكّل صدمة لجميع السوريين المقيمين على أراضيها، يتساءل كل لاجئ عن مصيره، وهل سيكون في عداد المُرحّلين، وهل تنطبق المعايير التي تحكم العملية عليه، إن كانت هناك معايير أصلاً». 

«يشكك كثرٌ  بحقيقة كون العودة طوعية كما يُقال، وتتزايد المخاوف لدى شريحة كبرى أسس أفرادها حياة في تركيا، كما أن كثراً يرون أن الأسباب التي دفعتهم إلى مغادرة سوريا لم تتغير بعد»

تتطرق أميمة إلى انعكاس السباق الانتخابي التركي على ملف اللاجئين، و«خاصة من جانب أحزاب المعارضة التي تضع إعادة السوريين إلى بلادهم على قائمة برامجها الانتخابية استعداداً للاستحقاق الرئاسي في 2023». هذا الاستثمار وفقاً للناشطة عزز سلبية الرأي العام تجاه السوريين والسوريات، فيما «يشكك كثرٌ من السوريين بحقيقة كون العودة طوعية كما يُقال، وتتزايد المخاوف لدى شريحة كبرى أسس أفرادها حياة في تركيا، كما أن كثراً يرون أن الأسباب التي دفعتهم إلى مغادرة سوريا لم تتغير بعد».

وتتمحور معظم المخاوف حول انعدام الأمان في ما تسميها أنقرة «المناطق الآمنة»، فهي «ليست خارج مجال الطيران الروسي والسوري، وما زالت عرضة للاستهداف اليومي، حتى المناطق التي تُنشأ فيها مجمعات سكنية جديدة بقصد إسكان العائدين غير آمنة، وخاصة في محافظة إدلب».

«لا مناطق آمنة»

في أيار الماضي شارك وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في مراسم تسليم عدد من المنازل المبنية من الطوب في إدلب، وأكد أن بلاده ستواصل إنشاء هذا النمط من البيوت إلى أن يصل عددها 100 ألف «كي يتمكن مليون لاجئ سوري من العودة إلى بلادهم بشكل طوعي».

وقبل فترة عقد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا اجتماعاً مع عدد من الناشطين والناشطات، وطرح مجموعة أسئلة حول «العودة الطوعية» التي يرى الاتحاد الأوروبي أن «ظروفها لم تتوافر بعد». كانت مديرة «مركز مزايا» وعضو مجلس الإدارة في منظمة «اتحاد المكاتب الثورية/URB» غالية الرحال من بين الحضور. 

تشرح الرحال أن «الآراء تعددت واختلفت في ذلك الاجتماع، لكن في اعتقادي أن العودة ينبغي أن تكون مرتبطة بحل سياسي جذري، أو حتى جزئي يضمن عودة أبناء بعض المناطق إلى بيوتهم وأرزاقهم كمناطق ريف إدلب الجنوبي مثلاً، لو حصل ذلك يمكننا أن نسميها عودة طوعية وآمنة».

وتضيف: «أما أن يُسكن العائدون على الشريط الحدودي، فهذا يسمى تشكيل جدار بشري. حتى إن تلك المناطق غير آمنة بسبب القصف الذي يحصل بين فترة وأخرى، إضافة إلى التفجيرات الإرهابية، وتسلط الفصائل العسكرية على المدنيين». أمام كل هذا، تعتقد الرحال أنه من الطبيعي أن «يتخوف السوريون من عدم وجود منطقة آمنة في سوريا».

كذلك؛ تشير الناشطة إلى أن أولئك الذين قد يُرحلون من تركيا إلى الشمال السوري سيجدون أنفسهم على موعد مع التهجير الرابع لهم، ولذلك يتزايد تفكيرهم في البحث عن سبل للوصول إلى أوروبا. تختم غالية بالتذكير بتصريحات الوفد التركي في «مؤتمر بروكسل» الذي عُقد في شهر أيار الماضي، وتحديداً التركيز على أن «تركيا تحمي الحدود الأوروبية» من موجات اللاجئين، الأمر الذي يبدو بوضوح «ورقة ضغط على أوروبا».