أسدان.. ملكان.. بيادق!
تحظى العلاقات بين دمشق وعمّان بخصوصيّة طالما ميّزتها على امتداد عقود.
لا تنبع هذه الخصوصية من دفء العلاقات، ولا من برودتها. لا من تحالف، ولا من عداء، إذ يصعبُ إلى درجة تقارب الاستحالة إطلاق وصف دقيقٍ يسِم طبيعة العلاقات بين البلدين الجارين.
على نحو يشابه كثيراً من العلاقات العربيّة - العربيّة، تستمدّ علاقة سوريا بالأردنّ طبيعتها بين مرحلة وأخرى من شكل العلاقة بين رأسي السلطة في البلدين.
بدأ ذلك منذ عهد الأبوين: حافظ الأسد، والحسين بن طلال، واستمرّ في عهد «وريثيهما»، بشار، وعبد الله. يتقاربان، فـ«تزدهر» العلاقات، ويتنافران فتضطرب! لكأنّما كل الأمور التي تخص العلاقة بين البلدين مجرد بيادق: «المؤسسات»، والعلاقات الاقتصادية، وحتى «الصّلات الشعبيّة»، كل شيء قابل للتغير جوهريّاً على الرّقعة تبعاً لموقع «الملكين»، على أن رقعة العلاقات الثنائية هذه قد تتحوّل بأكملها في لحظة إقليمية - دوليّة ما إلى مجرّد هامش تفصيلي على الرّقعة الكبرى، ليغدو الجميع أشبه ببيادق.
This work by SOT SY is licensed under CC BY-ND 4.0