× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

بعد «التعفيش»... المنازل تفتح قلبها للسماء

حكاياتنا - خبز 25-06-2022

عقب سيطرة الجيش السوري و«القوات الرديفة» له على أرياف حماة وحلب وإدلب، بدأت حملة «تعفيش» طاولت الأخضر واليابس في تلك المناطق، لتنطلق حملة أخرى جديدة عنوانها تكسير أسطح المنازل لاستخراج الحديد منها وبيعه، ما يحطم آمال النازحين في العودة إلى منازلهم... أو ما تبقى منها

بعد نحو ثلاث سنوات على خروجه من منزله في بلدة معرشورين بريف مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، تمكن جهاد قسوم من مشاهدة منزله عبر الصور التي أرسلها إليه أحد أقاربه الذين يقيمون في مناطق سيطرة دمشق. لكن المنزل كان جدراناً واقفة بلا سقف أو سطح، وأمام دهشته أخبره قريبه بأن سطح المنزل قد جرى تكسيره واستخراج الحديد منه بهدف بيعه.

وكانت قوات الجيش السوري بدعم روسي وإيراني قد سيطرت خلال عمليات عسكرية متتابعة بدأت في نيسان/أبريل 2019 وانتهت في شباط/فبراير 2020 على مساحات واسعة من المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة في أرياف حماة وحلب وإدلب، فيما فرضت سيطرتها الكاملة على ريف حماة الشمالي ومدينتي معرة النعمان وخان شيخون وأكثر من 200 قرية وبلدة أخرى جنوب وشرق إدلب وشمال حماة.

وبلغ عدد النازحين والمهجرين من مدن وبلدات إدلب وحماة منذ توقيع «اتفاق سوتشي» في 17 أيلول/سبتمبر 2018 حتى الخامس من شباط/فبراير 2020 مليوناً و776 ألف، بحسب إحصاءات فريق «منسقو استجابة سوريا»، جراء خمس حملات عسكرية.

يقول قسوم (53 عاماً) إنه عندما خرج من منزله في آب/أغسطس 2019 نتيجة القصف لم يأخذ أياً من ممتلكات البيت، لأنه ظن أن القصف سوف ينتهي خلال أيام كما العادة، ومن المستحيل أن يصل الجيش هذه المنطقة بسبب بُعدها عن خطوط التماس. لكن بعد أيام خابت توقعاته فأرسل أبناءه كي يخرجوا ما يمكن من أثاث المنزل، ولكنهم لم يتمكنوا من دخول البلدة نتيجة القصف.

انتقلت «مجموعات التعفيش» إلى مرحلة تكسير أسطح المنازل وتفكيك السيراميك والرخام من المطابخ في إدلب وحماة

«في صباح اليوم التالي، كانت قوات النظام قد سيطرت على البلدة وواصلت تقدمها نحو الغرب باتجاه معرة النعمان... لم أتوقع ولا أي أحد أن النظام سوف يتقدم هنا ويفرض سيطرته مجدداً بعد أكثر من سبع سنوات من طرده»، يستدرك الرجل، «المنطقة بيعت بوساطة تركية لأن فصائلنا مجرد أداة تركية».

عقب ذلك، سُرق كل شيء من البيت حتى كابلات الكهرباء داخل الجدران. ويضيف: «عندما شاهدت الصور التي أرسلها أحد أقاربي وتظهر كيف صار منزلي الذي بنيته حجراً على حجر بعرق جبيني فاتحاً قلبه للسماء دون سقف شعرت بحزن شديد، وأُصبت بالسكر والضغط». هكذا، بسبب تكسير أسطح المنازل، و«انبطاح الفصائل التي همها الأول والأخير تجميع أكبر قدر ممكن من المال، وخيانة الأتراك، فقدنا الأمل».

في هذا السياق، تقول علا الحموي (اسم مستعار)، وهي ناشطة إعلامية تقيم في مناطق سيطرة دمشق في حماة، إن حملات «التعفيش» لم تنتهِ حتى اليوم في أرياف حماة وإدلب، لأن تلك المجموعات «انتقلت الآن إلى مرحلة تكسير أسطح المنازل وتفكيك السيراميك والرخام من المطابخ في ريفي إدلب وحماة، وذلك بالاشتراك مع قادة في الفرقة الرابعة والفرقة 25. هناك قرى وأحياء كاملة تؤجّر لمجموعات تأتي لتمارس تعفيشاً ممنهجاً واحترافياً».

بعد ذلك، تُباع تلك المسروقات في مزادات علنية، وفق الحموي التي تقول إنها «تباع بأسعار رخيصة جداً، ما جعلها مقصداً لنسبة كبيرة من السكان». وفي النتيجة، باتت تلك المنازل غير صالحة للسكن نهائياً، بل يجب على من يريد أن يسكنها تجريفها وإعادة إعمار منزل جديد.

ويجري تكسير أسطح المنازل في وضح النهار وكذلك استخراج الحديد وتحميله على شاحنات ضخمة، ولا سيما حديد الأسقف والنوافذ والأبواب، بالإضافة إلى المواد الكهربائية وأسلاكها المستخرجة من الجدران وغيرها. 

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها

This work by SOT SY is licensed under CC BY-ND 4.0