«الموجة الثانية» في سوريا: العين بصيرة؟
في الأسبوع الأول من الشهر الحالي أضافت الأمم المتحدة يوماً جديداً إلى قائمة الأيام الدولية، هو «اليوم الدولي للتأهب للأوبئة»، وخُصص له تاريخ 27 كانون الأول / ديسمبر من كل عام.
ليس من الواضح بعد ما ستكون عليه صورة العالم حين يحل هذا اليوم مجدداً في أواخر العام المقبل، وما هو المشهد الوبائي المنتظر. وإذا كان العالم قد أمضى العام 2020 مشغولاً في الدرجة الأولى بفايروس كورونا، وطفراته، واللقاحات المضادة له، فإن الحال في بلدان مثل سوريا يكاد يكون مختلفاً.
نظرة فاحصة على العام المنصرم، ستوضح بجلاء أن Covid19 لم ينل صدارة اهتمامات السوريين، ولم يحظَ بتعاطٍ خاصّ من قبل الجهات السياسية التي تدير مختلف الجغرافيات السورية، سواء في ذلك الحكومة المركزية في دمشق، والحكومة المؤقتة في مناطق المعارضة، وحكومة الإنقاذ في إدلب، والإدارة الذاتية في شمال شرق البلاد. «ماذا لو كانت الجائحة محليّة فقط»؟ قد يبدو هذا التساؤل عبثيّاً، لكن الإجابة عنه - على الأرجح - أن شيئاً لم يكن ليتغيّر في يوميات السوريين على الإطلاق، فالواقع يؤكد أن التفاعل السوري بمختلف مستوياته مع الجائحة (سواء في الموجة الأولى، أو الثانية التي تجتاح البلاد حالياً) لم يتجاوز كونه محاكاة قاصرة لما ساد في العالم من إجراءات.
وفيما اتّسم التعاطي الرسمي وما في حكمه بالتخبّط والعشوائية والسطحيّة، جاء تعامل السوريين في مختلف الجغرافيات مؤسساً على المثل الشعبي القائل «العين بصيرة واليد قصيرة». ليس هذا فحسب، بل إن العين في كثير من الأحيان «قررت» أن تغمض، فلا ترى ما يستوجب الذعر. فما تُنكر وجوده لن يخيفك، بل يمكنك أن تواصل حياتك وأنت تسخر منه، وممن يخاف منه.
اخترنا في «صوت سوري» أن نختتم هذا العام، بملف نحاول عبره أن نطل على حيوات السوريين في مختلف الجغرافيات، في خضم الموجة الثانية للجائحة، مهتمين في الدرجة الأولى بتفاصيل الحياة اليومية، ومساراتها.
في الملف: