× الرئيسية
ملفاتنا
المستشارة
النشرة البريدية
تَواصُل
من نحن
اختر محافظة لتصفح المقالات حلب
الرقة
الحسكة
دير الزور
اللاذقية
طرطوس
إدلب
حماة
حمص
دمشق
القنيطرة
درعا
السويداء
ريف دمشق

إرث الأجداد على «طريق النحل» يتلاشى تدريجيّاً

حكاياتنا - خبز 06-08-2022

توارث مربو النحل في الشمال السوري المهنة عن أجدادهم، ورغم أن كثيراً من النحالين هجروا المهنة عقب الحرب، فإن المتمسكين بها يكابدون مشقة البحث عن المراعي، بعدما حرمهم الصراع على السيطرة حريةَ التنقل بين محافظات البلاد

يتجول يحيى تركي بين خلايا النحل في بلدة صوران بريف حلب الشمالي. يتفقدها واحدة تلو أخرى، ويزودها بما تحتاجه من الماء. يترقبها يوماً بيوم وصولاً إلى موسم القطاف كونها مصدر رزقه الوحيد.

ورث الرجل المهنة عن والده الذي عمل بها طوال حياته، لكن الحرب عرقلت قدرة «النحال الابن» على التنقل بين المحافظات السورية بحثاً عن المراعي. وقد أوقعته نهاية موسم حصاد الحبوب العطرية التي يتغذى عليها النحل في مأزق انعكس على أسعار الخلايا، فانخفضت إلى مستويات قياسية.

تشكل مهنة تربية النحل في مناطق شمال غرب سوريا مصدر دخل لمئات الأسر بسبب ما تمتاز به المنطقة من بيئة مناخية جيدة تسهم في تنوع المحاصيل الزراعية، وتُوفِّر المراعي الآمنة لشهور من العام، فيما يضطر بعض النحالين إلى بيع الخلايا بسبب انحسار المراعي.

تأثيرات الحرب

تترك الحرب توقعيها على النحل أيضاً، إذ ساهم القصف والنزوح في تذبذب إنتاج العسل وعدم استقرار أسعاره، ما ألحق بالعاملين خسارات فادحة دفعتهم إلى هجر المهنة. أبو نادر واحدٌ من هؤلاء، وقد اضطر في العام 2015 إلى ترك مناحله بعدما ضيق تنظيم «داعش» المتطرف الخناق على السكان عقب سيطرته على مدينة أخترين في ريف حلب الشمالي.

يتراوح سعر كيلو العسل بين 10 و15 دولاراً ويزيد كلما تنوعت الزهور التي يرعى النحل فيها 

يقول الرجل الخمسيني: «دفعني القصف المدفعي والجوي وسيطرة داعش على المدينة إلى ترك خلايا النحل والهرب نحو الحدود إلى المخيمات مع أسرتي، ولم نتمكن من إخراج ممتلكاتنا إلى منطقة سيطرة المعارضة آنذاك».

يضيف: «لم أستطع مزاولة المهنة بعدها، أعمل حالياً بالمياومة، وأحتاج في حال قررت العودة إلى مبالغ كبيرة، فلا يمكن أن تحقق مصدر دخل مستقلاً بعدد قليل من الخلايا».

أما عبد السلام الشيخ، فيحافظ منذ العام 2006 على عمله، رغم انقطاعه ثلاث سنوات إبان سيطرة «داعش» على بلدة دابق بريف حلب الشمالي. وهو يرى في النحل مصدر دخل جيداً خصوصاً إذا فاقت أعداد الخلايا المئة. 

يقسم الشيخ أنواع النحل في الشمال السوي إلى اثنين أساسيين: البلدي ويبلغ سعر الإطار الواحد منه 8 دولارات أميركية، والثاني النحل الهجين، ويبلغ سعر إطار الخلية 25 دولاراً، إضافة إلى النحل الأجنبي والقوقازي والأناضولي.

يزداد سعر الخلايا أو ينخفض تبعاً لحالة الطقس، ففي الربيع، تباع الخلايا بسعر مضاعف لتوافر المراعي. ومع نهاية الصيف ودخول الخريف ينخفض السعر. يستدرك الرجل: «لو توافرت المراعي، وكنا قادرين على التنقل، لحافظت الخلايا على أسعارها». 

يذكر أن الكيلوغرام من العسل المغذى على جميع أنواع الزهور يباع بسعر يرواح بين 10 و12 دولاراً، بينما سعر كيلو العسل المغذى على نوع واحد كحبة البركة يتراوح بين 13 و15 دولاراً، الأمر الذي يدفع النحال إلى تحري المرعى المناسب لخلاياه.

ثمة جملة من التحديات تواجه مربي النحل، أبرزها وفق الشيخ ضيق المساحة الجغرافية التي تمنع من الترحال بحثاً عن المراعي، بالإضافة إلى غياب الأمان والاستقرار، إلى جانب غياب المسؤولية من المزارعين خلال رش الأراضي الزراعية بالمبيدات الحشرية ما يتسبب في مرض النحل وموته.

من أبرز المراعي الموسمية المتوافرة في ريف حلب الشمالي خلال الصيف نبتة الجيجان، ودوار الشمس، والقطن، وبعض أنواع الخضار الصيفية. وفي الربيع، يتغذى النحل على الحبوب العطرية مثل الكزبرة واليانسون وحبة البركة.

جمعية للنحالين 

تأسست جمعية النحالين في بلدة دابق بريف حلب الشمالي بعد طرد «داعش» وسيطرة فصائل معارضة مدعومة من تركيا في آذار / مارس 2017، وحملت اسم «غرفة النحالين الأحرار - فرع حلب». انتخب النحالون رئيس الجمعية ونائباً له، وأمين سر يدير مكتب العلاقات العامة والتواصل مع النحالين.

يقول أمين سر الجمعية محمد مرعي: «تهدف الجمعية إلى الإشراف على تربية النحل ووضع حلول للنحالين عبر الجلسات في مركزها الرئيسي في منطقة الراعي بريف حلب الشمالي، ونريد رفع مستوى العمل الإنتاجي لدى النحالين وتبادل الخبرات بينهم».


Share!

لا يتبنى «صوت سوري» أي توجه مسيس للملف السوري ولا تقف وراءه أي جهة سياسية.
نحن نراهن على دعمك لنا في الوصول إلى جميع السوريين والسوريات.

إذا رأيت أن خطابنا يستحق الوصول انشري / انشر هذا المقال من فضلك

لديك تصويب أو ملاحظة؟ تفضل/ي بالتعرف إلى محررة القراء والتواصل معها